أعلن الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه رئيس مجلس ادارة هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" أن دولة الإمارات بدأت في وضع استراتيجية متكاملة لتشجيع استخدام السيارات الكهربائية والهجينة والصديقة للبيئة محلياً بهدف التوسع في الاعتماد على هذه النوعية من السيارات في إطار تلبية استحقاقات الاجندة الوطنية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور راشد أحمد بن فهد لفعاليات "المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل 2015" الذي انطلقت أعماله، اليوم الأحد، في فندق الميدان بدبي ويركز على "الابتكار بمجال السيارات الكهربائية و الهجينة" وتستضيفه دولة الإمارات بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية للمرة الأولى بالشرق الأوسط وتنظمه هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس بالتعاون مع نادي الامارات للسيارات الشريك الاستراتيجي للهيئة وشركة ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط المتخصصة في تنظيم المعارض بحضور أكثر من 200 مسئول من صناع القرار وخبراء دوليون في قطاع تصنيع وتجارة ووضع معايير ومواصفات السيارات الكهربائية والهجينة من العديد من دول العالم ويقام على هامش المؤتمر معرض يضم أحدث الابتكارات في مجال السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الداعمة لها. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والمعرض المصاحب له الذي يستمر على مدى يومين عدد كبير من كبار المسئولين في العديد من الوزارات والجهات الاتحادية والدوائر المحلية والجهات المعنية حيث تم الكشف عن أول سيارة هيدروجينية في المنطقة وتم تدشين سيارة هجينة من شركة تويوتا، كما تم عرض أغلى وأسرع السيارات الرياضية الهجينة في العالم. و كشف الدكتور راشد أحمد بن فهد عن أن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس تستعد لإطلاق نظام اتحادي وطني للرقابة على السيارات الكهربائية المستخدمة في دولة الإمارات وتداولها بالأسواق المحلية للتأكد من جودتها و تلبيتها لأفضل المعايير الدولية بهدف تحقيق التوازن بين أهداف الحكومة لترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المحافظة على مصالح المستهلكين وتشجيع المصنعين والتجار على التوسع في هذا المجال بالإضافة إلى ضمان سلامة وصحة المستهلكين . و قال الدكتور راشد، أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الهيئة لإعداد حزمة من البرامج الخاصة بالتطبيقات الخضراء تهدف لرفع تنافسية الدولة تشمل أنظمة لإدارة الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة والكفاءة البيئية للمنتجات بما سيساهم في تعزيز صدارة الإمارات عالميا مشيرا معاليه إلى أن الإمارات أطلقت نظاما لكفاءة الوقود في المركبات وتصنيفها بناء على كفاءة استهلاكها للوقود والذي سيتم تطبيقه في 2017 وتم الانتهاء من دراسة مبادرة تطوير "سياسة كفاءة استهلاك الوقود في المركبات" التي تركز على عدة محاور أهمها دراسة الجدوى البيئية والاقتصادية المرجوة من تطبيق مواصفات ومعايير كفاءة استهلاك الوقود ومراجعة الوضع الحالي والمبادرات الحالية التي تشمل تطوير علامة معدلات كفاءة استهلاك الوقود كما تتضمن الدراسة محور المحفزات وآليات التعامل مع المركبات الجديدة والمستعملة وأهم التكنولوجيا الحديثة التي تسهم في رفع كفاءة استهلاك الوقود بالمركبات الخاصة. و أكد الدكتور راشد أحمد بن فهد، أن اختيار دولة الإمارات لاستضافة مثل هذه الأحداث الدولية الهامة التي تعقد لأول مرة بالمنطقة يظهر المكانة التي أصبحت تتمتع بها الدولة كمركز محوري في مجال المواصفات والمقاييس ليس على المستوى الإقليمي فحسب، ولكن على المستوى الدولي مرجعا ذلك إلى حرص القيادة الرشيدة على توفير بنية تحتية صلبة وإرساء قاعدة فنية قوية من خلال توفير الخبراء والمختبرات الفنية المعتمدة التي تشكل عنصراً أساسياً في أعداد ومراجعة مخرجات عمل اللجان الفنية للمواصفات القياسية، إضافة إلى توافر الكفاءات الفنية المواطنة في هذا المجال الحيوي. و توجه الدكتور راشد، بآيات الشكر والامتنان إلى مقام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لدعمه المتواصل واللامحدود للجهود التي تبذلها الدولة في مجال الاستدامة والابتكار حيث تجسد هذا الدعم في توجيه صاحب السمو رئيس الدولة بأن يكون عام 2015 عاماً ل "الابتكار" ضمن توجهات الحكومة لخلق بيئة إبداعية وجيل مبتكر خلّاق وعزز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذه السياسة عملياً من خلال إطلاق خطة استراتيجية خاصة بالابتكار لتحويل هذه التوجهات إلى واقع