الدولار يتراجع.. أسعار العملات اليوم الثلاثاء بالبنك المركزي (تفاصيل)    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    ترامب: أبلغت الرئيس الروسي بضرورة وقف إراقة الدماء في أوكرانيا    الحوثيون يُعلنون حظرًا بحريًا على ميناء حيفا في إسرائيل.. ما السبب؟    «تليق يا مو».. كيف تفاعلت جماهير ليفربول مع قرار سلوت تجاه صلاح؟    التعليم تكشف عن سن التقديم لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    فلسطين.. الطائرات الإسرائيلية تشن 10 غارات على شرق غزة وجباليا شمال القطاع    نتنياهو: الحرب يمكن أن تنتهي غدا إذا تم إطلاق سراح الرهائن المتبقين    الملاذ الآمن يتألق من جديد.. ارتفاع ب أسعار الذهب مع تراجع الدولار وتصنيف «موديز»    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    لحل أزمة استقالة كامل أبو علي.. جلسة طارئة مع محافظ بورسعيد    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    الأهلي والزمالك.. من يتأهل لنهائي دوري السوبر لكرة السلة؟    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    نفوق 10 آلاف دجاجة.. 7 سيارات إطفاء للسيطرة على حريق بمزرعة دواجن بالفيوم- صور    الأرصاد تُحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق اليوم    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    مشروعات عملاقة تنفذ على أرض أشمون.. تعرف عليها    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    رئيس شعبة مواد البناء: لولا تدخل الحكومة لارتفع سعر طن الأسمنت إلى 5000 جنيه    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    هل يوجد في مصر فقاعة عقارية؟.. أحمد صبور يُجيب    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    بعد نجل محمد رمضان.. مشاجرات أبناء الذوات عرض مستمر في نيو جيزة| فيديو    وزير الاستثمار يتوجه للعاصمة الألمانية برلين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    "يا بختك يا أبو زهرة".. الصحفي محمد العزبي يكشف تفاصيل وقف معاشه بعد بلوغه ال90 عاما    حدث بالفن | حقيقة إصابة عبدالرحمن أبو زهرة ب "الزهايمر" وموعد حفل زفاف مسلم    موعد نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    4 أبراج «زي الصخر».. أقوياء لا ينكسرون ويتصرفون بحكمة في المواقف العصيبة    استشهاد 10 فلسطينيين بينهم أم وأطفالها الستة في قصف للاحتلال على قطاع غزة    ترامب يوقع مشروع قانون يجعل نشر الصور الإباحية الانتقامية جريمة اتحادية    سلطات فرنسا تعلن مصرع مهاجر وإنقاذ أكثر من 60 آخرين فى بحر المانش    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    هل يجوز للمرأة أداء فريضة الحج عن زوجها أو شقيقها؟.. أمينة الفتوى: هناك شروط    «للرجال 5 أطعمة تحميك من سرطان البروستاتا».. تعرف عليهم واحرص على تناولهم    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    مزارع الدواجن آمنة إعلامى الوزراء: لم نرصد أى متحورات أو فيروسات    ما حكم صيام يوم عرفة للحاج وغير الحاج؟    رئيس جامعة دمياط يفتتح المعرض البيئي بكلية العلوم    موعد امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنيا 2025.. جدول رسمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموت والأوبئة والتخلف العقلى مصير محتوم .. مساكن في قلب الخطر

15 ألف بناء مخالف تحت أبراج وشبكات الضغط العالى فى القاهرة الكبرى فقط
المواطنون: حالات وفاة يوميا وحرائق دائمة بالمنازل والذبذبات أتلفت خلايا المخ
"الكهرباء": لا يمكن تقنين الأوضاع لغياب دور المحليات والسبب عشوائية البناء
حسنى الفار: المشكلة قائمة فى 19 محافظة ومبالغ باهظة للحل
أحمد حبشى: سلوكيات المواطنين السبب ورصد حوالى ألف حالة تعدٍ مؤخرا
الدكتور محمود عبد الحى: الأزمة بدأت بسبب سوء تخطيط الدولة وعدم مراعاة المد العمرانى


يستمر الخطر يحيط بنا أينما نتواجد، هناك موت يحيط بقرىومدن تعيش تحت أبراج الضغط العالى وهناك أمراض وأوبئة تصيب أطفالا يعيشون تحت كوابل الكهرباء، وهناك دولة كاملة مهددة لأنها تعيش على محاصيل زراعية تغلغلت بها الموجات المغناطيسية للضغط العالى.
