أصدرت بلجيكا عملة معدنية جديدة من فئة 2.5 يورو، احتفالاً بذكرى مرور 200 عام على هزيمة نابليون بونابرت في معركة واترلو، وكانت فرنسا قد اجبرتها على صرف النظر عن صك قطعة نقدية من فئة 2 يورو بالمناسبة ذاتها، الأمر الذي جعلها تتلف 180 الف قطعة نقدية كانت قد صكتها في اطار احياء الذكرى. وأُجبرت بلجيكا بضغط من فرنسا على اتلاف نحو 180 الف قطعة نقدية من فئة 2 يورو سكتها في اطار إصدار أكبر، بعد ان تلقت رسالة من باريس تقول إنها ستثير ردود أفعال غاضبة في فرنسا. وتمكنت بلجيكا من الاحتيال على فرنسا بموجب حكم صادر عن الاتحاد الأوروبي يجيز للدول الأعضاء في منطقة اليورو اصدار عملات بصورة أحادية، إذا كانت من فئات غير نظامية، وفئة ال2.5 يورو ينطبق عليها شرط دول الاتحاد. وقالت فرنسا في رسالتها الأولى إلى بلجيكا "ان معركة واترلو حدث يتسم بحساسية خاصة في الضمير الجمعي الفرنسي يتعدى وقوع نزاع عسكري بسيط"، وتابعت الرسالة "إن تداول عملات تحمل رمزاً سلبياً لقطاع من السكان الأوروبيين، يبدو لنا عملاً متحاملاً في سياق تحاول فيه حكومات منطقة اليورو تعزيز الوحدة والتعاون في عموم الاتحاد النقدي". ولكن وزير المالية البلجيكي يوهان فان اوفرتفيلد، قال إن العملة الجديدة التي سيصدر منها 70 الف قطعة "ليست محاولة متعمدة لإغضاب فرنسا"، ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الوزير البلجيكي قوله "إن الهدف ليس احياء خصومات قديمة، فهناك في اوروبا الحديثة اشياء أهم يتعين حلها، ولكن ليست هناك في التاريخ الحديث، معركة بأهمية معركة واترلو، أو معركة تستحوذ على المخيلة كما تستحوذ عليها معركة واترلو". وستكون القطعة النقدية من فئة 2.5 يورو قابلة للاستعمال في المتاجر البلجيكية، ولكن من المتوقع ان يخطف هواة جمع العملات الخاصة والنادرة اعداداً كبيرة منها، حيث يظهر في تصميم القطعة النقدية التي تُباع في اكياس بلاستيكية خاصة مقابل 6 يورو، النصب التذكاري الذي أُقيم في ميدان المعركة مع خطوط تشير إلى مواقع الجيوش. كما ستصدر آلاف النسخ من قطعة نقدية فضية بالمناسبة ذات قيمة اسمية قدرها 10 يورو ولكنها ستباع مقابل 40 يورو.