نقلت صحيفة ال"فاينشال تايمز" البريطانية عن أحد المحللين السياسيين الإيرانيين، من دون أن تذكر اسمه قوله "إن الناس في إيران يحبون الأميركيين، أما السعودية فهي الدولة الوحيدة التي يكرهها الجميع، وكونها لم تعلن في ايران بالشيطان الأكبر فلأنها فقط ليست بتلك الأهمية". وطالما يقول الساسة في طهران إن "المزاج المعادي للسعودية يذكرهم بحرب الثمانينات بين إيرانوالعراق، عندما أيدت الدول العربية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مواجهة نظام عازم على تصدير ثورته"، وكان آية الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، كان قد صرح في عام 1988، بأنه "حتى لو غفرنا لصدام، فإننا لا يمكن أن نغفر خطايا آل سعود"، ولم تتعاف العلاقات بين البلدين بشكل تام رغم أنها أصبحت أكثر ودية بعد وفاة الخميني في عام 1989. لقد جاء التدخل العسكري السعودي للحد من النفوذ الإيراني في العالم العربي، بداية من اليمن بعاصفة الحزم، كصدمة للزعماء الإيرانيين مما دفعهم إلى شن حملة على الرياض وسط تخوف كبير من أدوار سعودية أكبر خاصة في سوريا، على الرغم من أن الإعلام الإيراني يعتبر عاصفة الحزم فاشلة ولم تحقق اهدافها. وقال مسؤول مقرب من النظام في طهران إن "اليمن أجبرنا نحن وحزب الله على أن نكون أكثر يقظة في سوريا، نحن نعلم أن السعوديين سوف يصعدون في سوريا بعد اليمن"، مضيفا "اكتشفنا أنه بإمكاننا الجلوس على طاولة المفاوضات مع الأميركيين والوثوق في بعضنا البعض لأول مرة منذ ثورة الخميني، أما السعوديون لا يريدون التحدث إلينا، ولكن بإمكان الأميركيين أن يكونوا وسطاء". ويبدو مما سبق كما قالت صحيفة العرب الدولية أن ايران تبحث عن "شيطان أكبر" جديد يحل محل الوصف الذي دأب على إطلاقه زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني ضد الولاياتالمتحدة وصار متداولا في الخطاب السياسي والإعلامي في البلاد، خاصة وأن تحقيق اتفاق نووي يسمح بالافراج عن الاموال الايرانية المجمدة، وزيادة الدعم لأذرعها في المنطقة بات وشيكا. وتأتي السعودية على رأس المرشحين لتحظى باللقب الايراني "الشيطان الأكبر"، فالسعودية تأتي على رأس القوى المعارضة للتمدد الشيعي في المنطقة وتصدير الثورة الدينية، خاصة في العراقوسوريا ولبنان واخيرا باليمن، بحسب ما قالته الفايننشال تايمز.