وتزايدت حالات الإصابة، وارتفعت حالات الوفاة، واختلفت الآراء حول ما إذا كان الضغط العالى للكهرباء هو الذى زحف إلى الناس، أم أن المواطنين هم من بنوا تحت الأبراج والكابلات، إلا أن الجميع اتفق أن المتهم الأول هو غياب وربما فساد المحليات.
ترصد "المشهد" فيما يلى معاناة أهل القرى والمدن من أبراج الضغط العالى:
يحكى جمعة النجار، أحد سكان عزبة الهجانة مأساة الأبراج بقوله: يموت من بيننا فى كل حادث لأبراج الضغط حوالى 7 إلى 8 أفراد بين عمود وآخر، مشيرا إلى حادث حريق أدى إلى وفاة 9 أشخاص بعد قطع سلك البرج الكهربائى وسقوطه على المنازل.
واستكمل قائلا: أقام مصطفى السلاب عضو مجلس الشعب السابق دعوى قضائية لنقل الأبراج أو نقل الأهالى ولكن دون جدوى، فقد تم وضع الورق فى أدراج وزارة الكهرباء، ومازال بحاجة لمن يحركه.
ومن جهته قال أحمد حسام : كان أخى نائما بالمنزل، وفجأة ضرب الضغط مرة واحدة، ونزلت كتلة نارية كبيرة واشتعلت النار بجسده، وظل فى المستشفى لمدة شهر.
وقال مواطن آخر، عند تركيب عامل وصلة الدش، وعندما ألقى بالسلك من فوق المنزل فاخترق مجال الضغط، فضرب فيه ليتحول إلى أشلاء.
ومن جهته قال إبراهيم انفجر سلك الضغط عند بداية العمود وهبط على الشارع وفى حفرة صرف صحى بها عمال صيانة، فكان مصيرهم، الوفاة صعقا، أما عبد النبى فيقول عن حوادث أبراج الضغط فى الشتاء اشتعلت النيران فى 5مبانى مع موجة الرياح والأتربة، وعند سقوط الأمطار تجد الحوائط مكهربة لا تستطيع أن تلمسها.
وقالت الحاجة أم محمد: عند وضعنا الملابس لتجف تتحول وكان بها إبر تشك، حتى أبناءنا لم يفلحوا فى المدارس لتأثير الضغط على عقولهم، ويشير مواطن آخر يدعى على إلى أن البيوت مشققة من الضغط، وإما منهارة أو أوشكت على الانهيار، فالقليل من استطاع النقل ولكن الباقى ليس لديه مكان للذهاب إليه فينتظر الموت.
ويؤكد الجميع أن هناك من يعرف جيدا الخطورة ولكنهم غير مستوعبين، وهناك من لا يعلم حجم الخطورة، حيث يقول حمادة محمد سامبو: أخى أصيب بورم وكهرباء فى المخ بسبب الضغط، ولا نعرف كيف نقدم بلاغات أو استغاثات للحكومة، فنحن هنا نموت، وكل منا ينتظر بمن سيلحق به الضرر المرة القادمة.
وحول موقف شركات الكهرباء قال المهندس حسنى الفار، رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء: إن القانون يحظر على صاحب العقار الذى تمر فوقه أو بالقرب منه أسلاك الخطوط الكهربائية ذات الجهود الفائقة أو العالية أو المتوسطة أن يقيم مبان على الجانبين، إذا كان العقار مقاما على أرض فضاء، أو أن يرتفع بالمبانى إذا كان العقار مبنيا أو أن يزرع أشجارا خشبية إذا كانت أرضا زراعية.
