يحتفل مهرجان «كان» بمرور نصف قرن علي وفاة فاتنة السينما "مارلين مونرو " التي توفيت في الخامس من أغسطس من عام 1962، وقد تصدرت صورتها أفيش المهرجان، الذي سوف يحتل اغلفة الجرائد والمجلات في جميع انحاء العالم لمدة أحد عشر يوما، لكن لماذامارلين مونرو؟ وهي دي فيها لماذا؟ انها باختصار أهم شخصية نسائية ظهرت علي الشاشة منذ بداية تاريخ السينما وحتي يومنا هذا، قد يكون ابناء هذا الجيل لايدركون قيمتها، وقد يتساءل البعض وماذا قدمت مارلين لفن السينما، وقد غادرت الحياة، قبل ان تبلغ السادسة والثلاثين ولم تقدم من الافلام سوي عدد محدود يصل الي 30 فيلما، بعضها كان ظهورها فيه لا يتعدي دقيقة او اثنتين،ولم يذكر اسمها علي التترات، حيث كانت لاتزال تلعب ادوار الكومبارس، قبل ان تواتيها الفرصة، لتقدم دورا مهما أمام غول تمثيل مثل"بيتي دافيز" في فيلم كل شيء عن إيف. العنقاء بعدها تحولت مارلين مونرو، التي كانت تحمل في بدايتها اسم "نورما جين"، الي اسطورة أو طائر عنقاء خرافي، لا تعرف مكمن سره أو سحره، فمحاولة إخضاع أو تفسير السحر بكلمات منطقية هو عمل غير منطقي بالمرة، المهم ان تلك الفتاة البائسة التي تربت في ملجأ الايتام، وكانت تعاني مرض الوسواس القهري، خوفا من ان تنتهي حياتها بالجنون مثل والدتها، قد تحولت الي ايقونة للجمال والانوثة، وجمعت بين وجه جميل لطفلة ،وبين جسد شيطاني لامرأة تثير خيال الرجال وحسد النساء، صوتها الذي يصعب تقليده كان أسباب سحرها، جمعت في أفلامها بين الغناء والرقص والتمثيل، وقلبت موازين كانت جامدة وصارخة، وربما تكون حياتها الخاصة قد اضافت لسحرها قدرا من الغموض، وحولتها الي أسطورة مُلهمة للأدباء والمفكرين، اجتمع في حبها اثنان من أهم رجال أمريكا الرئيس جون كينيدي، الذي اغتيل بعد وفاتها بعام، وشقيقه روبرت كينيدي الذي اغتيل هو الآخر قبل ان يصل إلي حكم أمريكا، تزوجت أكثر من مرة ولكن أهم ازواجها وآخرهم، كان المفكر والكاتب اليساري آرثر ميللر الذي كان يعُرف رغم قيمته الادبية، بأنه زوج الست، وربما ولهذا السبب كان يكن لها بعض الكراهية رغم عشقه لها، وكتب عنها بعد وفاتها مسرحية بعد السقوط، ولم يكتب لها إلا سيناريو فيلم واحد هو"الغير منسجمين مع المجتمع "شارك في بطولته كلارك جيبل، ومونتجمري كليفت. التحدي حاولت مارلين أن تثبت أنها تتمتع بموهبة في التمثيل تفوق جمالها، فقبلت التحدي ووقفت أمام احد عمالقة فن التمثيل وهو "سير لورانس أوليفييه" في فيلم الأمير وفتاة الاستعراض، ورغم روعته في الأداء إلا أن سحرها فاق حضوره، وأثار غيرة زوجته فيفيان لي، وعن علاقتها القصيرة به، قدمت السينما عن فترة تصوير فيلمها في لندن "اسبوعي مع مارلين" وهو الفيلم الذي نالت عنه ميشيل ويليامز ترشيحا لاوسكار هذا العام، ومن أهم الأفلام التي قدمتها مارلين مونرو وأصبحت من أهم كلاسيكيات السينما العالمية" البعض يفضلونها ساخنة"، و«الرجال يفضلون الشقراوات"،محطة الأوتوبيس ، نهر بلاعودة، شلالات نياجرا، وكيف تتزوجين مليونيرا، وهيا بنا نحب ، وهرشة السنة السابعة، وسوف تعرض معظم هذه الأفلام من خلال مهرجان كان تحية لاسطورة السينما، بمناسبة مرور خمسين عاما علي رحيلها. أنا وأنت برنامج "نظرة ما"،هو ثاني أهم مسابقات مهرجان «كان» بعد برنامج المسابقة الرسمية، وقد تم اختيار الممثل الانجليزي تيم روث ليرأس لجنة تحكيم المسابقة، التي تضم حوالي عشرين فيلما لمجموعة من كبار مخرجي السينما العالمية بينهم الايطالي بيرناردو بيرتلوتشي الذي يقدم فيلمه" أنا وأنت"،وتدور احداثه حول علاقات انسانية معقدة، بين صبي مراهق وأسرته، فيدعي انه ذاهب في رحلة مدرسية بينما يختبئ في بدروم المنزل ، ويقيم حياة كاملة لا يعرف أبواه عنها شيئاً، أما الممثل الارجنتيني "بينكيو ديل تورو" الذي سبق أن نال جائزة تمثيل عن تجسيده لشخصية جيفارا، فهو يقدم فيلماً من إخراجه باسم "7 أيام في هافانا"،تدور أحداثه حول شاب يذهب إلي كوبا أثناء إقامة مهرجان سينمائي هناك، بحثا عن الشهرة ويتسلل الي عالم رجال الاعمال، والطريف ان المخرج الصربي الشهير امير كوستاريكا يظهر في الفيلم كممثل لأحد الأدوار المهمة، وبعيدا عن السينما الهندية التي نعرفها، يقدم المخرج" آشيم أهلوولايا" فيلم "الآنسة الجميلة" وتدور احداثه في أزقة وحواري بومباي، بين الطبقات الدنيا التي يسعي ابناؤها للبحث عن فرص أفضل للحياهة فيتورطون مع رجال العصابات وتجارة المخدرات، بينما يقدم المخرج التركي" فاتح أكين "فيلما تسجيليا عن سنوات الاربعينات في اوروبا، وخاصة بعد اثناء الحرب العالمية الثانية، اما المخرج الفرنسي ألان ريسناس فيقدم فيلما لن يمكنك أن تري مثله مرة اخري ويشارك في بطولته الممثل المخضرم ميشيل بيكولي مع ماثيو أمارليك، ويعتبر الفيلم الكندي "لورانس علي اية حال" من أكثر أفلام مسابقة برنامج "نظرة ما"جرأة وغرابة حيث يدور حول قصة حب مستحيلة بين امرأة ورجل متحول أي أجري جراحه لتغيير جنسه!