ملموس وتطبيق عملي يومي إيماناً من حكومة دولتنا الفتية بأهمية الإبداع والابتكار في جوانب الحياة كافة كي تتماشى مع التطور الهائل والتقني الذي يحدث حول العالم. و أشار الدكتور راشد إلى أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار تهدف إلى جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال الست القادمة من خلال 4 مسارات رئيسية متوازنة و30 مبادرة وطنية يجري تنفيذها خلال السنوات الثلاث القادمة كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة ودعم حاضنات الابتكار وبناء القدرات الوطنية المتخصصة ومجموعة محفزات للقطاع الخاص وبناء الشراكات العالمية البحثية وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار وتحفيز الابتكار في 7 قطاعات وطنية رئيسية هي الطاقة المتجددة والنقل والصحة والتعليم والتكنولوجيا والمياه والفضاء حيث تستهدف دولة الإمارات لأن تكون ضمن الأفضل عالميا في الابتكار خلال السنوات القادمة وتعد الاستراتيجية الوطنية للابتكار أداة رئيسية لتحقيق رؤية الإمارات 2021 التي من أبرز أهدافها رفع جودة الحياة في بيئة معطاءة مستدامة.. و أضاف الدكتور راشد أحمد بن فهد، أن دولة الإمارات تمكنت من التقدم للمرتبة الثامنة عالميا في التطبيقات الخضراء، حيث جاء هذا الإنجاز من ثمار المبادرة الوطنية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لبناء اقتصاد أخضر بالإمارات تحت شعار "اقتصاد أخضر من أجل تنمية مستدامة" فمن خلال هذه المبادرة تسعى دولة الإمارات لكي تصبح مركزاً ونموذجاً عالمياً ناجحاً للاقتصاد العالمي الجديد وتعزيز القدرات التنافسية للدولة واستدامة التنمية فيها مع المحافظة على بيئتها للأجيال القادمة، مشيراً الدكتور راشد إلى أنه في هذا الإطار تركز الأجندة الوطنية ل"رؤية الإمارات 2021" على تحسين جودة الهواء والمحافظة على موارد المياه وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة و تنفيذ خطط النمو الأخضر إدراكا بأن إيجاد المناخ المناسب لتشجيع الاقتصاد الأخضر من خلال وضع المحفزات والسياسات التي تشجع على صناعة صديقة للبيئة وعلى صناعة قليلة الاستهلاك لمواردنا الطبيعية من شأنه أن يؤدي إلى وضع الإمارات في سياق الريادة في الاقتصاد الأخضر. و قال الكتور راشد أن الإمارات تمكنت من أن تلعب دوراً محورياً في منطقة الشرق الأوسط ورسخت دورها جسراً جوياً وبحرياً حيوياً يربط الشرق بالغرب فاستطاعت أن تتصدر المشهد الإقليمي كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية كما استطاعت ترسيخ موقعها كمركز إقليمي رئيسي للابتكار في كافة المجالات ومنها قطاع النقل والمركبات من خلال نجاحها في نقل وتوطين المعارف والتكنولوجيا في بلادنا ودعم منظومة الابتكار وتكنولوجيا سيارات المستقبل. و توقع وزير البيئة والمياه رئيس مجلس ادارة هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس أن ينجح "المؤتمر الدولي لمركبات المستقبل 2015" في بلورة معايير ومواصفات شاملة للسيارات الكهربائية والهجينة والمساهمة في جهود الدولة لاستقطاب أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الداعمة لها خصوصاً حيث يحظى المؤتمر بمشاركة مجموعة كبيرة من الشركات الرائدة في مجال صناعات السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة تعرض تجاربها وآخر التقنيات المتبعة في هذا المجال بالإضافة إلى جهات ومنظمات دولية معروفة بدورها في تطوير التشريعات والمواصفات والمتطلبات التقنية الخاصة بالسلامة والأداء وغيرها من المواضيع. و أعرب الكتور راشد عن أمله في أن يكون المؤتمر منبراً علمياً لتبادل الخبرات والتجارب ومناقشة أحدث الابتكارات والتقنيات الخاصة بالسيارات الصديقة للبيئة معرباً عن ثقته بأن المؤتمر سيساعد على تشجيع التواصل الإقليمي والدولي وتشجيع تبادل الخبرات والممارسات الناجحة والتوصل لنتائج ايجابية وبناءة لمساعدة متخذي القرار على تطوير النظم والتشريعات و الأساليب الإنتاجية لتواكب احدث المستجدات العالمية فيما يتعلق بالتوسع في استخدام السيارات الكهربائية والهجينة للحفاظ على موارد الطاقة التي بدورها تحقق اهدافنا للاستدامة البيئية لدولة الامارات العربية المتحدة. و قال محمد بن سليم رئيس نادي الإمارات للسيارات أن السيارات الكهربائية والهجينة من المفاهيم الجديدة نسبيا في صناعة السيارات بالشرق الأوسط ولم يعتد الناس بالمنطقة بعد على شراء هذه الأنواع من السيارات لكن التأثير الإيجابي والحلول البيئية التي يوفرها هذا المفهوم تجعله إلزاميا لكافة الجهات المعنية بالعمل على صياغة استراتيجية فعالة يمكن أن تساهم في نشر هذا المفهوم في المستقبل القريب.