أثار الكاتب الشاب وليد ديدا، الجدل بين أوساط الكتاب والمثقفين، مؤخرا، لا سيما بعد تواجد كتابه الثالث "نيجاتيف"، ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا بالدورة السابقة من مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، وحضور عدد كبير من جمهوره الشباب لحفل توقيع الكتاب بالمهرجان، وسط اتهامات بضعف مستوى الكتابة المقدمة، وعدم إثرائها للواقع الثقافي المصري بشكل كبير. ورد الكاتب الشاب في حواره مع "المشهد" على كل هذه الاتهامات، مؤكدا أن معظم الصفحات المتداولة كانت مفبركة، وأن الكتابة أذواق مثل الأكل والشرب والملابس، مشددا على أن الجمهور لا يتابع إلا الأفكار الجيدة، ولا يمكن السيطرة على آرائه.. وإلى نص الحوار.. *أي الكُتب تأثيرا فيك، وأي أنواع الكتابة تفضل (روايات، قصص، اجتماعيات، .. الخ)؟ ليس كتابا واحدا، وإنما مجموعة كتب، وأحب القصص والروايات جدًا، مثل أنت لي وهيبتا وتراب ألماس والفيل الأزرق، والكثير من هذه النوعية من الكتب. *لماذا هاجمك البعض بعد طرح نيجاتيف، وهل كنت ترى أنهم لديهم ولو جزء بسيط من الحق؟ من هاجمني لم يهاجم نيجاتيف، ولم يعرف أي شيء عن الكتاب، كما أن الهجوم كان على كتاب سابق لي اسمه "مشوش"، كما أن الصفحات معظمها كان مفبركًا عدا صفحة واحدة فقط. * وهل يمكن أن يدفعك الهجوم عليك لتغيير طريقتك أو أسلوبك أو حتى الموضوعات التي تتناولها؟ هناك فرق كبير بين النقد والهجوم؛ فليست لدي مشكلة في النقد، وأرحب به جدًا، لأنه يعلمني من أخطائي، لكن إذا هاجمني أحد بطريقة سخيفة وغريبة فلن أسمع له بالتأكيد، وأكيد كل الكتاب العاقلين يفعلون ذلك، إضافة للفرق في طريقة توجيه النصيحة والنقد، ومضمون النصيحة نفسها، وطبعا في بعض الناس "بتحب تهيص وخلاص". *من مثلك الأعلى في الحياة ولماذا؟ الداعية الإسلامي الشاب مصطفى حسني؛ لأنني أشعر أنه شبهي، واحب طريقته في الكلام، وأسلوبه المحترم الراقي. ## *حقق كتابك "نيجاتيف" الأكثر مبيعا بالدورة السابقة من معرض الكتاب، فهل تعتبر كثرة المبيعات دليلًا واضحًا على النجاح والتأثير؟ ليس شرطًا، لكن الحمد لله على حب الناس، فهو نعمة كبيرة، ويوجد عدد كبير من الناس اشتروا كتابي لأنها تحبني وليس من أجل القراءة لي، والحمد لله أيضا فهناك عدد كبير جدًا مقتنع بكلامي ويحب قراءته، فهي أذواق ليس أكثر، والكتابة مثل الأكل والشرب والنوم والخروج والملابس. وهل يمكنك أن تشجع زوجتك على الكتابة بشكل منفصل بعيدًا عنك؟ اه طبعا، أشجعها بشكل دائم، ومريم أسلوبها حلو ومختلف. *احك لنا عن أطرف المواقف من اجمهور أو خلال توقيع أحد كتبك؟ أطرف المواقف عندما شاهدت إحدى السيدات مجموعة كبيرة من الناس تقف حولي، وهي لم تكن تعرفني، فسألت "مين ده يعني؟"، فأحد الحاضرين أخبرها وأشار إلى كتابي "مشوش"، وعندما رأت أنه الطابعة الثامنة من الكتاب، قالت "8 طبعات ليه يعني أحمد شوقي". * حدثنا عن السوشيال ميديا ودورها في توصيلك للناس وتواصلك معهم.. في البداية كان لها طعم وإحساس مختلف، إنما حاليًا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مستنقعًا كله فضائح وشتائم وشماتة بين الناس وبعضهم البعض. *وأي الموضوعات التي تهتم بمتابعتها بشكل أكبر، الاجتماعيات والخواطر واليوميات الشخصية، أم السياسة؟ الخواطر طبعًا.. السياسة لأ يا عم بخاف منها. * التاريخ يحفل بقصص حب كثيرة لثنائيات شهيرة مثل روميو وجولييت وقيس وليلى وعنتر وعبلة، فما أكثر القصص تأثيرًا فيك؟ مفيش والله، ودائمًا أنا أؤمن بأن كل فرد داخله حب وغريزة تختلف عن الثاني، وكل واحد بيعرف يحب بطريقته. *كيف أثّرت دراستك لعلم النفس على طريقة كتابتك؟
أنا خريج كلية الآداب قسم علم النفس، وأفادني كثيرًا التخصص في أسلوبي وتشبيهاتي في الكلام، والقرب من حكاوي الناس. ## * هل يفيد تنوع الكتب واختلافها في مستويات الكتابة ومضامينها القراء؟ اه طبعا، لأن عدم التغيير يؤدي لخروج الكتب بشكل سيئ، وهذا ما دفعني في كتبي الثلاثة (مشوش وروبابيكيا ومؤخرا نيجاتيف)، لتغيير الأسلوب والطريقة، فكل كتاب منها له أسلوب وطريقة مختلف تماما عن الباقي، وهو ما يشعر به الجمهور ويتفاعل معه. * وما ردك على من يتهمون الكتاب الشباب بتضييع اللغة العربية في كتاباتهم، خصوصًا الصادرة بلغة عامية؟ ليس لدي رد، وكما قولت فكل واحد حر، وكلها وجهات نظر، وهي في النهاية أذواق ليس أكثر. *قولت إنك لم تتوقع كل هذا النجاح بداية من كتابات "تعرفي" وحتى الآن.. فهل تعترف بالحظ وهل أنت محظوظ؟! أنا قولت نفس الكلام لكن قبل كتابتي لزوجتي مريم، وقبل كتابة "تعرفي" أنا كنت معروف، وصدر لي كتاب اسمه "روبابيكيا"، والحمد لله نجح.. كل الحكاية إني عملت فكرة جديدة أعجبت الناس، ولو الفكرة غير جيدة لم يكن ليتابعني أحد أو يهتم بما أكتبه بعد ذلك. * هل لك أن تطلعنا على بعض آرائك السياسية، فما رأيك في ثورتي يناير ويونيو وكذلك الأحداث التي شهدتها مصر على مدار 5 أعوام، وهل شاركت في أي منها؟ أنا نزلت يوم جمعة الغضب فقط، ولم أشارك في أي مظاهرات أو أحداث أخرى بعدها حتى الآن، ولا توجد كلمة أستطيع الرد بها سوى "الله المستعان". ## *هل أنت متفرغ للكتابة حاليا، وهل التفرغ مطلوب ومفيد للكاتب؟ لا أنا شغال مدير محل ملابس كعمل أساسي، وطبعا الكتابة تحتاج التفرغ بسبب "كركبة الدماغ". *حدثنا عن أعمالك القادمة؟ إن شاء الله أجهّز رواية مختلفة وغريبة بعض الشيء. *وهل تتوقع أن تثير ضجة هي الأخرى؟ أتمنى ذلك بكل تأكيد. ##