بعد عام من الحكم.. يد الحكومة "حانية" على الموازنة.. "قابضة" على الفقراء الجهاز الإداري يُنهك قوى "السيسي" لطفي: الاقتصاد يتحرك ببطء شديد في الاتجاه الصحيح جودة: الحكومة أخفقت في تحقيق طموحات الرئيس خبير عسكري: الدولة أقوى من الإرهاب.. ولن تقضي عليه السيد: مصر عادت لريادتها خارجياً.. ولم تتخلص من الفساد داخلياً الخراط: ثلاث تيارات متطرفة تعوق "الديموقراطية" "إنزل يا سيسي مرسي مش رئيسي".. نداء شعبي أطاح بنظام لم يتم فطامه وجماعة أصابها العجز، تحرك الشارع مستجدياً بقوة يراها الأقدر على مجابهة الإسلام السياسي الذي وصل إلى سدة الحكم من خلال انتخابات آملة في تجقيق الحرية والعدالة، إلا وأن مشروع الإخوان المسلمين والذي أطلق عليه الرئيس الأسبق "محمد مرسي" طائر النهضة، لم يحو من تلك الآمال سوى حزب وجريدة. المشير عبد الفتاح السيسي يلبى النداء، عازلاً رئيسا كانت ترتفع معدلات دورانه حول نفسه في كل يوم يحسب من تاريخه على سدة حكم مصر، نزولاً على نداء شعبي يطالب الجيش بالتحرك لمواجهة الإرهاب الديني، الذي مثلته مختلف فصائل الإسلام السياسي من تكفير وترهيب واستقواء بالكم والعدد واحتكار الدين. "كمل جميلك".. نداء جديد ل "المنقذ" و ربما "المخلص" آنذاك، للترشح لرئاسة الجمهورية، لإنه الأجدر بقيادة مصر، بعدما فشل الإخوان المسلمين في تحقيق حالة من الوفاق الوطني، وتلاشي دلالات ثورة الخامس والعشرون من يناير خلا عام من حكم مكتب الإرشاد. حالة من الضبابية السياسية تضرب الدولة في عهد الرئيس الانتقالي السابق المستشار عدلي منصور وتتعالى الأصوات المطالبة بترشح المشير، وترتفع أمامها أصوات تندد بالثورة المضادة، إلى أن يعلن المشير ترشحه رسمياً دون منافس وسط حالة إستحواذ بائنة على أصوات الشريحة الأكبر من الشعب، ليتفوق المشير السيسي على منافسه الوحيد حمدين صباحي بنسبة 96% وسط انتخابات شارك فيها 47% من الكتلة التصويتية بما يعادل 25.260 مليون صوت. طموحات لم تتحقق • لطفي: نتحرك في الاتجاه الاقتصادي الصحيح بدا الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل آمالا وطموحات عريضة، كان كشف عنها خلال خطاباته الأولية بعد توليه رئاسة مصر، اتضحت جلياً في وعود مقنعة بالتقدم والإنجاز والانحياز نحو الشريحة المهضومة حقوقها والأكثر احتياجاً في المجتمع، بعد معاناة تقدر بثلاثة أعوام من عدم الاستقرار والتضييق المعيشي إثر ثورة عام 2011. إلا وأن سيطرة الفكر «النيو ليبرالي» على عقول النخبة الاقتصادية في مصر مع سلطوية «صندوق النقد الدولي» الذي كثر ما يطالب بتوسيع المجال لرأسالمال وتقليص الدعم الموجه للفقراء لسد عجز الموازنة، كان المحرك والمكون لخطة الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو النهوض من خلال توسيع الرقعة الضريبية إلى جانب وضع خطة زمنية تبدأ بخفض الدعم الموجه إلى الفقراء لتنتهي بإنتهاءه ترفقا بالموازنة التي ضربها عجزاً قاسياً كاد يودي بمصر إلى الإفلاس. ومع إقرار الحكومة أول خطوة نحو تقليص عجز الموازنة من خلال بدء تحرير أسعار المواد البترولية تدريجياً، تقبل المواطن البسيط ارتفاع أسعار المواصلات والسلع وجشع الفسدة من انتهاز الفرص لفرض زيادات كبيرة على الأسعار نزولاً على وعود الرئيس «المنقذ» للشعب من آلام الإخوان وآلام الفقر وضعف الإمكانيات. رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور علي لطفي، قال، أن "النظام الحالي يتحرك في الاتجاه الصحيح نحو الإصلاح الاقتصادي ولكن ببطء شديد، لافتاً، إلى نجاح الحكومة في عدد من الملفات الاقتصادية، أبرزها مشروع التنمية وتنظيم مؤتمر مصر الاقتصادي العالمي في مدينة شرم الشيخ، منتصف مارس الماضي، للترويج