أشار تقرير لمجموعة الأزمات الدولية "The International Crisis Group"أمس عن تصعد التوقعات باندلاع صدامات واسعة بين الفلسطينيين ومتطرفين يهود في القدسالمحتلة على وجه الخصوص، وهو الوضع الذي سيؤثر سلبا على الأردن. ونقل التقرير عن مسؤول أردني قوله "لقد اجتزنا الربيع العربي تقريباً من دون تظاهرات، لكن التصعيد في الأقصى سيخرج 80 ألف شخص إلى الشوارع"، بينما تشير التقديرات الاسرائيلية الى أن موعد المواجهات في القدس سيكون مع الذكرى الأولى لقتل الشاب "محمد أبو خضير"، خاصة مع تعزيز الممارسات الاسرائيلية خلال شهر رمضان من التضييق على المصلين في المسجد . واعتمج التقرير على معطيات وآراء مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وأردنيين حول مسألة القدس والحرم القدسي، محذرا من أن الخريف القادم ومع مرور 15 عاماً على انتفاضة الأقصى، فإن هناك خطر حقيقي بانفجار الصدام حول الأقصى من جديد. ويرى التقرير أن زيادة النشاط الإسرائيلي في الحرم القدسي، مع انتشار الاهتمام بالأقصى في الوسط الفلسطيني وغياب التنسيق بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن حول الحرم قد يقود إلى تصعيد أمني فعلي، ويتوقع التقرير أن ينفجر الوضع بشرارة بسيطة فعلية أو لفظية . كما كشف التقرير عن اتصالات تجري بين إسرائيل والأردن في الأشهر الأخيرة لإعادة فتح المساجد في الحرم، بعد نحو 15 سنة من إغلاقها أمام الزوار غير المسلمين، ومع أن اليهود والمسيحيين يمكنهم اليوم الحجيج إلى ساحة الحرم، ولكن لا يحق لهم الدخول إلى المباني الأساس في المكان – المسجد الأقصى وقبة الصخرة. واعتبر الفلسطينيون، كما يقول التقرير، تقييد الصلاة في المسجد عقاباً جماعيا في أفضل الأحوال، وفي أسوأ الأحوال مرحلة أولى في الطريق إلى تغيير جوهري على الوضع الراهن في الحرم، بحيث يسمح بصلاة اليهود على الحرم وتوزيع ساعات الصلاة بين اليهود والمسلمين، مثلما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وتعزز هذا الفهم بسبب تصريحات السياسيين ونشطاء حركات "الهيكل" في صالح تغيير الوضع الراهن. ويذكر أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أوصلت "أنصار الهيكل" ليس فقط إلى الكنيست وإنما إلى الوزارات أيضا، ويعتقد التقرير أن اليمين الديني في إسرائيل صار اليوم أقل تقبلا للقيود المفروضة على دخول اليهود للحرم. في كل حال ينقل التقرير عن مسؤولين أردنيين قلقهم من الأيام القادمة، وأوضح مسؤول في الديوان الملكي الأردني، لواضعي التقرير، أن "انعدام الاستقرار في الأقصى يمس بمصلحتنا الأمنية الداخلية وبمكانة الملك عبد الله، لقد أفلحنا في اجتياز الربيع العربي تقريباً من دون تظاهرات زادت عن 800 مشارك، لكن التصعيد في الأقصى يمكنه بسهولة أن يخرج 80 ألف شخص إلى شوارعنا".