تعثر في طريقه بسبب حجر ناتئ في الطريق، اختل توازنه.. سقط علي وجهه، حاول أن يمنع نفسه من السقوط.. استند بثقل جسمه علي معصم يده، سمع طقطقة أعقبها ألم شديد. كسرت عظمة الساعد قرب المعصم. حادثة طبيعية يتعرض لها آلاف يوميا، وتمر دون أن يلتفت إليها أحد. ساعده أحد أصدقائه علي النهوض، وقال وهو يشعر بألم شديد نتيجة الكسر "لازم تروح المستشفي حالا" هكذا قال، أو هكذا يفرض المنطق. كان الوقت متأخرا، بعد منتصف ليل الجمعة من باب الطوارئ دخلا، ليستقبلهما طبيب واشار إليهما بضرورة عمل أشعة.. كل ذلك تم بسرعة ويسر، وعندما عادا إلي الطبيب المناوب، قال للشخص المكسور وهو ينظر في الأشعة، ياه.. الموضوع كبير.. لازم نعمل عملية حالا. سكت لحظة وهو ينظر للأشعة مرة أخري ثم عاد ليقول متجهما سنقوم بجراحة، ونضع سلكاً في عظم اليد، ونضعها في الجبس لمدة شهرين، بعد ذلك نقوم بجراحة أخري لفك السلك، ثم نضع اليد في الجبس مرة أخري لمدة شهر، وبعد أن نفك الجبس لابد من علاج طبيعي لمدة شهر. كان الشاب يتألم وهو لا يعرف ماذا يقول، إلا أن الطبيب عاجله بحسم: "أجرة يدي ثلاثة آلاف جنيه وأجرة المستشفي 1500" وعندما قال له الشاب لا أملك هذا المبلغ الآن، رد قائلا "سأقوم بعمل جبس للعظمة المكسورة ثم تعود إلي بعد ذلك". في اليوم التالي كان الشاب يعرض حالته علي الدكتور جمال حسني الذي يعد واحدا من أكبر أطباء العظام في مصر. قال له: أنت لست في حاجة لأية عمليات علي الاطلاق هذا كسر عادي وتم وضعه في الجبس، علي أي الأحوال لابد من عمل أشعة حتي نتأكد من عودة العظمة إلي مكانها الصحيح، بعد الأشعة كانت المفاجأة أن طبيب المستشفي قام بوضع اليد في الجبس دون أن يعيد العظمة المكسورة إلي مكانها الصحيح وهي مسألة قال الدكتور جمال حسني إنها لا تحتاج سوي إلي مسكن وسنقوم بها في العيادة، أي أنه لا حاجة إلي غرفة عمليات ولا داعي لإجراء أية جراحة، ولا سبب يدعو لوجود سلك في العظم، ولا كل تلك الأشياء التي لا داعي لها. هذه قصة حقيقية واقعية ليس بها أي مبالغة، حدثت لشخص أعرفه معرفة جيدة وجدته يقول لي: لم اطمئن اطلاقا إلي الطبيب في المستشفي فقد أحسست أنه يريد أن يضخم المسألة وخلاص. هذه بالقطع "قلة ضمير" المريض يقف أمام الطبيب في أضعف حالاته. ملحوظة: آثرت عدم ذكر اسم المستشفي فقد يكون مجرد تصرف فردي من الطبيب، أو جهل منه وهنا تكون المصيبة أعظم.