نظم المعهد العربي لحقوق الإنسان علي مدي ستة أيام دورة تدريبية في مجال حقوق الإنسان والإعلام بمدينة الدارالبيضاء بالمغرب في الفترة من 12 إلي 17 يناير الماضي، وشارك في الندوة 16 إعلامياً من أربع دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس ومصر وقدم المتدربون نماذج إعلامية، فقدمت المجموعة الصحفية نشرة بعنوان «نواة» وأعد كل من مجموعتي الإذاعة والتليفزيون برنامجاً إذاعياً وآخر تلفزيونياً، وقد تناولت هذه الأعمال قضية أطفال الشوارع من منظور حقوق الإنسان. حول هذه الدورة وأهدافها ودور الإعلام العربي في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان أكدت جليلة بوكاري المكلفة بالتدريب والتربية علي حقوق الإنسان بالمعهد العربي لحقوق الإنسان أن الإعلام العربي مازال يتعامل مع قضايا حقوق الإنسان بشكل موسمي وأكدت أهمية إصدار قوانين أكثر ديمقراطية وبإطلاق الحريات العامة بما يمكن الإعلام من القيام بدوره في نشر ثقافة حقوق الإنسان. جاء ذلك في الحوار التالي: لماذا فكرتم في تنظيم هذه الدورة؟ -هذه الدورة هي أحد الأنشطة التي يقوم بها المعهد العربي في إطار استراتيجية عامة تهدف إلي تدريب الإعلاميين من أجل نشر ثقافة حقوق الإنسان. فمنذ عام 1999 يتوجه المعهد في برامجه إلي الإعلاميين نظرا لتأثير الإعلام علي المجتمع ودوره في تشكيل الرأي العام. والمعهد العربي لديه برنامج متواصل للتدريب سواء في المغرب أو في الدول العربية. هل يقتصر دور المعهد العربي علي تنظيم الدورات التدريبية أم أن هناك أنشطة أخري يقوم بها المعهد تتعلق بالإعلاميين؟ - نحرص في المعهد علي التواصل الدائم مع الإعلاميين من خلال الدورات التدريبية وإصدار الأدلة التدريبية واطلاعهم علي مستجدات حقوق الإنسان عبر الموقع الإلكتروني للمعهد فضلاً عن تنظيم المؤتمرات والندوات التي تناقش أوضاع الإعلام في العالم العربي وعلاقة ذلك بحقوق الإنسان. ما تقييمكم لوضع الإعلام العربي وحقوق الإنسان؟ -الحركة الحقوقية في الوطن العربي حديثة ومع ذلك، يمكن القول أنه في السنوات الأخيرة استطاع الإعلام نسبياً أن يساعد علي خروج حركة حقوق الإنسان من الإطار النخبوي إلي دوائر أوسع في المجتمع وأصبح هناك اهتمام بقضايا حقوق الإنسان في مجالات مختلفة مثل التعليم والصحة فضلاً عن الاهتمام بفئات مهمشة مثل المرأة والطفل. لكن هذا الدور الذي يقوم به الإعلام غير كاف فلا تزال التغطية الإعلامية لقضايا حقوق الإنسان تتسم بالموسمية إذ نلاحظ تكثيف عمليات النشر في مناسبات محددة مثل اليوم العالمي للمرأة والاحتفال بيوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بينما لا نجد تغطية إعلامية للتقارير التي تصدرها منظمات دولية عن أوضاع حقوق الإنسان أو متابعات صحفية لأعمال وأنشطة المقررين واللجان التابعة للأمم المتحدة وما يصدر عنهما من توصيات للحكومات ومتابعة مدي التزام الحكومات بهذه التوصيات. ما المعوقات التي تقف أمام قيام الإعلام بنشر ثقافة حقوق الإنسان؟ - كما ذكرت في السابق فإن حركة حقوق الإنسان حديثة في الدول العربية وبالتالي يحتاج الإعلاميون للتدريب لاكتساب معارف جديدة تتعلق بمواثيق حقوق الإنسان والمرجعية الدولية. كما أن الملاحقات الأمنية والرقابة تعطل وتعيق الإعلامي عن القيام بدوره في نشر ثقافة حقوق الإنسان ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون. إننا نحتاج إلي تشريعات وقوانين أكثر ديمقراطية ومرونة تعطي مساحة أوسع للإعلاميين. هل يوجد تنسيق بين المعهد العربي لحقوق الإنسان والمنظمات المهنية للصحفيين في الدول العربية أو اتحاد الصحفيين العرب؟ - يحرص المعهد علي التنسيق مع النقابات الوطنية والمؤسسات الإعلامية من خلال اشراكهم معنا في جميع الأنشطة التي نقوم بها، وذلك بهدف تشجيعهم وتحفيزهم علي تبني المرجعيات الدولية وقضايا حقوق الإنسان، وأيضاً نحرص علي إشراك هذه المنظمات واتحاد الصحفيين العرب في الندوات والمؤتمرات التي ينظمها المعهد ونهتم بصياغة توصيات مشتركة في ختام هذه الفاعليات تكون قابلة للتنفيذ. كيف ترين دور الإعلام الجديد من مواقع ومدونات علي شبكة الإنترنت والفضائيات الخاصة في نشر ثقافة حقوق الإنسان؟ -هذه الوسائل خلقت مجالات أوسع وأرحب وساعدت علي سرعة نشر المعلومات بالإضافة إلي إتاحة وصول المعلومات لفئات متعددة ومتنوعة وهذا لا ينتقص من أهمية وسائل الإعلام الأخري من صحافة مكتوبة وإذاعة وتليفزيون بل يمكن القون إن جميع وسائل الإعلام تدعم بعضها البعض ويجب علي جميع وسائل الإعلام الالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة ومعايير النزاهة والحيادية. هل ينظم المعهد دورات تدريبية للمنظمات غير الحكومية تتعلق باكسابهم مهارات للتعاون والتعامل مع الإعلام بما يسهم في تعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان؟ - بالتأكيد، نركز في التدريبات التي ننظمها للجمعيات الأهلية علي أهمية الإعلام باعتباره شريكاً أساسياً من أجل النشر والتوعية بقضايا حقوق الإنسان، كما ننظم دورات متخصصة لمسئولي الإعلام في هذه الجمعيات حول طرق التعامل مع وسائل الإعلام بما يسهم في تثقيف المجتمع بقضايا حقوق الإنسان.