يحمل البرازيلي نيمار لاعب برشلونة الإسباني ، على كتفيه الصغيرين اَمال وأحلام عشاق السامبا ، خلال مشاركة المنتخب البرازيلي في بطولة كوباامريكا ، التي ستنطلق بعد أيام قليلة في تشيلي . ويعتبر نيمار هو نجم الشباك الأول لراقصي السامبا في البطولة ، فرغم صغر سنه ( 23 ) سنة إلا أنه من طينة العمالقة البرازليين بيليه ، وزيكو ، وروماريو ، ورونالدو ، وريفالدو ، ورونالدينيو ، وكاكا وذلك بسبب أهدافه الدولية الغزيرة التي بلغت 43 هدفا متفوقا على كثير من الكبار .
ويعشق الفتى الذهبي للبرازيل التحديات والبطولات الكبرى ، وقد وضح ذلك أثناء قيادته لهجوم السليساو في البطولات العالمية التي شارك فيها ، حيث قاد منتخب الراقصين لإحراز كأس العالم للقارات بعد الثلاثية في النهائي أمام اسبانيا ، ثم حمل على عاتقه أحمال أمة بأسرها في المونديال ، وبمجرد إبتعاده للإصابة جاءت الإنتكاسة الكبرى أمام المانيا بالسباعية الشهيرة في الدور قبل النهائي .
ومن خلال هذا التقرير سنسرد لماذا أصبح نيمار الأمل الأول للبرازيليين في كوباأمريكا :
النضج الكروي منذ أن كان نيمار لاعبا ناشئا أقنع الجميع بأنه لاعب مؤثر ، وقاد البرازيل لإحراز لقب بطولة أمريكا الجنوبية تحت 20 عاما ، وهو ما يبحث عن تكراره مع المنتخب الأول في تشيلي ، ثم أحرز فضية أولمبياد لندن وهو 20 عاما فقط لينتظر الجميع إكتسابه الخبرة لإعادة أمجاد ملوك اللعبة مرة أخرى .
في السنوات الأخيرة أصبح نيمار أكثر نضجا ، بعد أن خاض تجربة الإحتراف الأوروبي مع العملاق الكتالوني ، ووضح تطور أدائه مع المنتخب ، عندما قاده للفوز بكأس القارات ، وكان بمثابة القائد الخفي للمنتخب ومحرك الأحداث داخل الملعب في مونديال 2014 ، ليعلم الجميع أن الفتى الصغير أصبح حامل لواء الإمتاع والإبداع لراقصي السامبا بعد أن ثقلت خبرته ، وإستطاع مواجهة الضغوط الملقاة على عاتقه .
كوكتيل مواهب المتابع لبدايات نيمار يعلم أنه موهوب بالفطرة ، فلا تتوقع ما يفعله عندما يستلم الكرة ، فهو يسدد في الوقت الذي يتوقع فيه المنافس أن يمرر الكرة ، ويراوغ عندما ينتظر الجميع أن يسدد ، فهو من طينة الموهوبين المتفردين في عالم الساحرة المستديرة .
الجمهور البرازيلي لا يقتنع دائما بالفوز فقط ، ولكنه يبحث دائما عن لاعب يشبع رغباته الفنية بلمسات ومراوغات ساحرة ، وهو ما يتمتع به نيمار فعندما كان طفلا صغيرا كان يرتب الاثاث في المنزل ، ويبدأ في المرور منهم بطريقة فنية ، وإستطاع إكتساب الدقة في التسديد سواء من الوضع متحركا أو ثابتا ليصبح أحد اللاعبين الذين يجيدون التسديد والمراوغة ، وصناعة الأهداف في نفس التوقيت .. فهو في النهاية كوكتيل مواهب قادر على الحسم في أجزاء من الثانية .
أرقام وإحصاءات عندما تتحدث لغة الأرقام عن نيمار ، فإنها ستقول كلمتها بأنه سيكون الأبرز في تاريخ الكرة البرازيلية ، فاللاعب الذي مازال يبلغ من العمر 23 عاما ، إستطاع التفوق على عمالقة أنهوا تاريخهم مع السيلساو ، فقد أحرز 43 هدفا خلال مسيرته الدولية حتى الأن ، ليصبح خامس هداف في تاريخ السامبا ويسبقه بيليه 77 هدفا والاسطورة رونالدو 62 هدفا ، وروماريو 55 هدفا ، وزيكو 48 هدفا ، وهو ما يعني أن أن الفتى البرازيلي أصبح قريبا من تخطي العمالقة ، والقفز إلى المقدمة .
دونجا المدير الفني للبرازيل يعلم جيدا أن نيمار هو الورقة الرابحة في فريقه ، ورغم إصراره أن يتحدث عن المجموعة فقط إلا أنه في النهاية يعطي الموهبة قدرها ، ويمنح نيمار حرية التحرك وإحراز الأهداف فيكفي أنه سجل 7 أهداف في مباراتين وديتين مؤخرا برباعية في اليابان وثلاثية في فرنسا ، ولذلك سيكون أمل البرازيلين في إحراز بطولة كوباامريكا .