وأشار إلى أهمية مراعاة المسافات المنصوص عليها فى المادة رقم "6"من القانون 63 لعام 1974، بشأن البناء فى محيط أبراج وخطوط الضغط العالى، لافتا إلى أنه فى حالة مخالفة هذا الحظر يتعين الحكم على وجه الاستعجال بهدم المبانى المخالفة وإزالتها أو قطع الأشجار على نفقة المخالف.
وأضاف: إن ما حدث هو نتيجة عشوائية البناء والسلوكيات الخاطئة، ورغم التزام مباحث الكهرباء وشركات الكهرباء بالمتابعة والرقابة وتحرير المحاضرت إلا أنه لا يمكن تقنين الأوضاع لغياب دور المحليات.
وانتقد "الفار" إلقاء المسئولية على عاتق وزارة الكهرباء، موضحا أنه من الصعب تحمل نفقات تحويل الكابلات والأسلاك الهوائية إلى أرضية، فهى تتكلف ملايين الجنيهات لحل الأزمة على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن حالات التعدى هذه فى محافظة القاهرة تبلغ 2014 عقارا ومبنى مطلوب إزالتها، وتقطنها 6000 أسرة وتصل تكلفة توفير بديل لها نحو 300 مليون جنيه, بينما تبلغ قيمة تكلفة استبدال الكابلات نحو 179 مليون جنيه، وفى محافظة الجيزة أسفرت الإحصائيات عن وجود 2961 منزلا وإجمالى التكلفة94.7 مليون جنيه للإسكان وتحويل الكابلات الهوائية إلى أرضية.
ونوه إلى أن حالات التعدى فى محافظة القليوبية يبلغ عددها 10 آلاف وحدة، وتتكلف المبانى البديلة 464 مليون جنيه والفترة الزمنية أربع سنوات وتكلفة دفن الكابلات 298 مليون جنيه.
وبين: ليس ذلك هو حجم المشكلة فقط، فهناك وجود للمشكلة فى 19 محافظة من محافظات مصر، وستتكلف مبالغ باهظة لحلها.
ومن جانبه يوضح المهندس أحمد حبشى، رئيس شركة توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية، أن سلوكيات المواطنين هى السبب وقد تم رصد حوالى ألف حالة تعدٍ مؤخرا، وهناك حوالى 625 محطة ضعط عالى و40 ألف كيلو متر خط ضغط عالى، وللأسف تم التعدى من المواطنين على بعض القرى المخصصة للكابلات بالعديد من المحافظات.
ويشرح الدكتور محمود عبد الحى، رئيس معهد التخطيط العمرانى سابقا، أن الأزمة فى البداية بدأت بسبب سوء تخطيط الدولة وعدم مراعاة المد العمرانى للسكان على حرم خطوط الضغط العالى، ولابد من إخطار المحافظين لمنع أى تعديات جديدة والتنسيق مع وزارة الكهرباء وحصر المساكن والمبانى المعرضة للخطر.
وأشار إلى أن هناك طريقتين للتخلص من خطورة هذه الكابلات الهوائية الأولى تعنى إزالة جميع المساكن الكائنة أسفلها، والثانية هى استبدال هذه الخطوط الهوائية بخطوط أرضية وهذا يتطلب حصرا لجميع المساكن والوحدات التى تقع أسفل خطوط الضغط.

(كادر)
الطب: السكن بجوار كابلات الضغط العالى ينتهى بسرطان الدم والأوعية وتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم

حول الآثار الجانبية والصحية التى يتعرض لها الأهالى جراء السكن بجوار كابلات الضغط العالى يقول دكتور على العيسوى دكتور مخ وأعصاب إن الأضرار الصحية لأبراج الضغط العالى تظهر على الإنسان فى مراحل الإصابة الأولى بإرهاق شديد نفسى وعصبى يتحول بعد ذلك إلى حالة سهر وإرهاق وبعد ذلك يتحول الأرق إلى عدم نوم تام، وبالتالى يحدث خمول شديد ويكون الإنسان غير قادر على ممارسة أى نشاط.
