في ليلة صيفية عاش شارع المعز أجواء مفعمة بالمحبة والفنون الراقية حيث نظم قسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة احتفالا بمناسبة مرور 50 عاما علي إنشائه في شارع المعز بقلب القاهرة الفاطمية، حاولت الجامعة استغلال الطابع التاريخي للشارع في عرض مطبوعاتها التي يتحدث معظمها عن الحضارة الإسلامية والآثار، بدأ المهرجان منذ عصر اليوم بتواجد كثيف للجاليات الأجنبية والعربية وكذلك المصريين، والذين حرصوا جميعا علي بداية يومهم بزيارة الأماكن الأثرية مثل مسجد السلطان برقوق ومدرسة ضريح السلطان قلاوون ومتحف النسيج. والتقاط بعض الصور التذكارية كما حرصوا علي متابعة الجديد من إصدارات قسم النشر بالجامعة ومن هذه المطبوعات الجديدة كتاب «بداخل المتحف المصري» للدكتور زاهي حواس، و«الهوية القبطية في مصر» لكيرت وشميلر، و«للأحسن.. للأسوأ» لحنان خلوصي، و«مطبخ الفراعنة» لماجدة مهداوي وعمرو حسين، و«حروب الثقافة المصرية» لسامية محرز. عرضت الكتب بشكل فني راق في أكشاك عرض مفتوحة متلاحمة مع الآثار المحيطة بها في تناغم شديد، وقد لاقت هذه الطريقة في العرض استحسان جمهور الحاضرين. الغروب ومع مغيب الشمس كانت الفرق الفنية قد بدأت استعراضها حيث شاركت فرقة التنورة التابعة لصندوق التنمية الثقافية، ومعها فرقة الموسيقي الشعبية بآلاتها الشهيرة المزمار والربابة والطبلة والتي أعطت طابعا مختلفاً للاحتفالية. استمر الحفل حوالي ساعتين ونصف الساعة بطول شارع المعز، حيث تحرك موكب راقصي التنورة وتحركت معه جموع الجماهير مصفقة ومتلاحمة معهم، حتي تخلي البعض عن وقاره وأخذ يتراقص ويتمايل، وظهرت مجموعة من شباب الجامعة الأمريكية يرقصون سويا مع أفراد الفرقة. أشرفت علي الحفل السيدة نبيلة عقل المسئول الإعلامي بقسم النشر بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة والتي أعربت عن سعادتها الغامرة بحضور ما يزيد عن ألف شخص لهذا الحفل السنوي للكتاب والفنون ومهرجان الموسيقي، كما رحبت بوجود سفراء كوريا الشمالية وسويسرا وتركيا واستراليا وكبار الكتاب المثقفين المصريين. ضيافة أمريكية وقد علقت السيدة نهي يحيي حقي ابنة الكاتب الكبير يحيي حقي علي المهرجان قائلة: «هذا هو أفضل ما حدث في شارع المعز»، ومن جانبها علقت الكاتبة الكبيرة أفكار الخرادلي رئيس تحرير نصف الدنيا قائلة: إن الفنون التراثية وموسيقي الربابة وسط أجواء شارع المعز وفي ضيافة الجامعة الأمريكية تثبت أن مصر بلد الأمن والأمان وأن علاقتها بجميع دول العالم علاقة ود وحب واحترام متبادل. كما علق السيد مارك فرانكو سفير الاتحاد الأوروبي في مصر علي المهرجان قائلا: «لقد سعدت للغاية باختيار الجامعة الأمريكية لشارع المعز مكانا لإقامة الاحتفالية، وجود فرقة التنورة جعلني أشعر بأني ركبت آلة الزمن لمكان جميل ورائع، أتمني أن أحضر مثل هذه المهرجانات مرارا في القاهرة الفاطمية. أما السيدة فريدة منصور مستشار العلاقات العامة بالجامعة الأمريكية فقد وصفت اليوم بأنه «يوم نادر ورائع» حيث التراث والثقافة والفنون الراقية ولقاء الأحباء من كل أنحاء العالم. الدفء واللافت للنظر أن الاحتفالية كانت يوم «الأحد» وهو يوم تغلق فيه محال شارع المعز والمنطقة المحيطة أبوابها: إلا أن أصحاب المحال فضلوا التواجد مما أعطي مزيداً من الألق للشارع فشكلت أشغال النحاس والزجاج والذهب خلفية رائعة للوحة أكثر روعة، كذلك تجمع أهالي المنطقة وتلاحمهم مع الزوار من مختلفي الجنسيات جعلهم يشعرون بالأمان والود والدفء.