بدا أن المملكة العربية السعودية تحاول حلحلت الموقف المتأزم في سورية، بعدما دخل الروس على خط الأزمة بتنفيذها طلعات جوية ضد البؤر الإرهابية في سورية، حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، اليوم (الأحد)، مع ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تداعيات الأزمة السورية. وأبدت المملكة السعودية تحفظها على الطلعات الجوية الروسية في سورية، وقالت إن الغارات الروسية تصب في نهاية الأمر في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد، حيث أنها تطول في بعض الاوقات ما أسمتهم المعارضة المعتدلة التي تعمل على تسليحهم. الكرملين قال في بيان رسمي له إن اللقاء بحث تطورات الاوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً سورية بما يشمل الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي. اللافت أن زيارة محمد بن سلمان، سبقها زيارة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زيد، وهو إن لم يكن يعني أن الزيارة تأتي في إطار التنسيق المتبادل لوجهات النظر مع موسكو ودول الخليج بشكل عام، حول العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كان محمد بن زيد قام خلال الفترة الماضية بزيارة موسكو، وهي الزيارة التي تزامنت مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن الملك عبد الله الثاني لموسكو، وقد علمت "المشهد" من مصادر مطلعة إنه جرى الاتفاق بين السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والملك الأردني وولي عهد أبو ظبي، على تشكيل جبهة عربية لحل الأزمة في سورية وإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو أربع سنوات. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود أكدا تطابق أهداف موسكووالرياض فيما يتعلق بالأزمة السورية، وأكد أن الطرفين بحثا المقترحات المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف حول سوريا، وأن الأمير السعودي أعرب عن تفهم روسيا لقلق الرياض إزاء الوضع في سوريا، مؤكدا موقف موسكو الرافض لإمكانية إقامة "خلافة إرهابية" في هذا البلد. وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، قال إن الامير محمد بن سلمان عكس قلق الرياض من العملية الجوية التي تخوضها روسيا في أجواء سورية، وأنه أكد تمسك بلاده بموقفها برحيل الرئيس السوري ودعم المعارضة السورية المعتدلة، وشدد على أن المملكة ستواصل مع روسيا لبلورة موقف موحد على أساس بيان جنيف.