وأضاف: بعد ذلك تحدث إصابة بسرطان الدم والأوعية وتكثر عند الأطفال لأنهم لديهم جهاز مناعى ضعيف، كما يزداد معدل الإصابة بالأورام وسرطان الدم اللمفاوى للأشخاص الذين يعملون أو يسكنون بالقرب من هذه الأبراج، وإلى جانب سرطان الأوعية والأورام وسرطان الدم تسبب أيضا أمراضا خطيرة أخرى، ومنها مرض الروماتويد والقلب وتشوه الأجنة وسرطان الثدى، كما تقوم بتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم والتأثير على المادة الوراثية وحدوث خلل فى وظائف الخلايا والإنزيمات، بالإضافة إلى الأمراض الدماغية والمخية والعصبية كما تسبب التهاب للأعصاب الطرفية، كما أن خطوط الضغط العالى للكهرباء تؤثر على المواد الروتينية الموجودة فى عدسة العين فتتسبب فى حدوث التهابات مزمنة، إضافة إلى الأمراض الناتجة عن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسى.
وقال السيد الجمصى، رئيس اللجنة القانونية بحملة مين بيجب مصر: هناك قوانين وضعت للمناطق المقتربة من الضغط العالى للكهرباء من أجل سلامة الإنسان، وحددت القوانين عدم السكن أو الزراعة أو الرعى فى مسافات معينة من هذه الأبراج.
ونوه إلى أن دولا مثل ألمانيا حددت قوانين الأمان من
أبراج الكهرباء، وعدم ممارسة أى نشاط حيوى أو سكن حول الابراج بامتداد 5500 متر، وشرعت دول أوربية الأمر بوضع حد أدنى لممارسة النشاطات فى مناطق الأبراج وهى 200 ميكروات، أما السعودية وضعت حدا أدنى مسافة 400 متر.
وأوضح الجمصى أن الحملة بصدد تقديم دعاوى قضائية ضد وزير الصحة لمسئوليته الكاملة عن الإهمال الصحى لمليون مواطن يقطنون فى عزبة الهجانة تحت الضغط العالى، وكذلك هناك دعاوى قضائية ستقام ضد محافظ القاهرة لإهماله الشديد فى نقل الأهالى الذين يقيمون تحت الضغط العالى وتعرض حياتهم للخطر.يستمر الخطر يحيط بنا أينما نتواجد، هناك موت يحيط بقرىومدن تعيش تحت أبراج الضغط العالى وهناك أمراض وأوبئة تصيب أطفالا يعيشون تحت كوابل الكهرباء، وهناك دولة كاملة مهددة لأنها تعيش على محاصيل زراعية تغلغلت بها الموجات المغناطيسية للضغط العالى.
وتزايدت حالات الإصابة، وارتفعت حالات الوفاة، واختلفت الآراء حول ما إذا كان الضغط العالى للكهرباء هو الذى زحف إلى الناس، أم أن المواطنين هم من بنوا تحت الأبراج والكابلات، إلا أن الجميع اتفق أن المتهم الأول هو غياب وربما فساد المحليات.
ترصد "المشهد" فيما يلى معاناة أهل القرى والمدن من أبراج الضغط العالى:
يحكى جمعة النجار، أحد سكان عزبة الهجانة مأساة الأبراج بقوله: يموت من بيننا فى كل حادث لأبراج الضغط حوالى 7 إلى 8 أفراد بين عمود وآخر، مشيرا إلى حادث حريق أدى إلى وفاة 9 أشخاص بعد قطع سلك البرج الكهربائى وسقوطه على المنازل.
واستكمل قائلا: أقام مصطفى السلاب عضو مجلس الشعب السابق دعوى قضائية لنقل الأبراج أو نقل الأهالى ولكن دون جدوى، فقد تم وضع الورق فى أدراج وزارة الكهرباء، ومازال بحاجة لمن يحركه.
ومن جهته قال أحمد حسام : كان أخى نائما بالمنزل، وفجأة ضرب الضغط مرة واحدة، ونزلت كتلة نارية كبيرة واشتعلت النار بجسده، وظل فى المستشفى لمدة شهر.
وقال مواطن آخر، عند تركيب عامل وصلة الدش، وعندما ألقى بالسلك من فوق المنزل فاخترق مجال الضغط، فضرب فيه ليتحول إلى أشلاء.
