"إطعم الفم يستحى القلم"

عمل الصحفى مستشاراإعلاميا لوزير أو رجل أعمال لايقل خطورة على مهنة الصحافة وحق، القارئ فى مادة صحفية محايدة ومتوازنة من عمل الصحفى بالإعلانات، فالقاعدة الحاكمة واحدة "إطعم الفم يستحى القلم"، فوجئت من متابعتى لقضية مسابقة ال30ألف معلم أن صحفية زميلة زوجة رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية ومذيعة بالراديو-من الخارج- تعمل مستشارة إعلامية لوزير التربية والتعليم ،إستعان بها صحفى –بالجريدة التى تعمل بها-فى تحقيق صحفى عن الأخطاء التى حدثت فى المسابقة ،وجاءرد الكاتبة الصحفية –المعروفة بكتابتها الساخرة والناقدة –بنفس منهج المصادر الحكومية "المسابقة تمت بشفافية ،وعلى من يجد غير ذلك التقدم بتظلم فورا إلى الإدارة التعليمية ليحصل على حقه"
أى شفافية ومظاهرات المتقدمين لم تتوقف منذ إعلان النتيجة وحتى الآن ،اذا كانت شفافية المستشارة الإعلامية تسببت فى إستبعاد الحاصلين على مؤهلات تربوية بتقديرات عالية لصالح من هم أدنى تقدير فأهلا بالعتمة .
وظيفة مستشار إعلامى لصحفية من الكفاءات المهنية الرابح فيها الوزيرفإن لم تلمعه يكفى إنها لن تنقد أدائه لا فى كتابتها ولا فى برنامجها الإذاعى، والخاسر المهنة والقراء،والخاسر الصحفية مهما كان العائد المادى الذى لاأظنه كبيرا لتقبل أن تتحول من كاتبة ناقدة وساخرة إلى موظفة تدافع بالباطل عن مسابقة أثارت نتائجها الغضب
فى كل محافظات مصر ،الوزير هو الكسبان لأنها ليست فقط كفاءة مهنية لكنها زوجة رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية كبرى معروف بقربه من النظام .
الصحفى الذى يقبل العمل مستشارا إعلاميا –من وجهة نظرى-عليه أن يحصل على أجازة من صحيفته لأن "الصحافة " مهنة أحد وظائفها مراقبة المسئول ومراقبة أداء وزارته من أجل تحسين مستوى الخدمة الموجه للمواطن ،ووظيفة المتشار الإعلامى تلميع المسئول والدفاع عن سياساته.
نعلم جميعا بالضغوط الإقتصادية التى تدفع الصحفيين للعمل بالإعلان لتحسين دخولهم ،ومع ذلك يظل عمل الصحفى بالإعلان مجرم والدليل ماحدث عام 2012من إحالة عدد كبير من الصحفيين إلى جهاز الكسب غير المشروع لتقاضيهم عمولات وإلزامهم برد ماتقاضوه،العمل فى وظيفة مستشار إعلامى لوزير أو أى مسئول لاتقل خطورة فى تأثيرها المهنى من العمل فى جلب الإعلان.
جاء الوقت ليكون للنقابة موقف ودور لحماية المهنة وحرصا على الكفاءات، وعدم السماح لصحفى بالعمل فى وظيفة مستشار لوزيرأو محافظ أو رجل أعمال طالما إنه يحمل كارنية نقابة الصحفيين .
أتذكر موقف لصحفى شاب –إنتقل لجدول المشتغلين منذ شهرين-جاء يسألنى هل يقبل العمل مستشارا إعلاميا لرئيس جامعة؟ ونصحته برفض وظيفة المستشار وشرحت وجهة نظرى ورفض الوظيفة مقتنعا ،بعدها بفترة جاءت إليه حملة بالمستندات تكشف فساد فى الجامعة وقتها إتصل بى ليقول لى عندك حق.
إفلاس.
صحف قومية يومية تخصص صفحات كاملة ،وصحيفة تخصص صفحتيين لنشر مواد صحفية قديمة جدا، تخصيص باب معقول لكن صفحات كاملة ،التفسير الوحيد إما هروب من معالجة مشكلات حقيقة أو إفلاس صحفى..لو أن هناك من يحاسب المسئولين عن إدارة هذه الصحف على الخسائر لعملوا على تجويد المادة الصحفية المقدمة للقراء ،لكن بعضهم يكتب لقارئ واحد ليحظوا بالرضا ليبقوا فى مناصبهم مهما كانت الخسائر التى تتحملها حزانة الدولة المرهقة.
المشهد ..لاسقف للحرية
المشهد ..لاسقف للحرية