اصحاب المناصب فى كل دول العالم يعاملون كموظفين ابتداء من رئيس الدولة حتى أصغر موظف كلهم فى خدمة الوطن والشعب ، كلهم يحكمهم قانون واحد كلهم يحترمون مناصبهم ويعلمون تمام العلم انهم جلسوا على مقاعدهم ليخدموا الشعب ويعلمون ايضا انة سيتعرضون للنقد الاعلامى والشعبى وسيتعرضون للحساب والعفاب للمسؤول ان اخطأ او تجاوز ولايتصور أبدا أنه يجلس ليحقق أهدافا مادية او مكاسب سياسية ، او يدخل فى خلافات احادية الجانب ، كل هذا معلوم للعامة والخاصة إان تغافل عنه البعض عمدا او دون عمد ، وقد يكون المكلف بالمنصب يعلم هذا ويتسع صدره للنقد والحساب وأيضا للعقاب ، لكن انصاره ومحبيه لا يقبلون نقدا وان كان بسيطا. هذا ما حدث بينى وبين شعب معالى االسفيرة ايمان محرم قنصل مصر العام فى فرانكفورت والتى لها منى على المستوى الشخصى كل احترام وتقدير فانا احترم واعتز بكل امراة مصرية تحقق فى مجالها تقدما ونجاحا. لكن شعب معالى السفيرة المتمثل فى انصارها ومحبيها لم يتحملوا نقدا منى لها لقيامها باغلاق مقر قنصلية مصر فى فرانكفورت يوم افتتاح قناة السويس (السادس من اغسطس 2015) بدعوى أنه إجازة رسمية واتهمونى باننى لست من الجالية المصرية فى فرانكفورت ولا علم لى بما حدث فى ذلك اليوم وانى استقيت اخبارى من أشخاص كارهين لنجاح معالى السفيرة ايمان محرم لكن ما فاتهم واحب ان الفت نظرهم اليه ان المعلومة منشورة فى جريدة الأهرام العربى. ولم اتجنى على معالى السفيرة فضلا على أن بعضا من شعبها داخل فرانكفورت ادلوا باحاديث صحفية حول هذا الخبر ولا اعتقد انه يمكنهم ان يكذبوا لسبب بسيط ان السفيرة تستطيع ان تثبت ان القنصلية لم تغلق فى هذا اليوم الذى شاركنا فيه العالم كله بالفرجة ، وليس صعبا ان يتم اثبات ان القنصلية كانت مفتوحة وتؤدى اعمالها. كل ما كنت أود ان أبرر به غياب السفيرة عن الاحتفالية، باننى افترضت انها كسيدة وربة منزل وعليها واجبات اسرية ، قد تكون مشغولة بمهام بيتها كاى ربة بيت فى العالم وقد يكون ما شغلها هو ان( وراها غسيل) وهذا ليس بعيب او من باب التهكم لان كل ربة بيت وكل امرة عاملة اذا عادت لبيتها تؤدى دورها تجاة أسرتها وقد كانت المراة الحديدية مارجريت تاتشر رئيسة وزرا بريطانيا لمدة طويلة (1977-1990) وظلت تفخر بانها تقوم باعبائها المنزلية اذا رجعت الى بيتها رغم اعبائها الوظيفية ، تاتشر التى نهضت ببريطانيا فى وقت كان عصيب على وطنها وشعبها ، اليست معالى السقيرة سيدة كتاتشر رئيسة الوزراء البريطانية؟ لماذا لم يحتمل شعب معالى السفيرة ان تكون سفيرتهم كاى سيدة عادية؟ هل اتهمت السفيرة باى شى؟ حقيقى اوغير حقيقى؟ كل ما عبته على معالى السفيرة اغلاقها للقنصلية فى يوم هام وكان مصدرمعلوماتى هو جريدة قومية كبرى(الاهرم العربى) لا يصح ابدا بعد ثورتين ألا نحتمل النقد ، فالنقد هو اول طريق البناء وتصحيح الاخطاء وان كانت بسيطة هو فضيلة عظيمة وكان السيد المسيح يعلمنا ان لكل منا خطايا وان كانت بسيطة ويجب ان نتسامح وان كانت كبيرة فليتسع لى صدر شعب معالى السفيرة الذين هاجمونى وهددونى بانهم سيرفعون ضدى قضايا امام القضاء الالمانى لإهانتى لها. ألم تتعلموا فى ألمانيا الديمقراطية؟ التى هى لب الحكم فى الدول الحرة والتى تقوم فى مجملها على فكرة النقد والحساب والعقاب أنا مستعدة لأى قضية ويتسع صدرى لما قاله ضدى شعب معالى السفيرة فلهم منى كل الشكر على اتهاماتهم لى، أما أنا فلن اقاضيهم بل ساسمع مزيدا مما قالوه وسيقولونه ، وأنا بدورى سأظل أنقد كل موظف عام يجلس على مقعده ليخدم شعب مصر داخل الوطن او خارجه ، ابتداء من رئيس الدولة والوزراء مرورا بكل موظف بمن فيهم معالي السفيرة ، ولن اخشى فى الله لومة لائم. المشهد .. لاسقف للحرية المشهد .. لاسقف للحرية