لن نرشف قطرة حزن كي نودعك بل سنرشف وجعا ممتدا يغتالنا كي نودع أنفسنا التي سبقتك إلى المقابر ترقد بجوار أغنيتك الحزينة هذه كلمات من حرفي الموجوع على موت المغربي الشاعر الجنوبي الأصيل ،ابن قنا الذي مات إهمالا ، بعد أن عجز الجميع عن إيجاد سرير خال فى المستشفى الجامعي أو المستشفى العام بقنا!!!!! لماذا لم يجدوا سريرا للمغربي ؟ من العاشرة حتى الرابعة ، الجميع يبحث عن مستشفى ولا يجد طبيبا للمخ والأعصاب ! لماذا مات المغربي ميتة لاجئ في غير وطنه ؟لأنه ليس فنانا تملأ صوره الصحف والمجلات ، ليس راقصة درجة تالتة تفتح لها صالة كبار الزوار في المطار، لأنه ليس لاعبا لكرة القدم يمتلك ميزانية محافظة قنا بأكملها ،لأنه ليس عادل إمام الذي استقبله ملك المغرب استقبال الرؤساء ؟ ماذا يملك المغربي سوى الحرف والقلم وحفنة من الجوائز ،هكذا يموت المبدع في وطننا ،يموت قهرا ووجعا يقتل في وضح النهار فماذا كنت تنتظر يا مغربي ؟ أن يحتفى بك ؟ أن يعرفك كل قاص ودان؟ أن تفتح لك المستشفيات الخاصة أبوابها لأنك شخصية مهمة ؟ عذرا يا مغربي ،ألم تعرف أن الأدباء والمبدعين في مصر يقتلون في كل يوم ألف مرة ؟ ألم تكن تعلم أن الصعيد هو بقعة تنتمي إلى مصر جغرافيا فقط ،ولا تنتنمي إليه واقعا وحقيقة يعترف بها الرؤساء والحكام ؟ألم تعرف يا مغربي أنك عشت في المنفى في أرض الجنوب التي لا يقترب منها الكبار .أيها الولد الفوضوي كما كنت تحب أن نناديك جمعت بين الحسنيين ،مبدع ومن الصعيد ،فكيف كنت تأمل في حياة طيبة وفي ميتة طيبة أيها الولد الفوضوي ؟رغم هذا لا تحزن من نظلم أو سياسة أو حكومة واهنأ بمكانتك في قلوب محبيك ،تابعت كل ما كتب عنك وقلت( كل هذا الحب يا مغربي، صفحات الأصدقاء لا تنعيك بل تعزف لحنا صافيا في حبك ،الجميع يكتب عن إنسانيتك ،أخلاقك، شهامتك ، مبادرتك للاطمئنان عليه والاتصال به ،والسؤال عنه ،بعضهم كان يخجل من نفسه عندما يجد اتصالا منك لم يكن يتوقعه فقط لتطمئن عليه، الجميع يدعو لك من القلب ،لأول مرة تجتمع هذه المشاعر وكأنها أغنية ميلاد في حبك ، في جنة الخلد أيها الطائر النبيل ، في جنة الخلد والفردوس الأعلى يا صاحب الإطلالة المشرقة، وسامحني يا مغربي لأني تأخرت في الرد على رسالتك الأخيرة كتبت :صباحك إشراق طالعي ما كتب عني في الراي الكويتية ، هممت بالرد عليك وكتبت بعض كلمات ليأتيني هذا الإشعار الذي مزق قلوبنا حرقة ووجعا ونشره الشاعر عزت الطيري :أسألكم الدعاء للشاعر محمود مغربي حيث أصيب بنزيف في المخ ولم نجد له سريرا خاويا في مستشفيات قنا ،ولم نجد طبيبا متخصصا في المخ والأعصاب !!! يا الله لطفا بنا ورحمة أهذا الكلام عن المغربي الذي كان يحدثني منذ لحظات قليلة يا الله .ولم أنته من الدهشة بعد حتى جاء الخبر : (مات الولد الفوضوي .).....................لا لم يمت المغربي بل قتل إهمالا وغدرا ووجعا وقهرا في وطن لا يحترم سوى الراقصات ولاعبي كرة القدم وكبار الإعلاميين لاسيما من يحمون ظهورنا ،أما العقول فالكبار يدهسونها بأقدامهم، يلقون عليها حفنة تراب ،هذا قدرنا يا مغربي أنظمة متعاقبة لا تعرف قدر الحرف والكلمة ،أنظمة تلقي أحذيتها في وجه مبدعيها لأنهم لا يجيدون الرقص على حبالهم لا يجيدون التصفيق على أغنية النفاق ,,, نم يا مغربي حسبك فخرا وشرفا ينبوع الحب الذي يحمله كل من عرف المغربي ،حسبك فخرا وشرفا أنك صاحب حرف مبدع، أنت أكبر من هؤلاء وهولاء ،أنت أكبر من كل الأنظمة الفاسدة التي لا تعرف قدر من فيها ،وداعا أيها الولد الفوضوي ،أوجعنا فراقك وأحرقنا موتك فجأة ،لكن ستظل في قلوبنا حيا وذلك هو الأبقى في زمن العفن والزيف والنفاق ! ---------- [email protected]