نقطة نور برامج ودراما رمضان المسمومة شاهدت بعد الإفطار مباشرة ممثلا يتقيأ علي زميله ضيف برنامج المقالب! وواصل الممثل فجاجته بالصراخ والإرعاب !وكأن إيصال الضيف لحافة الموت هي نكتة تستحق السخرية والضحك .! الإنسان أمام الموت هي أهم لحظات وأرقها وأشرفها وأنبلها لمن يؤمن أو في عقله بعض الفهم,لكنها الرغبة في جني نسبة مشاهدة مرتبطة بكم إعلانات !.! هناك صنم واحد يتعبد أمامه تجار الميديا والدراما هو أموال الإعلانات .!البرنامج كله هو محاولة إحلال السماجة بديلا عن الكوميديا .! بعد أن جف خيال كتاب الكوميديا في هذه البرامج بل وفي الدراما بشكل عام , هي محاولة لإقناعنا بأن الرخامة تسبب الإضحاك .! يمزق الجاني وجه امرأة بالسكين ويكرر طعن الوجه ,في مشهد عنف يتسلل للبيوت ولوجدان جماهير بها فئات تعاني احتقانا وفراغا روحيا ورغبات مكبوتة وإحباطا سيدفعها حتما لتقليد المشهد أو تكراره وفق سياقاتها الاجتماعية والنفسية الخاصة بها .! في رمضان الماضي شاهدنا شابا يربط أبوه بالحبال في كرسي ثم يقوم بحرقه .! المشهد عرض عملية حرق الأب بالكامل.!حدث هذا قبل ظهور تنظيم داعش واعتمادهم أسلوب حرق الضحايا .! انتقلت مفزوعا لمسلسل أخر لأشاهد ملابس فاضحة ,وتلميحات جنسية فجة .!وألفاظا مبتذلة مكررة بل مسروقة من أفلام عربية قديمة مثل عبارة ( ربنا يكفيك شر مكر العوالم ) هذه الجملة التي تكررها هيفاء وهبي , وهي جملة شهيرة رددتها نبيلة عبيد في فيلم (الراقصة والسياسي ) ! فهل أفلس كتاب السيناريو والحوار .! ثم ما هذا النفاق الرخيص الذي يفرض علي بعض المؤلفين والمنتجين أن يفصلوا المسلسلات تفصيلا للنجم فنجد المشاهد مونولوجات طويلة للنجم الفلاني أو النجمة الفلانية !فيترهل الإيقاع .! ثم سرعان ما تزيدك الفقرات الإعلانية مللا والتي هي أطول من فقرات الدراما .! ويزيد النفاق عندما تجد نجما أو نجمة تقدم شخصيتين أو أربع شخصيات في العمل مستنفذا طاقاته وحارقا أوراقه ,وحارما آخرين من فرصة التواجد الفني.! ثم تري بعض المشاهد التعليمية لكيفية تناول المخدرات أحيانا .! ويتواصل تزييف التاريخ الذي بدأ في دراما رمضان الماضي ,لتجد كتابا ومنتجين عرب يشوهون التاريخ المصري , ويختزلون فترة حكم الخديوي إسماعيل فيما يشبه دراما السرير .! فترة وجود اليهود في مصر محفوفة بأخطاء تاريخية وعدم وضوح الهدف من توقيت عرضها .! هذه الدراما كلها من إنتاج فضائيات لا تخضع لرقابة المصنفات الفنية!التي يحق لها مراقبة ما تنتجه مصر فقط ! والكارثة الأكبر أن مصر توقفت عن الإنتاج الدرامي .!فتوقف قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج, تماما منذ عدة سنوات .! لأسباب غامضة ومريبة!!وتركنا الساحة لتجار الخردة واللحوم وتجار التاريخ للعبث بكل شيء .! ---------- خبير إعلامي [email protected]