المحاسب خالد الغزالى حرب رئيس شركة فوسفات مصر فى حواره ل"المشهد": - مليار دولار تكلفة المشروع الجديد على مرحلتين في هضبة أبوطرطور - اتفاق مبدئي مع شركة كويتية ينتظر التنفيذ.. والمستثمر يتحمل 60% من القيمة - 77 مليون جنيه أرباح "فوسفات مصر" فى 2014.. والحديث عن الخسائر يفتقد الدقة - أنفقنا 20% فقط على مشروع "أبوطرطور" من أصل 11 مليار دولار من اتهامات بإهدار 11 مليار جنيه، على مدار سنوات، إلى صافى أرباح قدر ب77 مليون جنيه خلال العام الماضي، تحول مثير للجدل شهده مشروع هضبة "أبو طرطور"، بالوادى الجديد، المحاسب خالد الغزالى حرب، رئيس شركة فوسفات مصر، كشف عن أسرار هذا التحول، كما أعلن عن استعداد الشركة، لتدشين شركة الوادي للأسمدة الفوسفاتية، خلال الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى إنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وحمض الفوسفوريك من خام الفوسفات، بتكلفة تصل إلى مليار دولار. كما كشف حرب، خلال حواره مع "المشهد"،عن انتظار المستثمر الخليجي للبدء في الخطوات الفعلية للمشروع، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع شركة أبو قير للأسمدة، معربًا عن أمله فى إتمام التعاقد، خلال 3 أشهر، للبدء في إنشاء المصنع الذي قد يحتاج إلى عامين.. وإلى نص الحوار: - في البداية.. حدثنا عن مشروع هضبة أبو طرطور؟ المشروع بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي، ومر بعدة مراحل أهمها إنفاق 10.77 مليار جنيه على المشروع مما جعله محل انتقاد، بسبب تكلفته المالية، ما أدى لتوقفه لمدة، وفى الواقع هذه المبالغ الضخمة، هي في الأصل قروض، وفوائدها تمثل 50%، إضافة إلى تحميل المشروعات التكميلية على المنجم. وحقيقة الأمر لم يتم إنفاق أكثر من 20% من إجمالي ما تم صرفه على الجزء التعديني بالمشروع، حيث تم إنفاق 5.53 مليار جنيه على المشروع التعديني وتوفير المياه للمنجم واستكمال الطريق وإنشاء المدينة السكنية، بينما تم إنفاق 5.24 مليار جنيه على خط السكة الحديد وخط الكهرباء وميناء سفاجا، وبالتالي المشروع كان فقط يمر بنقاط ضعف، وهو ما تم معالجته بعد تحويل المشروع ليكون مسؤولية شركة فوسفات مصر. - ما هو اتجاه الشركة خلال المرحلة القادمة؟ في الأساس نعمل على 10% من هضبة أبو طرطور، ورغم ذلك لدينا كميات كبيرة من الاحتياطي، فضلاً عن فوسفات البحر الأحمر، ومنطقة السباعية، وشركة النصر، ومن أجل تعظيم الاستفادة من الإنتاج، فكرنا في إنشاء شركة الوادي للأسمدة، ومن ثم إنشاء مصنع "الفوسفوريك أسيد"، يتم من خلاله تصنيع خام الفوسفات، فالقضية تكمن في حساب حجم الاحتياطي الموجود على مستوى البلد، والكمية المطلوبة للتصنيع، وغيرها المطلوبة للتصدير. - من الذي حدد نسبة ال10% المخصصة في مشروع أبوطرطور؟ تم تحديدها في بداية إنشاء المشروع، وكان من الصعب زيادتها عن هذا الحد، الهضبة كبيرة جدًا، ولا يجوز العمل فيها مرة واحدة، ويمكن العمل في أجزاء محددة. - هل هناك اقتراح لزيادة تلك النسبة؟ من الممكن تقديم تراخيص أخرى وطلب الزيادة، لكن الضربة الأولى في هذه المرحلة عمل المشروع الجديد، خاصةً وأن المخزون الموجود حاليًا يكفي المشروع لمدة 50 سنة، وبمجرد عمل هذا المشروع ستكون هناك آفاق لمشروعات أخرى. وأهمية المشروع تكمن في توافر البنية الأساسية بالمنطقة، وبالتالي من سيفكر في عمل أي مشروع هناك سيجد تلك البنية متوفرة، والتي سيتم تأجيرها للشركة الجديدة من مباني وكهرباء وكذلك المياه والمادة الخام، وبالتالي المستثمر سيستفيد وكذلك الشركة. - ما طبيعة المشروع الجديد؟ إنشاء شركة ومصنع لتصنيع خام الفوسفات، وبالفعل انتهينا من الدراسات اللازمة للمشروع من فنية واقتصادية وغيرها، ولازالنا في مرحلة التفاوض حول الشريك الجديد، حيث قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة أبو قير للأسمدة وفي انتظار المستثمر الخليجي للبدء في الخطوات الفعلية للمشروع، وأمل أن يتم التعاقد لتدشين شركة الوادي للأسمدة الفوسفاتية الجديدة خلال 3 أشهر، تمهيدًا للبدء في إنشاء المصنع الذي قد يحتاج إلى عامين حتى يتم الانتهاء من إنشاءه، لكن المهم إنشاء الشركة، ففي هذا الوقت سيبدي الشركاء رغبتهم في تنفيذ المشروع. هناك مرحلتان للمشروع، الأولى مرحلة الإنشاء والتي يكون فيها أكبر عدد من العمالة، والثانية فترة التشغيل، وبمجرد ما يتم إنشاء المشروع سيكون لدينا مشروعات ومصانع جديدة، وهو ما سيقضي على الفكرة سيئة السمعة التي كانت مشاعة حول المشروع، وتم اختزالها في عدم وجود عيوب بخام الفوسفات ومطالبات بوقف المشروع وإهدار المليارات التي تم إنفاقها قبل وقت سابق، لكن الدراسات أثبتت صلاحيته للتصنيع. كذلك نحن حاليًا في مرحلة التفاوض مع شركات نقل عالمية، حيث أبدى بعض المستثمرين استعدادهم لإعادة تأهيل وتشغيل خط السكة الحديد المتوفرة بنيتها الأساسية بالمنطقة، والتي تم سرقتها بالكامل في أعقاب أحداث الشغب والانفلات الأمني التي شهدتها البلاد. - ماذا عن التكلفة؟ تكلفة المصنع ستصل إلى مليار دولار، وينقسم رأس المال بين الشركاء بواقع 40% لشركة فوسفات مصر وأبو قير بواقع 20% لكل منهما، والمستثمر يمثل النسبة المتبقية وهي 60%، والمصنع سيتم إنشاءه داخل المنجم لسهولة التصنيع. - هل تلقت فوسفات مصر عروضًا للمشاركة في المشروع الجديد؟ تلقينا عروض جيدة، ولكننا لا نزال في مرحلة المفاوضات، كما وقعنا عقد مبدئي مع الشركة القابضة المصرية الكويتية، لكن الاتفاق النهائي لم يتم حتى الآن. - أبو طرطور اشتهر ب"الخسارة".. فما هو الوضع بعد إنشاء شركة فوسفات مصر؟ الشركة تم إنشاءها في أكتوبر 2009 شركة مساهمة تخضع لقانون رقم 159 لسنة 1981، تم نقل تبعية المشروع إليها من الهيئة العامة للثروة المعدنية، وبدأت فوسفات مصر بقيمة 3.8 مليار جنيه مديونية لصالح بنك الاستثمار القومي، تسدد سنويًا بما يعادل 50% من أرباحها، والشركة تأسست بمساهمة 50% من بنك الاستثمار القومي و20% من الهيئة العامة للثروة المعدنية و15% من الهيئة المصرية العامة للبترول، و15% من الشركة القابضة لجنوب الوادي للبترول. وفي العام الأول 2010 حققت الشركة خسائر قدرها 6 مليون جنيه، ثم تحولت إلى الأرباح في عام 2011، وبلغت 23 مليون جنيه، ارتفعت إلى 43 مليون جنيه في 2012، ثم انخفضت إلى 12 مليون جنيه عام 2013 نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد، ثم قفزت إلى 110 مليون جنيه خلال عام 2014، تم سداد منها 33 مليون جنيه ضريبة للدولة ليصل صافي الأرباح إلى 77 مليون جنيه. من العدد الأسبوعي من العدد الأسبوعي