للاستثمار في مصر وجذباً رؤوس الأموال الأجنبية، فضلاً عن تنقيح بعض القوانين الاقتصادية المعوقة لمسيرة النهوض، إلى جانب الاهتمام الملحوظ بالترويج الداخلي لإقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التي دفعت مؤشرات البطالة للتراجع نقطة في المائة خلال العام المنقضي. وأضاف "تتجه كل المقاييس والتوقعات نحو تحقيق مصر معدلات نمو اقتصادية تتخطى حاجز ال 4% بعد سلسلة الاجراءات الاصلاحية للاقتصاد المصري، إلا وأنه مازال هناك مصروفات حكومية زائدة، لابد من أن تعيد النظر في مخصصات الوزارات والهيئات والقنصليات الخارجية لتوفير تلك النفقات التي لا تصب في صالح الدولة في شئ". كان قد توقع صندوق النقد الدولي – في فبراير الماضي - تحقيق مصر نموا اقتصاديا يصل إلى 3.8 بالمئة بنهاية العام المالي 2014-2015، وارتفاعه إلى 5 بالمئة في الأمد المتوسط، ورغم حدوث تحسن مقارنة مع المستويات المتدنية التي سجلتها البلاد بعد اندلاع الاضطرابات ستظل مصر في ظل هذه المعدلات للنمو تواجه صعوبة في توفير فرص عمل كافية لمواطنيها في ظل النمو السريع للسكان، وفقا لتقرير الصندوق. كما توقع أيضا أن تؤدي إجراءات ضبط الموازنة إلى نزول العجز عن 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2018-2019، مشيراً إلى أن خفض عجز الموازنة أيضا سوف "يدعم هدف خفض التضخم إلى 7 بالمئة في الأمد المتوسط". • جودة: الحكومة أخفقت في تحقيق طموحات الرئيس الخبير الاقتصادي، صلاح جودة، عضو المفوضية الاوروبية، قال: "أخفقت الحكومة على مدار عام في تحقيق طموحات، الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوعود التي دفع بها إلى الشعب مع بداية توليه مقاليد السلطة في مصر، ليطل علينا من خلال حديث تليفزيوني يبرز فيه انجازات الحكومة على الصعيد الأمني والسياسي إلى جانب المزيد من الوعود بالاصلاح الاقتصادي والنهوض بحالة المواطن". وأضاف جودة، أن الحكومة لم تعمل بالشكل المرجوا منها، كما لم تكن على قدر المسؤلية التي ألقى بها الرئيس السيسي على عاتقها لتنجز ما وعد به الشعب خلال عام من توليه الرئاسة، مشيراً إلى مطالب الرئيس بالمساندة من جانب الشعب المساندة لمواجهة من يعوقون مسيرته وطموحاته في تحقيق النهوض بمصر. الإرهاب ذريعة لاتنتهي • مسلم: الدولة أقوى من الإرهاب.. ولكن لن تقضي عليه اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري أكد أن مصر أصبحت أقرب إلى حالة الاستقرار رغم استمرار العمل الإرهابي الذي تواصل الدولة الحرب عليه داخلياً وخارجيا،ً لافتا،ً إلى كون الإرهاب والتخريب ذريعة لا تنتهي لدى القوى الظلامية في العالم كله، ولن تسطتيع أي دولة القضاء عليه، مشيراً، إلى استمرار العمليات الإرهابية في كل دول العالم التي تشهد وضعاً أكثر استقراراً عن مصر. وتشهد مصر منذ عزل، الرئيس الأسبق محمد مرسي، حرباً ضارية ضد الإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي، بين مجابهة عمليات فردية بمختلف المحافظات من قبل أنصار جماعة الإخوان المسلمين التي تستهدف زرع قنابل بدائية الصنع في أماكن التجمعات والتي طالت محاولة اغتيال، وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، وعمليات نوعية تتبناها جماعت الإرهاب المسلح في شمال سيناء، كجماعة أنصار بيت المقدس وأجناد مصر التي استهدفت كمائن القوات المسلحة والمعسكرات بالأسلحة الثقيلة والسيارات المفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات. السياسة خارجيا ومحلياً • السيد: مصر عادت لريادتها خارجياً.. ولم تتخلص من الفساد داخلياً المحلل السياسي، المستشار يحي السيد، قال "هناك تغيرات حدثت منذ ثورة 30 يونيو، حتى اعتلاء