ومن جهته قال إبراهيم انفجر سلك الضغط عند بداية العمود وهبط على الشارع وفى حفرة صرف صحى بها عمال صيانة، فكان مصيرهم، الوفاة صعقا، أما عبد النبى فيقول عن حوادث أبراج الضغط فى الشتاء اشتعلت النيران فى 5مبانى مع موجة الرياح والأتربة، وعند سقوط الأمطار تجد الحوائط مكهربة لا تستطيع أن تلمسها.
وقالت الحاجة أم محمد: عند وضعنا الملابس لتجف تتحول وكان بها إبر تشك، حتى أبناءنا لم يفلحوا فى المدارس لتأثير الضغط على عقولهم، ويشير مواطن آخر يدعى على إلى أن البيوت مشققة من الضغط، وإما منهارة أو أوشكت على الانهيار، فالقليل من استطاع النقل ولكن الباقى ليس لديه مكان للذهاب إليه فينتظر الموت.
ويؤكد الجميع أن هناك من يعرف جيدا الخطورة ولكنهم غير مستوعبين، وهناك من لا يعلم حجم الخطورة، حيث يقول حمادة محمد سامبو: أخى أصيب بورم وكهرباء فى المخ بسبب الضغط، ولا نعرف كيف نقدم بلاغات أو استغاثات للحكومة، فنحن هنا نموت، وكل منا ينتظر بمن سيلحق به الضرر المرة القادمة.
وحول موقف شركات الكهرباء قال المهندس حسنى الفار، رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء: إن القانون يحظر على صاحب العقار الذى تمر فوقه أو بالقرب منه أسلاك الخطوط الكهربائية ذات الجهود الفائقة أو العالية أو المتوسطة أن يقيم مبان على الجانبين، إذا كان العقار مقاما على أرض فضاء، أو أن يرتفع بالمبانى إذا كان العقار مبنيا أو أن يزرع أشجارا خشبية إذا كانت أرضا زراعية.
وأشار إلى أهمية مراعاة المسافات المنصوص عليها فى المادة رقم "6"من القانون 63 لعام 1974، بشأن البناء فى محيط أبراج وخطوط الضغط العالى، لافتا إلى أنه فى حالة مخالفة هذا الحظر يتعين الحكم على وجه الاستعجال بهدم المبانى المخالفة وإزالتها أو قطع الأشجار على نفقة المخالف.
وأضاف: إن ما حدث هو نتيجة عشوائية البناء والسلوكيات الخاطئة، ورغم التزام مباحث الكهرباء وشركات الكهرباء بالمتابعة والرقابة وتحرير المحاضرت إلا أنه لا يمكن تقنين الأوضاع لغياب دور المحليات.
وانتقد "الفار" إلقاء المسئولية على عاتق وزارة الكهرباء، موضحا أنه من الصعب تحمل نفقات تحويل الكابلات والأسلاك الهوائية إلى أرضية، فهى تتكلف ملايين الجنيهات لحل الأزمة على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن حالات التعدى هذه فى محافظة القاهرة تبلغ 2014 عقارا ومبنى مطلوب إزالتها، وتقطنها 6000 أسرة وتصل تكلفة توفير بديل لها نحو 300 مليون جنيه, بينما تبلغ قيمة تكلفة استبدال الكابلات نحو 179 مليون جنيه، وفى محافظة الجيزة أسفرت الإحصائيات عن وجود 2961 منزلا وإجمالى التكلفة94.7 مليون جنيه للإسكان وتحويل الكابلات الهوائية إلى أرضية.
ونوه إلى أن حالات التعدى فى محافظة القليوبية يبلغ عددها 10 آلاف وحدة، وتتكلف المبانى البديلة 464 مليون جنيه والفترة الزمنية أربع سنوات وتكلفة دفن الكابلات 298 مليون جنيه.
وبين: ليس ذلك هو حجم المشكلة فقط، فهناك وجود للمشكلة فى 19 محافظة من محافظات مصر، وستتكلف مبالغ باهظة لحلها.
