كان من المفترض أن يشهد يوم الأربعاء الماضي 17 يونيو نهاية البث التليفزيوني التماثلي الأرضي في 116 دولة من بينها مصر والدول العربية وفقا للمهلة التي حددها الاتحاد الدولي للاتصالات، ووفقاً لاتفاقيةGE06 الموقعة عام 2006 والتي اقرها المؤتمر الإقليمي للاتصالات الراديوية في جنيف. وتتردد فكرة تحويل البث التليفزيوني في مصر من البث الأرضي التناظري إلى الرقمي من قبل ثورة 205 يناير 2011، إلا أنها حتى هذه اللحظة لم تأخذ الشكل الفعلي للتنفيذ على الرغم من المكتسبات الكبيرة جراء تنفيذها وأهمها إتاحة المزيد من الترددات للاستخدام في مجالات الاتصالات الأخرى. وفى يونيو 2013 قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقتئذ أن الحكومة المصرية تتوقع عائدات بنحو 25 مليار جنيه من تحول القنوات التلفزيونية للعمل بالبث الرقمي، بدلاً من البث الأرضي المعمول به حاليًّا، كما أوضح إن التحول للبث الرقمي سيوفر العديد من الترددات لشركات المحمول. وأضاف الوزير وقتها أن الاستثمارات المخصصة للتحول من البث الأرضي إلى الرقمي تبلغ نحو 5ر3 مليار جنيه، وأكد إن الحكومة شكلت لجنة مشتركة من وزارتي الاتصالات والإعلام للتحول للبث الرقمي، ليتم الانتهاء من المشروع قبل نهاية العام 2015، كما أن التحول إلى البث الرقمي سيزيد من عدد القنوات التلفزيونية على القمر الصناعي، وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات بهذا النشاط. وأكد إن الانتقال من البث التلفزيوني الأرضي إلى الرقمي سيوفر حوالي 40 ميجا من الحيزات الترددية، وعند تخصيصها لشركات المحمول من المتوقع أن حقق نموًا يفوق 20% سنويًّا في قطاع الاتصالات، إضافة إلى استيعاب الزيادة المطردة في استخدام الإنترنت من خلال شبكات الهواتف المحمولة. وتتيح تقنية البث الرقمي كمًّا أكبر من القنوات الأرضية، قد يصل إلى 10 قنوات في الحيز الترددي الواحد مقارنة بقناة واحدة لكل حيز ترددي للنظام الحالي، بجانب إتاحته صورة رقمية عالية النقاء وصوت يقارب الصوت المجسم. كما يتيح البث الرقمي للقنوات التلفزيونية تقديم الكثير من الخدمات الإضافية مثل البث بعدة لغات للقناة الواحدة، وتقديم الدليل الإلكتروني للبرامج، كما يضمن حماية البث من أي تشويش أو تداخل بين البث الرقمي الأرضي والبث الرقمي الفضائي. وبما أن مصر لديها 10 ترددات تماثلية تعمل في البث التليفزيوني فهذا يعني أن هذه الترددات سوف تتحول مع البث الرقمي إلي 100 قناة تليفزيونية أرضية يمكن استغلالها أو بيعها للمستثمرين. وعلى أبواب عصر تكنولوجيات الجيل الرابع للاتصالات المحمولة أصبحت الحاجة ماسة لإتاحة المزيد من الحيزات الترددية، مما يفرض بقوة ضرورة الإسراع في التحول للبث الرقمي التليفزيوني. ##