ليس بغريب ما اقدمت عليه المملكة العربية السعودية مؤخرا من قطع للعلاقات مع ايران تلك الدولة الاسلامية وذات القوة العسكرية والنووية التي اقلقت الولاياتالمتحدة في حرب باردة بين الطرفين استمرت لاكثر من عشرين عاما لم تسطع فيها الاخيرة استخدام القوة ضدها خشية من تكرار تجربة فيتنام ولذالك كان تحرك كل من القواتين علي ارض الواقع سريع ومتسع ومتعدد الاشكال والاجناس وكانت الارض العربية ميدان لهذا التنافس الاستعماري البارد احيانا والعسكري احيانا اخري في ظل غياب المشروع العربي بعيد عن الطائفية بعد رحيل جمال عبد الناصر فالولاياتالمتحدة لديها مشروعها الاستعماري منذ انتهاء الحرب العالمة الثانية في المنطفة وانتهاء الامبراطورية البريطانية بعد اعلان قيام دولة اسرائيل علي ارض فلسطين عام 1948 منذ هذا التاريخ كانت الولاياتالمتحدة هي الاعب الاكثر تاثيرا في احداث المنطقة بل المحرك الديناميكي لتلك الاحداث ودائما كانت باحثة عن مضمون الوكلاء خاصة في الحروب العسكرية والمواجهات الفعلية وتجلي ذالك في تبنيها (لاسامة بن لادن )السعودي لمواجهة الامتداد السوفيتي وظهرت هي امام المسلمين بانها حامية الاسلام من الشيوعية التي ستقضي علي القيم الاسلامية النبيلة فكانت النتيجة الحتمية هي اندفاع الشباب المسلم الي الجهاد في افغانستان كل ذالك ليس حبا في الاسلام وانما هو جزء التكتيك الامريكي لتحقيق اغراضة في تلك المنطقة خاصة بعد ظهور البترول والعربي وزيادة اهمية قناة السويس كا اكبرواهم ممر ملاحي بين الشرق والغرب والمنافس الحقيقي لقناة( بنما )الامريكية وانقلبت الولاياتالمتحدة علي بن لادن والمجاهدين واتهمتهم بالارهاب واطلقت ما عرف اعلاميا بتنظيم القاعدة وهي من كانت له داعمة ماديا وعسكريا وسياسيا -وبعد ظهور ايران كا طرف اقليمي وثيق الصلة بالقطب الروسي عملت الولاياتالمتحدة علي خلق الوكيل المناسب لمواجه تلك القوة الاقليمية الوليدة فكان العراق هو المناسب لتلك المهمة لفترة استمر فيها القتال المسلح لاكثر من عشر سنوات تم استنزاف موارد العراق بشكل لم يسبق له مثيل ثم كان الانقلاب الامريكي علي العراق بدعوي امتلاك اسلحة دمار شامل عام 1990 وتم اظهار العراق علي انه الخطر الاول علي العروبة والاسلام خاصة بعد احتلاله الكويت بدعم منها اولا ولاننسي اللقاء التاريخي الشهير للقيادة العراقية والسفيرة الامريكية قبل القيام بهذا الفعل المرفوض عربيا واسلاميا هنا ظهرت السعودية بكل مالديها من مصادر تمويل لدعم اي حرب ضد العراق وبالفعل كانت الدولة الاكثر داعما لاسقاط القوة العراقية العسكرية التي كانت احد اضلاع المربع العسكري العربي الذي تجلت قوته في حرب اكتوبر1973ضد السلاح الامريكي الذي سقطت مكانته في تلك الحرب العربية المجيدة (العراق-مصر- سوريا- ليبيا) كان لابد من القضاء علي هذا المربع العسكري الضلع تلو الاخرقظهر السادات كاقوة عربية مؤثرة وسارع هو الاخر الي ضرب العروبة في مقتل بتوقيع ماعرف بمعاهدة السلام مع الكيان الاسرائيلي ليتم القضاء علي المشروع العربي الذي تبناه عبد الناصر وتفرغت الولايات النتحدة للقضاء علي القوة العسكرية في المنطقة وكانت البداية بالعراق وهنا ظهرت الولاياتالمتحدة كانها حامي العروبة والاسلام خاصة منطقة الخليج العربي التي اصابها الرعب فاسارعت الي تقديم شرفها وعرضها وارضها وولائها لامريكا وظهر الاستقطاب العربي في تلك الفترة العصيبة من تاريخ امتنا العربية وكان في باطن الامور هو توفير الحماية والامن للمشروع الصهيوني الامريكي في المنطقة العربية فاسرعت ايران في حماية المشروع الاستعماري الفارسي في المنطقة فخلقت (حزب الله )ودعمتة ودعمت القيادة الجديدة في سوريا بعد اختفاء (حافظ الاسد)واستولت علي جزر الامارات العربية لخلق بؤرة نزاع عربي ومددت نفوذها الي اليمن للتاثير علي الملاحة في مضيق باب المندب بعد التواجد الامريكي في الصومال من خلال دعم لوجستي للفرق السنية المتحاربة في تلك الدولة التي لم تعد دولة وبعد سقوت العراق نجحت ايران في خلق مايعرف بالنزاع الطائفي السني الشيعي في العراق ونجحت بشكل كبير وخلقت هلالا شيعيه يمتد من طهران الي العراقوسوريا ولبنان وجنوبا الي اليمن لتحاصر الجزيرة العربية واسرائيل علي ارض الواقع بشكل لم يسبق له مثيل منذ سقوط الامبراطورية الفارسية علي يد المسلمين في معركة نهاوند عام 21هجرية - ادركت الولاياتالمتحدة بان هناك تحالفا قويا بين ايران والدوب الروسي العائد بشكل اكثر تاثيرا في المنطقة وان الاجواء غير مهيئة لمواجهة عسكرية خاصة بعد فشلها في العراق امام المد الايراني فوافقت مرغمة علي تهدئة الحرب الباردة والبحث عن بدائل سنية لمواجهة التيار الشيعي ليتحول النزاعي السياسي الي نزاع طائفي علي حساب استقرار المنطقة العربية وكل ذالك يصب في صالح المشروع الصهيوني الامريكي فاسرعت الي خلف تنظيم (داعش)الارهابي في شمال العراقوسوريا بدعم وتاييد من تركيا ماديا وعسكريا واختيار الكيان السعودي ليكون هوالوكيل من جهة الجنوب وبدون وعي سياسي او ادراك سليم او تخطيط اسرعت السعودية الي اعلان التحالف العربي العسكري ودخلت في حرب اعدت لها علي الاراضي اليمنية املا في زعامة زائفة للعرب بل واسرعت ايضا الي اعلان تحالف اسلامي عسكري ايضا بدون دراسة واعية املا في زعامة زائفة للمسلمين؟؟؟ ورغم ذالك لم يتاثر الموقف الايراني علي ارض الواقع حيث ماذال يحقق المكاسب في اليمن والعراقوسوريا ولبنان مما افزع الجانب السعودي وادخل الرعب في قلبه فحاولت السعودية اظهار غيظها ولكن بشكل كان اكثر فجاجة وكان الصراع الحقيقي في المنطقة هو صراع طائفي ديني مابين المذهب السني بقيادة السعودية والشيعي بقيادة ايران فاقدمت علي اعلانها عن تنفيذ حكم الاعدام في 47شخصية شيعية مؤخرا مما اثارغضب الجانب الايراني دينيا فتوترت العلاقة الي حد قطعها نهائيا وهذا ماتريد امريكا واسرائيل ؟؟؟ ولكن السؤال الان اين تقف مصر من كل ذالك ؟؟؟