ومن جانبه يوضح المهندس أحمد حبشى، رئيس شركة توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية، أن سلوكيات المواطنين هى السبب وقد تم رصد حوالى ألف حالة تعدٍ مؤخرا، وهناك حوالى 625 محطة ضعط عالى و40 ألف كيلو متر خط ضغط عالى، وللأسف تم التعدى من المواطنين على بعض القرى المخصصة للكابلات بالعديد من المحافظات.
ويشرح الدكتور محمود عبد الحى، رئيس معهد التخطيط العمرانى سابقا، أن الأزمة فى البداية بدأت بسبب سوء تخطيط الدولة وعدم مراعاة المد العمرانى للسكان على حرم خطوط الضغط العالى، ولابد من إخطار المحافظين لمنع أى تعديات جديدة والتنسيق مع وزارة الكهرباء وحصر المساكن والمبانى المعرضة للخطر.
وأشار إلى أن هناك طريقتين للتخلص من خطورة هذه الكابلات الهوائية الأولى تعنى إزالة جميع المساكن الكائنة أسفلها، والثانية هى استبدال هذه الخطوط الهوائية بخطوط أرضية وهذا يتطلب حصرا لجميع المساكن والوحدات التى تقع أسفل خطوط الضغط.

(كادر)
الطب: السكن بجوار كابلات الضغط العالى ينتهى بسرطان الدم والأوعية وتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم

حول الآثار الجانبية والصحية التى يتعرض لها الأهالى جراء السكن بجوار كابلات الضغط العالى يقول دكتور على العيسوى دكتور مخ وأعصاب إن الأضرار الصحية لأبراج الضغط العالى تظهر على الإنسان فى مراحل الإصابة الأولى بإرهاق شديد نفسى وعصبى يتحول بعد ذلك إلى حالة سهر وإرهاق وبعد ذلك يتحول الأرق إلى عدم نوم تام، وبالتالى يحدث خمول شديد ويكون الإنسان غير قادر على ممارسة أى نشاط.
وأضاف: بعد ذلك تحدث إصابة بسرطان الدم والأوعية وتكثر عند الأطفال لأنهم لديهم جهاز مناعى ضعيف، كما يزداد معدل الإصابة بالأورام وسرطان الدم اللمفاوى للأشخاص الذين يعملون أو يسكنون بالقرب من هذه الأبراج، وإلى جانب سرطان الأوعية والأورام وسرطان الدم تسبب أيضا أمراضا خطيرة أخرى، ومنها مرض الروماتويد والقلب وتشوه الأجنة وسرطان الثدى، كما تقوم بتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم والتأثير على المادة الوراثية وحدوث خلل فى وظائف الخلايا والإنزيمات، بالإضافة إلى الأمراض الدماغية والمخية والعصبية كما تسبب التهاب للأعصاب الطرفية، كما أن خطوط الضغط العالى للكهرباء تؤثر على المواد الروتينية الموجودة فى عدسة العين فتتسبب فى حدوث التهابات مزمنة، إضافة إلى الأمراض الناتجة عن التعرض للتلوث الكهرومغناطيسى.
وقال السيد الجمصى، رئيس اللجنة القانونية بحملة مين بيجب مصر: هناك قوانين وضعت للمناطق المقتربة من الضغط العالى للكهرباء من أجل سلامة الإنسان، وحددت القوانين عدم السكن أو الزراعة أو الرعى فى مسافات معينة من هذه الأبراج.
ونوه إلى أن دولا مثل ألمانيا حددت قوانين الأمان من
أبراج الكهرباء، وعدم ممارسة أى نشاط حيوى أو سكن حول الابراج بامتداد 5500 متر، وشرعت دول أوربية الأمر بوضع حد أدنى لممارسة النشاطات فى مناطق الأبراج وهى 200 ميكروات، أما السعودية وضعت حدا أدنى مسافة 400 متر.
وأوضح الجمصى أن الحملة بصدد تقديم دعاوى قضائية ضد وزير الصحة لمسئوليته الكاملة عن الإهمال الصحى لمليون مواطن يقطنون فى عزبة الهجانة تحت الضغط العالى، وكذلك هناك دعاوى قضائية ستقام ضد محافظ القاهرة لإهماله الشديد فى نقل الأهالى الذين يقيمون تحت الضغط العالى وتعرض حياتهم للخطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.