تهجرنا الأيام الراحلة بأمنايها و أحلامها المستحيلة أو تلك التى صالحنا بها الزمان وتحققت، و تتكرر دورة الزمان، وتأتى كل سنة جديدة تحمل معها أمانى عصيت علينا فى التى رحلت و نتمنى أن تعيد حسابتها و تخجل من تدللها علينا، فتستجيب للطلبات أو تنحنى لأوامر الشعب المالك الحقيقى لمقدرات البلد أو نتواضع للظروف القاهرة وننتظر أن ترفق بنا نحن قوارير الزمن والحكام!. وها أنا أكشف النقاب عن أحلام قطاع لا يستهان به من المصريين المستهان بهم على مر السنين: أتمنى بكل قوة عزم التفاؤل أن يصبح منصب رئيس الجمهورية منصب موظف عام لا قداسة له ولا خصوصي، إنسان يختاره الشعب بحرية، هدفه خدمة الشعب الذى هو المعنى الإنسانى لكلمة الوطن وليس شخصية إعتبارية بإسمها ترتكب الجرائم وينكل بالشعب تحت شعار حمايته، و أن يأتى و يرى. بأمر الشعب فلا نحتاج الى ثورات او إغتيالات لكى يرحل عن سدة الحكم عندما ترتفع شعارات الشعب يريد تغيير النظام ولا أن يغتال كل الشعب لكى يبقى الزعيم المفدى مستبدا، مجرد تسلسل طبيعى لإنتقال السلطة بسلاسة شرعية قانونية متعارف عليها.. يلجاء إليها عند الأزمات و لا يصبح الحكم لمن غلب .. شيمة أنظمة العالم التالت و الرابع أيضا إستنادا لما وصلت اليها مجتمعات إنهارت تماما من أجل تمسك شخصا واحد بكرسى الحكم و شهوة السلطة.. فيهددنا بكل تنويعات الانتقام.. أنا أو الفوضى .. أنا أو الطوفان من بعدى .. أو أنا .. وليذهب الشعب بالأرض بالحاضر والمستقبل إلى الجحيم إذا لم أكن جالس على كرسى السلطان. اأتمنى والأنوار تطفىء ودقات الساعة تعلن قدوم عام وليد وكل حبيب يعانق حبيبه متمننين بشغف أن يصبح الآتى أفضل من الراحل .. أن يتحقق حلم عصى علينا و تجذر فى منظومة أهل السلطة .. وأن يزيح عن قلوبنا جريمة أهل الثقة إلى الأبد!، فنجد مؤسسات الدولة كلها على إختلاف تخصصاتها تجند قواها لتأهيل الكفاءات، وأن تنشأ مراكز بحثية هدفها تأهيل الموهوبين فى كل المجالات وتحضرهم لتولى المواقع الهامة بحيث يُخرج مصر من أتون فشلة الأهل و العشيرة، أي أهل الثقة أياهم السبب الرئيسى فى إنحدارنا المستمر نحو هاوية الفشل. أما المطلب الغالى حقا وأتمنى الإلتفات إليه فى العام الجديد هو أن يأخذ التعليم المكانة الآئقة به فى إهتمام الحكومة بأنه من أولويات الحياة وبدونه نتجمد فى جهلنا ونغرق فى مستنقعات الفشل ، أهذا عسير فى فقه أولويات الحكومة السنية ؟؟ مدارس تعلم وجامعات تخرج متميزين و مراكز أبحات ترعى الموهبين، وهيئات تشجع العلماء الصغار على الإبتكار والإختراع فتستفيد من علمهم قبل أن تتلقفهم دول عدوة قبل الصديقة بعدما ترصدهم عيون المجرمون من أعداء النجاح، فيأسوهم بعد أن حطموا إهمالا. أما الحلم الأعظم الذى يراودنى فى الدنيا رغبة و أمل ، أن يستعيد القضاء هيبته مرة أخرى فى حياتنا وتعود الثقة العمياء لميزان العدل المشهور والمغمض العينين إلا عن الحق و العدل، فلا يُسيس ولا يضغط على الشرفاء منهم و لايهدد إستقلالهم بأى شكل من الأشكال و أن تصاغ مجموعة من القوانين تحصن هيئاتنا القضائية، من التأثير عليها، أو الاطاحة بها أو بإهانتها بالسماح لهم بالإنتداب فى مؤسسات غير قضائية تهز هيبتهم ، وأن تعود شخصية القضاة الى أذهاننا كما كانت على مر العصور الشامخ بحق عدالته ونزاهته وكفائته وإنفاذه للقوانين مغمض العينين بحق!! أما أمنية الأمانى فهو العدل الاجتماعى وتقليل الفوارق بين الطبقات فعلا وليس قولا، إيمانا ليس تلاعب بالاقوال، قانون يحمى البسطاء ولا يضغط عليهم ولا يضحى بهم فى كل عمليات الإصلاح، فتصاغ القوانين من أجل حمايتهم من توغل رأسمالية رجال الأعمال المدللين من الحكام، .. شركاء المصلحة الواحدة !!! و تحمى مكاسبهم و حقهم فى العمل والإنتاج فى كنف دولة تحقق التوازن ما بين قطاع عام يحمى الأمن القومى و بين قطاع خاص له مكانته المتميزة فى قطار التنمية فلا يتحكم بأمواله الحكم ولايحتكر صناعات و لا يصبح دولة داخل دولة تهدد صانع القرار إما الانحناء للمصالح وإما وقف عجلة الإنتاج و تجويع الشعب. توازن يحتاج إلى ميزان حساس من الخبرة و القدرة و الوعى السياسى الذى يبحر بسفين الوطن الى بر الامان الحقيقى، لا تجور فيه طبقة على طبقة ولا يضحى فيه بجيل من أجل جيل لم يولد بعد. أحلام صعبة أم احلام مستحيلة؟، فى ايدينا نحن فقط الإختيار ما بين الحلمين. و عام سعيد بإذن الله على المصريين ! المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية