من حقى ومن واجبى فى ان واحد أن أقول لكل قراء المشهد أينما وجدوا وكل من يقتطع من وقته دقائق ليقرأ ما كتبت ولكل من يلقى نظرة على مقالاتى سواء بالصدفة البحتة أو مع سبق الإصرار والترصد...من حقى وواجبى أن أقول لكل هؤلاء كل عام وانتم بالف الف خير وسلام وسعادة أكثر من مرة... مرة بمناسبة ذكرى ميلاد خير خلق الله كلهم رسول الإنسانية والرحمة الهادى البشير السراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم....ومرة بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام الذى شرفت مصر بزيارته لها وليدا مع أمه العذراء البتول التى اصطفاها الله وطهرها واصطفاها على نساء العالمين السيدة مريم...ومرة بمناسبة استقبال العام الجديد 2016 الذى أدعو الله أن يكون عام خير وبركة على مصرنا الحبيبة....وعام يزدهر فيه انتاجنا....وعام تتوقف فيه اسالة الدماء الذكية لضباطنا وجنودنا رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يصعدون للسماء وهم يتصدون للقتلة الفجرة الذين يشوهون الإسلام ويقتلون ويفجرون ويذبحون باسمه وهو برئ منهم. فى رحاب هذه الأيام التى يلملم فيها 2015 آخر أوراقه ويتاهب للرحيل والغياب والإنضمام لسطور التاريخ....لا أدرى لماذا قفزت إلى ذهنى المقارنة بين البشر والسنين...فبعض البشر عندما يغادرون أماكنهم يودعوا بالقبلات والدعوات الصالحة والورود وبعضهم يودع بالغمز واللمز وقد يصل الأمر إلى توديعهم بالشتائم واللعنات بل قد يكون من نصيبهم بعض القلل التى يتم القائها ورائهم للدلالة على الفرحة بأنهم تركوا أماكنهم وللاستبشار بأن القادم سيكون أفضل وان الهواء سيتجدد والمياه ستجرى....السؤال هل نودع عام 2015 بعد كل ما وقع فيه بالتحيات والورود أم نودعه بالغمز واللمز واللعنات والقلل ؟! الحقيقة أننا من نملأ صفحات الأيام والسنين ونحن باعمالنا من يحدد صفات السنين سنة لطيفة ...سنة طيبة.... سنة كبيسة ...سنة بشعة....صحيح أن هناك حوادث قدرية لا نملك منعها ولكننا نملك التعامل معها باجتهاد وحكمة وعزيمة حتى نقلل من اثارها إلى الحد الادنى...ونملك أن نكون على قدر كبير من الفطنة والاستعداد...ونملك سد الذرائع... ونملك مراجعة أحوالنا ومواقفنا لنتاكد هل نسير فى الاتجاه الصحيح أم لا فنعدل مسارنا بلا كبر وبلا عناد... وإذا كان لابد من استخدام القلل لتوديع 2015 فلنحطمها ونحن نتمنى أن نتخلص من الإهمال ...نتخلص من الفساد الذى أعلن رئيس واحد من أهم الأجهزة الرقابية فى مصر أن حجمه بلغ مئات المليارات(600 مليار جنيه)فى 2015،نتخلص من المكارثية التى تستخدم كسلاح للتهديد والوعيد بلا منطق..نتخلص من التعصب الأعمى لارائنا....نتخلص من الكبرياء والغرور الذى يصور لكل منا انه من يمتلك الحقيقة الكاملة التى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها... كل عام وانتم بالف الف خير....كل عام ونحن أكثر قبولا لبعضنا البعض ونحن أكثر تسامحا وتراحما...كل عام ونحن نزرع ونصنع وننتج... كل عام ونحن نجتهد فى تعليم أولادنا تعليما حقيقياً راقياً....كل عام ومصر باقية عزيزة موفورة الكرامة مرفوعة الهامة. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية