أكد الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي أن الوقت قد حان لتنظيم ما يعرف بالإعلام الجديد، وتنبني رؤية عربية خليجية مشتركة تحتوي الأطر الجديدة لوسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تعمل وفق ضوابط مهنية معروفة، مشيراً إلى دور الإعلام التقليدي في تثقيف مستخدمي وسائل الاتصال الحديثة، وتوعيتهم بخطورة محتوى بعض الوسائط من أفكار هدامة ومواد لا تتناسب مع القيم والأعرف العربية. جاء ذلك خلال "جلسة الإعلام العربي 2015: وجهة نظر خليجية" التي عقد ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته الرابعة عشرة، والتي أدارها سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة " الإمارات اليوم". وتمحورت كلمة الصباح أما المنتدى حول ثلاثة محاور أساسية، حيث ناقش اولها المشهد الإعلامي العربي الخليجي الفرص والتحديات، وفي الثاني ماهية الإعلام الجديد، ورسم في الثالث تجربة دولة الكويت مع اللاعبين الجدد من الإعلام الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي. وعدّدَ وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي في تناوله للمشهد العربي الخليجي عدداً من النقاط التي يمكن من خلالها التعامل مع وسائل الإعلام الجديد، سواء كانت صفحات إخبارية أو مواقع للتواصل الاجتماعي، ومن بين هذه النقاط، اعتبار روافد الإعلام الجديد وسائل إعلام مصغرة تؤثر وتتأثر في المشهد الإعلامي العربي، والتأكيد على أهمية الإعلام التقليدي، وضرورة التعاون بين الأجهزة الرسمية ومنظمات العمل المدني في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، للبحث في ضوابط واخلاقيات الإعلام الجديد وما يتضمنه من تطبيقات حديثة. كما حذر الصباح من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي، وما قد تبثه من سموم وشائعات وأفكار متطرفة، تٌغذي جميعها جماعات العنف والإرهاب وتستقطب الأجيال الجديدة، مشيراً إلى أن أحدث المسوحات الإلكترونية رصدت أن الجماعات المتطرفة تدير 210 صفحة على الأنترنت، وأن هناك 380 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام" تُدار من قبل أفراد منتمين للفكر المتطرف. وأشار وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي إلى عوامل غياب اخلاقيات المهنة الإعلامية، كالضغوط التي تمارس على وسائل الإعلام سواء كانت تجارية أو سياسية، وهو ما يؤسس مبدأ تضارب المصالح الذي يؤثر بالسلب على المحتوى الإعلامي، كما أوضح ان تدني مهنية بعض المؤسسات الصحفية كشفته عوامل كثيرة من بينها ارتفاع مستوى التعليم في الدول العربية، وزيادة وعي المتلقي الذي أصبح يفرق بين الرسائل الصادقة والموجهة، وهو ما أدى في النهاية إلى عودة بعض وسائل الإعلام التي حادت عن طريق المصداقية إلى أصول ومبادئ المهنة. وفي وصفه للمشهد الإعلامي الكويتي قال الصباح ان 86% من الشباب الكويتي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي، وان 75% من الشباب يقرأون الصحف عبر الإنترنت، وعن الواقع الإلكتروني الكويتي أضاف الصباح ان الكويت بها 47 صحيفة إلكترونية، و12 مجلة رقمية، و19 موقع إلكتروني متنوع، إضافة إلى 26 شبكة تستخدم التكنولوجيا في التجارة والتسويق ومجالات مختلفة. وأشار الصباح إلى جهود وزارة الإعلام في دولة الكويت، والتي استحدثت إدارة جديدة تُعنى بشكل مباشر بالإعلام الجديد، واقتراح عدد من التشريعات المنظمة له، مع الأخذ في الاعتبار انه لم يعد هناك سقف لحرية للتعبير، لكن الهدف هو التنظيم لمنع الاستخدام السيء لتلك الحرية. وعرّج وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي على الجهود التي بذلتها وزارة الشباب الكويتية في احتواء الشباب المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، عبر تدشينها في عام 2013 لموقع إلكتروني خاص يضم مبادرات الشباب، شهد منذ تدشينه 150 مبادرة شبابية. إضافة كذلك إلى إطلاق بوابة العمل التطوعي للشباب. واكد الصباح على أن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى التنسيق والتعاون الإعلامي فيما بينها، وذلك لمواجهة التحديات التي تعصف بالأمة، وهو ما يتطلب جهداً جماعياً للوصول لرؤية مشتركة، وهو ما أكده سمو امير الكويت في كلمته امام القمة الخليجية التشاورية الذي عُقدت مؤخراً في الرياض. وقدّم الصباح عدة مقترحات للنهوض بالواقع الإعلامي العربي منها، إقامة منتديات إعلامية موسعة تجمع الخبراء والمعنيين في قطاع الإعلام، وإنشاء مراكز للدراسات وتدريب الإعلاميين، وتدشين ملتقى للتواصل الاجتماعي يجمع مستخدميه بخبرات الإعلام التقليدي، كما اقترح الصباح تفعيل مبادرات الشباب، وإقامة مراصد إعلامية لرصد الأفكار المتطرفة، وتحليل ما تبثه الصفحات المغرضة. وفي رد على سؤال حول مسمى وزارة الإعلام ودورها التقليدي الذي بحاجة إلى تطوير، قال الصباح:"إننا مطالبون بتوصيل رسائل الدولة بشكل مناسب يفهمه من خلال وسائل مناسبة، وهو ما يتوجب التطوير، بعض النظر عن المسميات". وفي سؤال آخر حول الأطر التشريعية للإعلام وعلاقتها بتقويض حرية الإعلام، أكد الوزير الكويتي: "لم تعد المعلومة حكراً على أحد، ولم يعّد من الممكن التحكم في هذا الفضاء الإلكتروني الكبير، لكننا بحاجة إلى شيء من التنظيم وتحفيز الأجيال الحالية على الاستخدام الأمثل في ظل أخلاقيات مهنية وأطر تشريعية".