فى 3 إبريل الماضى نشرت جريدة الأخبار عناوين تقول.."استشهاد 15 مقاتلا وتصفية 35 من الكفار.. إصابة أطفال وسيدات برصاص الإرهاب.. ومصدر أمنى التخطيط إيرانى " وقبلها فى 28 مارس الماضى جريدة الأخبار أيضا تنشر مانشيت يقول "الأباتشى تقصف خلية للحوثيين برفح تضم فلسطينيين وإيرانيين". إنها عبقرية الصحافة المصرية التى تخرج لنا من جعبتها فجأة إيرانيين فى سيناء بل إن هناك عناوين أخرى أشارت للقضاء على خلايا حوثية كل ذلك بمجرد إعلان السلطة الحاكمة المشاركة فى عاصفة الحزم ويا لها من عبقرية مستفزة لا عقل لها فهؤلاء لم يسألوا انفسهم سؤال بسيط هو "هل يمكن للإيرانيين الشيعة أن يقفوا جنبا إلى جنب مع السلفيين الجهاديين فى سيناء فى حربهم الإرهابية ضد مصر !؟ " كلنا نعلم مدى الهوة السحيقة بين السلفيين والشيعة لكن الصحافة المصرية وحدها وخاصة أساتذة جريدة الأخبار لا ينظروا لأى منطق أو عقل فى فبركة عناوينهم ولا بد من تطوع لخدمة الحاكم بأمره لذلك علينا أن نظهر العداء لإيران فهى الداعمة للحوثيين فى اليمن وما أسهل كلمة مصدر أمنى لكى نقول ونكتب ما نشاء ! إنه لسان حال الصحافة والإعلام فى مصر التى أصبحت أخطر علينا من أعدائنا أنفسهم فلدينا صحفيين وإعلاميين جاهزين لإعلان غزونا لأمريكا وأسر أوباما نفسه ثم الإفراج عنه فى لحظات والكارثة أن أغلبهم مدفوع من جهات تتحكم، فيما ينشر ويبث ظنا منها أن ذلك يخدمها فى السيطرة على البلاد والعباد. الحقائق المؤكدة أيها القارئ العزيز بعيدا عن العك الصحفى هى.. *أولا.. إيران ما زالت تسعى لامتلاك السلاح النووى وتحاول القوى العظمى إيقافها كل يوم بينما تمتلك إسرائيل سلاح نووى منذ سنوات طويلة دون رقيب أو حسيب وهو ما يؤدى إلى عدم اتزان القوى فى الشرق الأوسط . *ثانيا.. السعودية والإمارات تتبادلان مع إيران أعلى مستويات التمثيل الدبلوماسى من السفراء والقنصليات والمكاتب ولا يوجد تمثيل لإيران فى مصر سوى بمكتب متواضع للغاية. *ثالثا.. الرحلات الجوية بين طهران ودبى هى الأكثر وتصل أحيانا إلى ثلاث رحلات يومية. *رابعا.. هل تعلم أيضا أيها الإعلام السيساوى أن إيران اعترفت ب30 يونيو واستنكر الإخوان الموقف الإيرانى منهم قائلين أن إيران خذلتهم .. *إيران لم تطلق رصاصة على أى مصرى بينما لنا فى كل عام تقريبا شهداء على أيدى إسرائيل على الحدود فى أحداث تقول أنها عن غير قصد وهنا أذكر أحد الأقوال المأثورة للرئيس السيسى " لن نسمح بأن تمثل سيناء تهديدا لأمن إسرائيل " ! وفى الأسبوع قبل الماضى اتصل بى صديق مذيع ليقول لى: "إيه اللى بتعمله قناة سى بى سى ده فاتحين ملف عرب الأحواز فى إيران وجايبين ضيوف يهاجموا إيران، هم فاكرين إنهم بيخدموا البلد كده !؟ فقلت له: "إنها عملية استعداء إيران بالوكالة ده إعلام الدبة اللى قتلت صاحبها". اللافت للنظر أيضا انك عندما تتابع الإعلام الإيرانى لن تجد أى هجوم على مصر بل إنى تابعت أحد البرامج على قناة العالم يتحدث عن عاصفة الحزم وكلما حاول أحد الضيوف أن يهاجم مصر قاطعه المذيع ليقول له "الموقف المصرى ما زال متحفظا ونحن نقدر موقف مصر حتى الآن" إنه الإعلام المسئول الذى يعرف ويزن ما يقول جيدا بينما كان فى إمكانهم بكل سهولة أن يتصلوا بالإخوان ويستضيفونهم وبهذا يكون الإعلام المصرى فتح جبهه جديدة ضد الحكم الحالى.. لدينا فى مصر ملحدين وبهائيين ونصارى فما هى خطورة الشيعة بالذات علينا ! إنها أفكار ياسر برهامى ويونس مخيون وغيرهم من المدعين الظانين أنهم يعلمون عن الدين ما لا يعلمه أحد فيكفرون الشيعة ويعتبرونهم كما قال مخيون فى لقاء له مع خيرى رمضان على قناة سى بى سى يعتبرونهم أخطر من اليهود لكن الخطر كل الخطر يا سادة يكمن فى الجهل وهشاشة المجتمع وعدم تحصينه بالعلم والمعرفة فيصبح عرضة لأى موجه من موجات الاختراق .. ربما كان فى المذهب الشيعى ما نعتبره كسنّة تطرفا وتجاوزا مع صحابة نجلهم ونسير على منهجهم لكن ليس لأحد منا أن يكفّر من قال "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولن أكون أنا أو غيرى من المعاصرين حاليا أفقه من الإمام محمد عبده أحد علماء الدين الذين خدموا الأمة الإسلامية بفكره التنويرى العظيم.. الإمام محمد عبده كتب فى مجلة العروة الوثقى التى كان يصدرها بالتعاون مع الأستاذ جمال الدين الأفغانى مقالا يتحدث فيه عن القضاء والقدر ويذكر فيه طوائف المسلمين ويقول فيه.. "لا يوجد مسلم فى هذا الوقت، من سنى وشيعى وزيدى وإسماعيلى ووهابى وخارجى، يرى مذهب الجبر المحض ويعتقد سلب الاختيار عن نفسه بالمرة بل كل من هذه الطوائف المسلمة يعتقدون بأن لهم جزءا اختياريا فى أعمالهم ويسمى بالكسب وهو مناط الثواب والعقاب عند جميعهم وأنهم محاسبون بما وهبهم الله من هذا الجزء الاختيارى . إلى آخر المقال". ما يهمنى فى هذا الجزء للإمام محمد عبده هو جملته التى يجمع فيها المسلمين سنى وشيعى وزيدى ثم يقول فى جزء آخر هذه الطوائف المسلمة إذن هو لا يخرج أحدا من الإسلام ولا يكفر شيعى أو زيدى.. ويعتبر الإمام أن الشيعة جزء من الأمة الإسلامية التى يجب ان تجتهد وتعمل فهى محاسبة أمام الله بعملها واختياراتها فقط .. هناك حكمة تقول "عدو عدوى صديقى" وهو ما يجعلنى أتساءل أليست إيران ألد أعداء إسرائيل وتمثل أكبر تهديد عليها بالتعاون مع حزب الله؟ ألم تقود واشنطنالأممالمتحدة لتوقيع عقوبات اقتصادية منذ عام 2005 وحتى الآن على إيران!؟ المؤسف والمخزى أن هناك اتجاها قميئا لصناعة أعداء جدد فبعد أن صنعنا من حركة حماس عدوا جاء الدور على إيران وكل ذلك يصب فى مصلحة عدونا التاريخى الأول والأخير وهو اسرائيل.. إيران ليست العدو بل إنها عدوة عدونا الأول والأخير إسرائيل.. استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله .. من العدد الأسبوعي من العدد الأسبوعي