تشرفت وسعدت واستمتعت بقضاء بضعة أيام فى طيبة الطيبة المدينةالمنورة ...المدينة التى تأسر القلوب وتهفو اليها النفوس حبا وشوقا إلى ساكنها عليه الصلاة والسلام،المدينة التى يشعر فيها الإنسان بالحب حب أرضها وسمائها وأهلها...المدينة التى يشعر فيها الإنسان بالرغبة فى تقبيل كل شبر من أرضها....وكيف لا وهو يتخيل أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى على هذه الأرض وهو يتخيل سيدنا رسول الله يمشى مع صاحبيه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما ويعلمهما...وهو يتخيل أن سيدنا رسول الله كان يداعب الحسن والحسين على هذه الأرض الطيبة....وكان يفيض حبا وحنانا على ابنته فاطمة الزهراء وزوجها وابن عمه على بن ابى طالب وكان يداعب زوجاته أمهات المؤمنين ويساعدهن على هذه الأرض....مشاهد كثيرة تجعل الإنسان يتمنى أن يحلق على هذه الأرض الطيبة المباركة التى رحبت بالرسول واحتفت به عندما اختارها دارا للهجرة... والمدينةالمنورة ليست مثل كل المدن فقد دعا لها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك يقع الإنسان في حبها وحب أهلها ومن يعيشون فى كنفها بطيبتهم وسماحتهم والتزامهم الصارم بتوجيه الحبيب المصطفى تبسمك فى وجه أخيك صدقة...فابتسامة أهل المدينة سمة مميزة إلى جانب لسانهم العذب وسماحتهم الواضحة....والمدينةالمنورة مدينة ترتبط ارتباطا وثيقا بالمسجد النبوى الشريف....المدينةالمنورة كلها تستجيب لنداء الصلاة خير من النوم إذ تدب فيها الحياة قبل الفجر...إذا ارتفع الصوت فى المسجد النبوى صمتت المدينة واذا صمت الصوت فى المسجد نشطت المدينة مرحبة ومحتفية بالمصلين وزوار رسول الله . والمسجد النبوى الشريف يحتاج الحديث عنه لمقالات فزواره بمئات الألوف وربما بالملايين ....لا يفرغ حتى يمتلأ...كل أبناء الأمة الإسلامية يلتقون فيه ...الأبيض والأسود والأصفر....المسجد تحول إلى مؤتمر اسلامى...الكل يتعامل مع الكل بود وسماحة...جهود السلطات السعودية فى خدمة تلك الملايين تثير الإعجاب والتقدير فكل شيئ يسير بنظام...الكل يصلى ويزور ويشرب من مياه زمزم...كل أبواب المسجد ومنها باب السلام وباب الصديق وباب عمر بن الخطاب وباب الهجرة وباب بدر وباب بلال جهزت لخدمة المصلين والزوار الأصحاء وأصحاب الاحتياجات الخاصة...فطوال ترددى على المسجد كنت اتحرك على كرسى متحرك بسبب كسر فى الكاحل وضع قدمى فى الجبس والحمد لله لم تصادفنى اية مشكلة لا فى شوارع المدينة ولا فى المسجد النبوى الشريف اكتملت سعادتى بزيارة مسجد قباء اول مسجد بنى فى الإسلام وساهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى بنائه بيده الشريفة....وتشرفت بزيارة شهداء أحد ....تجسدت المشاهد أمامى وانا ارى جبل الرماة الذين خالفوا أمر رسول الله وسعوا لنيل نصيبهم من الغنائم وتركوا مواقعهم التى أمرهم الرسول إلا يبرحوها مهما كانت مجريات المعركة فتحول النصر إلى هزيمة وتشرفت بصلاة الجمعة فى مسجد الرسول واستمتعت بالخطبة التى تضمنت أهم ماجاء في وصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقائده سعد بن وقاص عندما كتب إليه اوصيك وجندك بتقوى الله فإنها أقوى أسلحتكم فى مواجهة عدوكم واوصيكم بتجنب المعاصى فإنها أخطر على جيشكم من عدوكم ولتعلموا انكم ستنصروا بطاعة الله لا بقوتكم...تلك لمحات من ايام ماتعة قضيتها فى رحاب وحمى الحبيب المصطفى السراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المشهد .. لا سقف للحرية المشهد .. لا سقف للحرية