أزمة القمامة ومشاكلها البيئية تواصل الانتشار والتمدد وتتسبب في أمراض وكوارث وحوادث، في ظل غياب القوانين والرقابة التي تمنع الجمهور من رمى القمامة. كان المواطنون يتخوفون من الأمراض الناتجه عن تكدس القمامة، ولكن زادت مخاوفهم من تأثير انبعاثات أطنانها المتكدسة أسفل الجسور وفى محيطها على تآكل الإسمنت وانهيار هذه الجسور التى يفتقد عدد كبير منها فى الأساس إلى الصيانة والبنية القوية. فهل نشهد فى المرحلة المقبلة انهيارًا لجسور وحوادث مماثلة بسبب أزمة النفايات؟! أصبحت مقالب النفايات فى كل مكان وبالقرب من المياه والأنهار وصنعت تلالًا بين البيوت وفى الشوارع الرئيسية والفرعية وكذلك أمام المدارس وأمام المحلات التجارية، وهذا يخلق كل أنواع الفطريات السيئة التى تؤدى إلى التسمم الغذائى ويمكن أن تجلب أمراضًا أخرى مثل التيفوئيد والكوليرا وغيرهم. وقد أعرب بعض أصحاب هذه المحلات عن إستيائهم الشديد من هذه المشكلة، التى تهدد حياتهم وحياة أبنائهم إلى الانهيار من تلك الروائح والأمراض والحشرات التى تنبعث من هذه القمامة. وكانت هذه آراء بعض المواطنين.. عنتر السيد أحمد حيث قال: "إنه لا يوجد سيارات لرفع هذه القمامه لعددة أيام، وإن هناك بعض من المواطنين يقومون بحرق هذه القمامه، مما يتسبب في انتشار الأدخنه فى سماء المنطقه بأكملها، ويعمل على تكدس حركه المرور فى الشوارع، وأن القمامه يكثر بها الذباب والفئران والروائح الكريهة، مما يسبب لنا وأطفالنا العديد من الأمراض" ووافقه فى الرأى محمد عبد العال محمد حيث قال: "نحن شعب متحضر، فمن العيب أن تكون شوارعنا بهذا الشكل حيث تتناثر القمامة فى مناطق عديدة ومتفرقة، لدرجة أن الكثير من أهالى المنطقه تتسبب القمامة فى اختناقهم لقيام بعض المواطنين بحرقها" وأضاف عبد العال أنه يجب رفع رسوم النظافة من فواتير الكهرباء لأنه لا يتم العمل بها ويتم تحصيلها من المواطنين دون رفع هذه القمامة وأنها منتشره فى جميع الشوارع. وأوضح أحمد محمد "حين تأتى الشاحنات لتفرغ النفايات فى الساحة الفارغة التى خصصت كمكب للأوساخ تنتشر رائحة فظيعة خلال النهار من الصعب حقا الوقوف أمامها، والرائحة تزداد سوءًا مع ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف". وقال الدكتور أحمد عبد الوهاب، استاذ علوم البيئة بجامعة بنها: "لا بد من إنشاء بنك معلومات يفصل حجم النفايات المنزلية ونفايات الشوارع والمبانى والنفايات الزراعية الخطرة ونفايات المحاصيل والحيوانات، والمصانع غير الخطرة منها والخطرة كذالك، وكذالك إلزام المصانع بالكشف عن حجم مخلفاتها وطرق التخلص منها، والأهم من ذلك كله هو كيفية استغلال طاقات البحث العلمى الجبارة، التى لا تجد سبيلًا لتنفيذها سوى فى الدول المتقدمة. النفايات أنواع يجب فصلها، منها النفايات الغازية والصلبة والسائلة، ورغم أن النفايات الغازية تعتبر من أخطر المشكلات البيئية فى العالم، فإن مصر تستخدم سماءها كمدفن لتلك النفايات، أما النفايات الصلبة فهى نفايات المنازل والمحلات والهدم والمحاصيل الزراعية والحيوان، والأهم هى النفايات الخطرة المستخرجة من المعامل والمستشفيات وأكّدت بعض الدراسات أن 16% من مخلفات المستشفيات تسبب المرض وتصدر العدوى. ولكن المخاطر القادمه من نتائج حرق القمامة بجوار الكبارى سوف تؤدى إلى كارثة؛ لأن الغازات الناتجة عن النفايات تؤدى إلى تفسخ الإسمنت وتآكله خاصةً إذا توافرت الرطوبة أو المياه وتفاعلت مع هذه الغازات ولكن السقوط أو الانهيار لا يحصل خلال شهر أو شهرين من تكدس النفايات حول الجسر بل يتطلب ذلك. ومع بداية فصل الشتاء والأمطار التى توفر المناخ الرطب المحيط بالغازات الناتجة عن هذه النفايات إن المياه تسرع من عملية التآكل ولكنها مع ذلك تتطلب وقتًا ولا تجرى بسرعة فالقضية ليست قضية أسبوع أو أسبوعين.