الرئيس السيسي سدة الحكم إلى وقتنا الحالي، فقد كانت العلاقات الخارجية لمصر منعدمة مع دول قارة أفريقيا، عدا علاقات هامشية، وقد نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحريك مصر من حالة الجمود إلى عودة مكانتها الدولية كقلب إفريقيا، وعقد المؤتمرات والاجتماعات الدولية لتبادل الخبرات بين مصر والدول الإفريقية". مضيفاً: "نجحت مصر في توطيد علاقاتها على المستوى الإقليمي مع دول (حوض البحر المتوسط) من خلال زيارات مكوكية للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودول جنوب أوروبا، كما استطاعة مصر خلال العام المنقضي، أن تعود لتتولى القيادة التي كانت قد فقدتها منذ فترة طويلة، إلى جانب عودة العلاقات المصرية الروسية بهدف تنوع مصادر السلاح وإقامة علاقات واتفاقيات مع دول شمال شرق أسيا وجنوبها، كما توجت مصر علاقتها مع الدول العربية من خلال انضمامها لعاصفة الحزم". وتابع "نتيجة الحركة المكوكية لوزارة الخارجية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي نجحت مصر في تثبيت وضعها على المستوى العالمي بالنسبة لليابان والصين وإقامة علاقات مع الدوليتن على المستوى السياسي والدبلوماسي، وهو ما يحسب لرئيس الدولة ومجلس الوزراء". وعلى الصعيد المحلي، أضاف المحلل السياسي، واجهت مصر خلال العام حربا داخلية لا تقل ضراوة عن الحروب الخارجية مع الإرهاب الاسود في شمال سيناء وعمليات تهريب السلاح والتفجيرات التي استهدفت المنشأت العسكرية، إلا أنها قد استطاعت التعامل مع ذلك الملف دون إغفال الجانب التنموي الذي تمثل في البدء في تعمير سيناء والبدء في إنشاء مدينة الاسماعيلية الجديدة وإعادة ترميم وصيانة الموانئ المصرية إلى جانب تعمير الأراضي الصحراوية وإنشاء الطرق الرابطة بين مدن القناة والاتفاقات مع روسيا لإقامة مشروع الضبعة النووي". ولفت السيد إلى حزمة من القرارات بالقوانين التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم تستطع أنظمة سابقة اتخاذها نحو الإصلاح، مضيفاً أنجزت مصر مالم تستطع إنجازه على مدار العقود الثلاثة الأخيرة. وأشار المحلل السياسي إلى وجود سلبيات تتمثل في الصراع السياسي الدائر والذي دعم من هيمنة رؤوس الأموال في ظل استمرار تزاوج رأسالمال بالسلطة، ولم تتخلص منه مصر حتى الأن، متوقعاً تأثير رأسالمال في تشكيل البرلمان القادم الذي لن يكون برلماناً مرضياً كما يتمناه المصريون، حسب توقعه. • الخراط: ثلاث تيارات متطرفة تعوق «الديموقراطية» الدكتور إيهاب الخراط، أستاذ الاجتماع، قال أن مصر في حاجة إلى طرح مبادئ المواطنة والتعايش السلمي لكافة المواطنين والتي تتمثل في، مفهوم الأمة الدولة "الوطن"، والديموقراطية واحترام الأقلية وتداول السلطة وحقوق الإنسان وتجنب الطائفية وفصل الدين عن السياسة. وأشار الخراط إلى وجود ثلاثة تيارات متطرفة في مصر ترفض مبادئ المواطنة والتعايش السلمي، تتمثل في التيار الديني المتطرف والتيار المتعصب لسيادة الدولة، واليسار المتطرف الممثل في الاشتراكيين الثوريين، منوهاً أن أخطرهم تيار الإسلام السياسي الذي لا يكشف عن مشروعه ولا يهدف إلى تطبيق الديموقراطية كفلسفة وإنما يتخذها وسيله لتحقيق حكم ديكتاتور على أساس ديني. واجتمعت أراء الخبراء على مختلف الأصعدة في وجود تحديات كبيرة تواجه النظام الحالي على رأسها طموحات شعبية عريضة في ارتفاع مستويات المعيشة، إلى جانب الحرب على الإرهاب داخلياً وخارجياً وسط منطقة ملتهبة بالصراعات فضلاً عن معوقات الفساد المتغلغل في الجهاز الإداري للدولة والذي يصد أي محاولات للتغيير قد تقلص من انتفاعه وتضخم ثرواته على حساب الوطن. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل