قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال القمة الخليجية الأمريكية في الرياض، إن الولاياتالمتحدة تدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد لقاء قصير جمعه في العاصمة السعودية بالرئيس السوري أحمد الشرع، حيث شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في النقاش عبر اتصال مرئي. وأشار ترامب، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي نظيره السوري، وفقًا لما ذكرته "سكاى نيوز عربية". وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء، إلى التوقيع على اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل، وذلك بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة المفاجئ أنها سترفع كل العقوبات عن الحكومة السورية الجديدة. كما طالب ترامب، الشرع بترحيل الفصائل الفلسطينية التي تصنفها واشنطن إرهابية من سوريا. وطلب الرئيس الأمريكي من نظيره السوري "مساعدة أمريكا في منع عودة تنظيم داعش". في المقابل، أبلغ الشرع، ترامب أنه يدعو الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بسوريا، وفق البيت الأبيض. ويعد اللقاء بين ترامب والشرع هو الأول بين رئيسين أمريكي وسوري منذ 25 عاما. وكان بيل كلينتون آخر رئيس أمريكي يلتقى رئيسا سوريا وقد حاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل. ويعد الاجتماع، الذي عقد على هامش قمة خليجية أمريكية، تحولا كبيرا في الأحداث بالنسبة لسوريا، التي لا تزال تتكيف مع الحياة بعد أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد. وكان ترامب قد أعلن أمس الثلاثاء، أنه قرر رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد استجابة لمطالب حلفاء الشرع في تركيا والمملكة العربية السعودية، في خطوة خلافية مع إسرائيل، حليفة واشنطن الوثيقة. وقال ترامب أمام منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي "سأصدر الأوامر برفع العقوبات عن سوريا من أجل توفير فرصة لهم" للنمو، وسط تصفيق حار للحضور ومن بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وأضاف "كانت العقوبات قاسية وتسببت بشلل، لكن الآن حان وقتهم للتألق". وبدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأمريكيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأمريكية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات. وفرضت الولاياتالمتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها. ولم يشر ترامب إلى أن الولاياتالمتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.