قمت بإجراء عدة أشعات في الأيام الماضية , ولدي شكوك أن من قاموا بها ليسوا أطباء أشعة ! رغم أنها مراكز أشعة مشهورة وفي قلب القاهرة ! من قام بها فني أشعة أو ممرض ! واحد منهم لم يستطع شرح التقرير لي !وقال لي بكل سذاجة : لديك كسر !ولما كانت ذراعي في الجبس فقد قلت له أكيد كسر فلا يمكن أن أضع ذراعي فى الجبس كنوع من الوجاهة الاجتماعية ، والأخر طلب رؤية تقارير سابقة وقام بتصويرها ليكتب تقريره ! وعندما ناقشته بدا مرعوبا وتابع خطواتي حتي خرجت من مركز الأشعة !حتي يتأكد أنني لم أقم بشكايته أو فضح أمره أمام الحالات الأخرى. والسؤال هنا هل يترك الأطباء عملهم لفنيين وممرضين يقومون بتصوير الأشعات عوضا عنهم ؟! ثم يأتي الطبيب أو تذهب إليه صور الإشعات ليكتب تقارير سريعة متعجلة ! أو ربما يكتبها بدلا منه الممرض أو الفني , والمسألة ليست صعبة فلديه فورمات سابقة من تقارير حالات سابقة يقوم بتكراره ! والأمر تأكد لدي عند عرض هذه الأشعات على طبيبي الخاص الذي قال لي: إن تقرير الأشعة غير محترف بالمرة !وطلب إعادة الأشعة في مركز أشعة مختلف ! والأمر يثير الريبة في كل مكان والغريب أن مستشفيات التأمين الصحي رغم إخلاص بعض أطبائها الشبان الإ أنهم يعانون من نقص حاد في البنج أو عدم وجوده ويضطر بعض الأطباء لإجراء عمليات بدون بنج !مما يضاعف آلام الحالات وربما يتسبب في كوارث صحية ، وحدث معي هذا عندما تم رد كسر بذراعي بدون بنج وأخبرني الطبيب أن هناك حالات أخطر من حالاتي كخلع في الكتف مثلا نقوم برد الكتف وتستغرق العملية أكثر من ساعة يتحمل فيها المريض ما فوق طاقة البشر ! لاحظت أيضا قذارة الحمامات في هذه المستشفيات بشكل لا يمكن قبوله! واشتكي لي الطبيب من ضعف راتبه الذي لا يصل للحد الأدنى المقرر للأجور كما أن الممرض لا يتجاوز أجره 600 جنيه شهريا ولم يتم تثبيت اغلبهم! وبدل العدوي المخصص للمسعف 14 جنيها وللطبيب 19 جنيها فقط ! هذه أوضاع كارثية تعني إهمالا وتقصيراً حاداً في مادة دستورية واضحة تؤكد على حق المواطن فى الرعاية الطبية الكاملة !والأمر يمتد لعدم استيعاب المستشفيات للحالات حيث يتم تقسيم الغرفة الواحدة !وتختفي الممرضات بعد مرور الطبيب إذا مر أصلا !والطبيب ليس لديه وقت للحديث مع المريض وهو يملأ أوراق ويسدد خانات في الغالب !والعيادات الخارجية في القصر العيني الفرنساوي ب 100 جنية الكشف !أما القصر العيني العادي فيلقي فيه المواطن كل صنوف الإهانة والمهانة !وإذا كان عاجبك ما أنت مش دافع حاجة وروح هات حقن وشاش وقطن وأدوية وفتح مخك كمان !فتلقي بعض حالات الولادة الإهمال ويمكن ترك امرأة فى حالة نزيف بالساعات !والكوارث لا حصر لها !ولا توجد رقابة على أداء هذه المستشفيات الحكومية حتي يرتدع كل مهمل ! والخلاصة أن المواطن ضحية سواء ذهب بتحويل أو دفع من جيبه لعمل إشاعة مهمة فسيقع بين يد ممرض غير متخصص !وإذا استطاع الذهاب لمستشفي استثماري حتي فلا أمان ولا رعاية طبية حقيقية فتقسيم الغرفة يتم حتي فى هذه المستشفيات الإسثمارية ! باختصار مضطر لإجراء جراحة هامة قريبا واشعر أنني سأغامر بحياتي كلها في هذه العملية الجراحية التي تعد بسيطة في بلدان أخري !لنا الله يا مصر ! ------ خبير إعلامي [email protected] مقال طارق عبد الفتاح مقال طارق عبد الفتاح