يكتب: العرب يشنون حروبا .. وإيران تنتصر! بعد الإتفاق النووي الإيراني .. هل تصبح طهران القوية شرطي الولاياتالمتحدة في الخليج؟! .. "ربما". عنوان مقال "روبرت فيسك" في صحيفة "الإندبندنت". تنوعت الآراء إلي حد التناقض فيما يتعلق بإتفاق الإطار حول البرنامج النووي الإيراني. المجتمع الدولي رحب بالإتفاق ومعه إيران التي خرج مواطنوها للإحتفال به في شوارع طهران، بينما كان هناك تململا وإستياء واضحا لدي السعودية ودول الخليج ومعهم مصر والذين يشنون حربا علي الحوثيين الشيعة في اليمن. صحيفة الرياض أشارت إلي "قلق" خليجي مما أسمته تزايد تسلط وعدائية وعبث إيران في المنطقة بعد حصولها علي "الطاقة النووية"، وهددت بقيام السعودية بتخصيب اليورانيوم. وفي الوقت الذي تساءلت فيه الأهرام عن "التأكيدات والضمانات" التي تطمئن دول الخليج من الطموحات الإيرانية، أشار "فريد الخازن" في صحيفة "السفير" اللبنانية أن الحرب علي اليمن هي "الرد الخليجي بقيادة سعودية على عاصفة أخرى تمثلت في مفاوضات السلام" بين الولاياتالمتحدةوإيران. وبينما كان عنوان "الوطن" السعودية "قنبلة إيران النووية تتبدد"، كان عنوان “الأخبار” اللبنانية القريبة من إيران “الغرب يرضخ”، معتبرة أنه تفاهم تاريخي نجحت إيران في إنتزاعه. وفي الوقت الذي أشارت صحيفة "وفاق" الإيرانية لنصر إيراني بعنوان "إيران ستواصل التخصيب وتحتفظ بمنشآتها"، شككت صحيفة "كيهان" المحافظة القريبة من "خامنئي" بالقول "برنامجنا النووي سيزول والعقوبات ستبقى". ولم يختلف الأمر في الإعلام الغربي فقد أشادت “نيويورك تايمز” بالإتفاق بإعتباره “إنجازا تاريخيا” يمنع إيران من أن تصبح تهديدا نوويا، وهو ما أكدته “فاينانشيال تايمز” بقبول إيران برقابة غير مسبوقة عليها، لدرجة أنها رأت أنه يبرر جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها أوباما في بداية رئاسته. بالمقابل تشككت "واشنطن بوست" مما إعتبرته عجزا عن تحقيق الأهداف التي وضعها أوباما نفسه في 2012 وهي عدم قبول أي إتفاقية لا تضمن "إنهاء برنامجهم النووي"، بينما لن يتم غلق أي من المنشآت النووية الإيرانية، ولا تفكيك جهاز واحد من 19 ألف جهاز مركزي في إيران، ولن يتم إخراج مخزونها الإحتياطي من اليورانيوم المخصب خارج البلاد. الخلاف وصل حتي للصحف الإسرائيلية، فبينما إنتقدت "جروزاليم بوست" الإتفاق بحدة مؤكدة أنه لن يعطي إيران قدرات نووية لأغراض سلمية بل سيقود إلى الحرب، إعتبرته "يديعوت أحرنوت في افتتاحيتها "صفقة أفضل مما كنا نتوقع"، رغم إشارتها لوجود ثغرات تمكن إيران من إستئناف سعيها لامتلاك السلاح النووي بسرعة أكبر. محمد بلوط إعتبر في مقال له في “السفير اللبنانية” أن الإتفاق يكرس إعتراف الغرب بإيران كقوة نووية إقليمية، وينهي سياسة الإحتواء تجاهها. في الوقت الذي ذهب فيه "روبرت فيسك" في "الإندبندنت" إلي القول أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته إيران قد يجعلها قوة عظمى في المنطقة كما كانت أيام الشاه، مشيرا لقلق "آل سعود" من هذه الصداقة الناشئة بين واشنطنوطهران علي تحالفهم مع وشنطن. ويضيف أنه قد يحدث زلزال سياسي، تتحول بموجبه إيران إلي شرطي الولاياتالمتحدة في الخليج، مع مراجعة واشنطن لتحالفها "غير الطبيعي" مع السعوديين "الوهابيين" الذين انتجوا للعالم بن لادن و15 من بين 19 قاموا بهجوم 11 سبتمبر، والذي يشبه تدينهم تدين طالبان ومتطرفي سوريا والعراق، إضافة لإنتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير. ويختم فيسك مقاله بالإشارة إلي أنه لا أحد سيعترض، فمصر تحتاج للمساعدة الأمريكية، والسيسي يعرف جيدا أن التعليمات الأمريكية لابد من إطاعتها، ولهذا قطع علاقته مع حماس لعزل أعداء إسرائيل، أما قطر والإمارات فسوف تقبلان أي اتفاق نهائي، أما سوريا والعراق فهما حليفا إيران. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية