أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة للفيلم القصير    نادية الجندي وفيفي عبده وسوسن بدر ضمن حضور حفل ذكرى تحرير سيناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتب عن نجيب الريحاني غياب راقصة الاستربتيز.. صنع كشكش بيه
نشر في القاهرة يوم 10 - 04 - 2012

صدر الأمر برفت نجيب الريحاني من فرقة جورج أبيض وسلامة حجازي بحجة عدم لياقته للتمثيل بالمرة. أكدت إدارة الفرقتين في قرار رفتها أن الريحاني لن يفلح في التمثيل، ولن يكون في يوم من الأيام ممثلا، حتي ولو كان ثانويا!" كيف وقع الريحاني علي شخصية كشكش بيه؟ وكيف قدم واحدا من أعظم الأفلام الاستعراضية العربية؟ تغلبت الفرقة علي عطالتها باختيار مسرحية "خلي بالك من إميلي" وفيها يقوم الأب بوشيه بتسهيل ممارسة ابنته البغاء. بادر صاحب المسرح الريحاني "الراجل بوشيه ده مسخرة خالص. مين مثل دور العجوز ابن الكلب ده مسيو نجيب؟"، وكان نجيب نفسه هو الذي مثلها! دعا الريحاني تلافيا لثورته إلي سهرة باذخة ثم استأذن للذهاب إلي دورة المياه وانصرف تاركا الريحاني المفلس يدخل السجن. رفعت شخصية كشكش بيه أجر الريحاني من 40 قرشا في ليلة العمل إلي 27 جنيهاً في الشهر، وهو أعلي راتب وصل إليه ممثل في ذلك الوقت. جمعه المصعد مصادفة مع ليلي مراد فبادرها "أملي أن أمثل فيلما معك قبل أن أموت يا بنتي".. مثلا الفيلم ثم مات فعلا. ............................... استغنت شركة سكر نجع حمادي عن نجيب الريحاني وأعطوه ثلاثة أشهر مكافأة تعويضا لنهاية الخدمة فعاد إلي القاهرة عام 1914 موسرا يحمل في جيبه 70 جنيهاً.. أنفق معظمها، كعهده، في الصعلكة الفنية علي مدار أيام، ولما ذهب لمشاهدة رواية "أوديب الملك" لجورج أبيض قصده سليم أبيض: "إيراد الفرقة خسع خالص.. والليلة لازم الممثلين يقبضوا القسط، والإدارة مش لاقية تقبضهم.. في عرضك يا نجيب بيه خمسة وعشرين جنيه بس، ندفع منهم قسط الممثلين وتأخذهم بعد يومين. يومين اثنين بالعدد، وأخويا جورج ضامن يا نجيب بيه".. أخذت الحمية الفنية نجيب فأقرضه ما تبقي معه. لكن المماطلة في السداد طالت، حتي اتفق سلامة حجازي مع جورج أبيض علي تكوين فرقة مسرحية، وعرضا علي الريحاني الانضمام إليها، ليحصل علي نقوده، فوافق. قدمت الفرقة رواية "صلاح الدين الأيوبي".. كان جورج أبيض يقوم بدور "قلب الأسد" بينما اختاروا لنجيب دورا صغيرا هو دور ملك النمسا، كل ما يفعله أن يقف من جورج موقف المبارز في أحد المشاهد.. استعد الريحاني جيدا للدور، ولما كان لا يتكلم إلا كلمتين والله يحب المحسنين فقد أمعن في تقليد شكل ملك النمسا نفسه. جاءت النتيجة ملكا مبهدلا، أقرب إلي موظف الأرشيف منه إلي الملك الحقيقي. ولم يكد يطل علي الجمهور فوق المسرح، حتي ارتفعت لوثة من الضحك، أثارتها ملابسه المزركشة المذهبة. دخل جورج أبيض ثائرا شاهرا سيفه يصرخ: ويل لملك النمسا من قلب الأسد. "ولكن ويل ايه وبتاع ايه- كتب الريحاني- فوجئ بمظهري وتبخرت حماسته وانطفأت شعلته وأحسست أنه يغالب رغبة ضحك عاصفة تكاد تسقطه من طوله. كل ذلك وأنا أقف مكاني لا أبتسم ولا أخالف طبيعة الموقف. لم يرتح زملاء الفرقة آنئذ لنجاحي، ولم يطب خاطرهم إلا بعد أن صدر الأمر برفتي، بحجة عدم لياقتي للتمثيل بالمرة. وتفضلت الإدارة المحترمة وأكدت في رفتها أن الريحاني لن يفلح في التمثيل، ولن يكون في يوم من الأيام ممثلا، حتي ولو كان ثانويا! وبعد هذه الشهادة البينة سُدت في وجهي الأبواب وضاقت السبل، فلم أجد طريقا أسلكه لكسب العيش". أب يسهل ممارسة ابنته البغاء راحت فرقة "الكوميدي العربي" تتشكل من المتمردين علي جورج أبيض: عزيز عيد، أمين عطا الله. أمين صدقي، استيفان روستي، حسن فايق، روزاليوسف، عبداللطيف جمجوم... ووجد الريحاني طريقه إليها.. لكن الغاغة الجديدة كانت- مع ضيق ذات اليد- فرقة مع وقف التنفيذ، فكل ما كان يفعله أفرادها هو الجلوس علي المقهي يوميا، من طلعة النهار وحتي اقتراب آذان الفجر! استغرب الخواجة صاحب المقهي هذه العطالة، ولما عرف أن مشكلتهم عشرة جنيهات قرر إقراضهم إياها- مقابل مشاركتهم كمدير مالي- لتبدأ الفرقة في تقديم أعمالها. وعلي غير رغبة الأغلبية التي اقترحت البعد عن وجع الدماغ، وتوزيع الجنيهات العشرة علي العاطلين الشرقانين، تجنبا لخسارة الجلد والسقط و...، تم اختيار مسرحية "خلي بالك من إميلي" من تمصير أمين صدقي، لتقديمها علي مسرح "دار التمثيل العربي". وفيها يقوم الأب (بوشيه) بتسهيل ممارسة ابنته (إميلي) البغاء.. أعطي عزيز عيد الريحاني دور "بوشيه"، إذ رأي أنه يتطلب قدرا من الشذوذ وخفة الظل، فاعتذر الريحاني طويلا.. لكن عزيز عيد أصر. وساعتها فكر نجيب، لأنه كان في حاجة إلي الملاليم التي يقبضها كل يوم حتي يأكل، هي مرة والسلام. ومادامت ساقطة ساقطة فلماذا لا أغامر.. "خليها سقوط بشرف. اقتحمت المسرح ورحت أؤدي الدور. ولشد ما كانت دهشتي حين سمعت أرجاء الصالة تضج بالضحك ويتجاوب التصفيق جوانبها. لم أصدق أنني أنا الذي أنتزع كل ذلك، ورحت أتلفت حولي لعل في الأمر ممثلا آخر". قابل صاحب القهوة الريحاني بعد انتهاء العرض، وكان يفهم أنه أحد كبار عواطلية فرقة "الكوميدي العربي"، ولا يدرك أنه قد مثل في "خلي بالك من إميلي".. بادره بعربيته الخوجاتي: "ياسلام. دي خاجة تمام. خاجة خلوة. الراجل بوشيه ده مسخرة خالص. أيه ابن الصرمة ده". ثم استطرد سائلا الريحاني: "مين مثل دور خنزير عجوز بوشيه ابن الكلب ده مسيو نجيب؟". وفي اليوم التالي كان الخواجه قد عرف أن بوشيه ليس إلا الريحاني نفسه، ومن ثم اندفع يضاعف تهنئته، ويعتذر عن السباب الذي اقترن بإعجاب الأمس. ودفعت الحاجة إلي الملاليم الريحاني، بالذات مع نجاح دور "العجوز ابن الكلب بوشيه"، إلي قبول تمثيل مسرحية جديدة مع الفرقة، هي "القرية الحمراء".. لكنه طلب من عزيز عيد عندئذ أن يضع اسمه علي الإعلانات وواجهة المسرح مثل الممثلين المخضرمين. ولما غضب عيد ورفض قال الريحاني لنفسه "سيبك ياولد بلا فرقة بلا دياولو.. ومادامت ميتة ميتة فأشرف لي أن ابتعد عنها وأريح نفسي من قرفها".. ترك الفرقة في مايو 1916 وعاد إلي الدوام في المقهي مع الكومبارس والممثلين العاطلين الذين ينتظرون أمر استدعاء من هنا أو من هناك. وكان قد مر ما يقرب من الشهرين والريحاني يجلس مفلسا كالعادة في "بوفيه تياترو برنتانيا"، كما أطلقوا علي القهوة، حين دخل وجيه تبدو عليه أمارات الثراء، وجلس إلي جواره.. كان يرتدي سترة فاخرة ويمسك عصا ذهبية المقبض وفي إصبعه خاتم يلعب شعاعه بالنواظر. هم نجيب بالالتفات عن بحلقته فيه متحسرا، لكن ذاك أخرج من جيبه علبة سجائر فضية فاخرة، وفي حركة أرستقراطية متعالية ناوله سيجارة!! دقق الريحاني في خلقة صاحب الحركة المسرحية فاكتشف أنه إستيفان روستي، زميل العناء والشقاء الذي كان- بالأمس القريب- يشتهي مثله سيجارة ماركة الحملي. "إيه يا ولد النعمة اللي طلعت علي جتة اللي خلفوك دي؟ منين العز ده كله؟ تكونش سطيت علي خزينة البنك الأهلي، ولا قتلت واحد بنكير ولطشت اللي في جيبه". استربتيز دي تريت أبلغه استيفان أنه وجد عملا في كباريه "ألابيه دي روز" خلف مسرح برنتانيا، وأنه يتقاضي منه 60 قرشا كل مساء. "نهار أبوك زي الكرمب.. يعني قد ماهية العبد لله في شهر، إذا كانت الحالة رايجة كمان". ران الصمت برهة قبل أن يعاود الريحاني السؤال: "وبتشتغل أيه في الكباريه؟ ترقص والا تدق صاجات؟" ومع تمنع استيفان وصمته استطرد نجيب: "أم تراك تعمل جرسونا يقدم الويسكي للسكاري والمخمورين؟". - لا هذا ولا ذاك ولا ذاك. أنا أمثل. "تمثل أيه في كباريه؟" - حين تطفأ أنوار الصالة أقوم ببعض الحركات الهزلية خلف ستار من الشاش.. فيظهر خيالي عليه أمام الجمهور. - ومن خلف الشاش ليه؟ - أهو كده وخلاص. - يعني قصره بتشتغل مهرج؟ - سمها ما شئت. - لكن سمعة هذا المكان لا تليق بكرامة الإنسان؟! - أنا مالي ومال هذا الكلام الفارغ. أنا راجل أشتغل من "وراء الستار" ولا حد عرفني ولا حد شافني. ثم أني لا أتواجد في الكباريه إلا ربع ساعة كل ليلة، ألهف الستين صاغ ولا من شاف ولا من دري. - يا خيبة بختك يا استيفان. يا خيبة أملي فيك. كباريه يا إستيفان؟ وحركات هزلية وتهريج عشان تضحك السكاري والمخمورين؟ هل هذه هي نهاية المطاف أيها الفنان العظيم؟ صمت نجيب، وسط عطالته وفلسه يفكر في حواره مع روستي، ليلفه إحساس غامر بالانكسار والقهر.. مر بائع السميط، وكان الجوع يعضه فاتجهت يده لا إراديا إلي جيبه، فإذا بها تخرج بيضاء. "كان الفلس ضاربا أطنابه بشكل يدفع الواحد لأن يبيع هدومه". فكر أن يطلب سميطا أو قرشا أو قروشا من مهرج الكباريه، لكن نفسه لم تطاوعه. تجهم برهة قبل أن ينفجر في ضحك هيستيري موجع، ومال علي استيفان هامسا: "لكن مفيش عندكم شغلة لواحد زيي؟". "هو فيه بس..." انفلت لسان استيفان قبل أن يعاود الصمت. - بس ايه.. خرست ليه؟ اتكلم. - الخواجة سألني علي ممثل يعمل دور. رد استيفان قبل أن يلوذ بالصمت من جديد، عن قصد، ليستحثه نجيب في لهفة: "ما تكمل يا بجم". - أصله دور لا ينفعك. - لماذا.. دور إيه؟ - يعني حاجة مش قد المقام كده يا نجيب. مش معقول يليق بك. ارتفع صوت البائع: "السميط. الكحك الابيض. المقرمش. أبو دقة" فراحت عصافير بطن نجيب تصوصو، فصرخ: "مقام مين يا عم. هو احنا بقي لنا مقام. قول. أنا مستعد لأي دور.. خدام. سيد. باشا. بيه. أفندي. صعلوك. حرامي. صايع. واحد مش لاقي اللضا.. أي دور أنا قابل.. ثم اني مش طمعان إلا في نص ريال في الليلة، ويبقي كويس. وثمانية صاغ كمان رضا. - قلت لك الدور لا ينفعك. - انت مالك.. حتي لو كانوا عايزيني أعمل دور رقاصة! انطق يا جدع أنت دور أيه. - دور صبي للمهرج.. يتلعبط ويتسلبط ويتشقلب وينضرب ويتنطط و... . صاح نجيب: "وماله أنا موافق". - خلاص بكرة نروح للخواجة. صوت "الكحك الأبيض" مازال يتعالي. - وبكرة ليه؟ يالله بينا دلوقت حالا. علي بكره يمكن يلاقي ميت واحد يعملوا الدور. ذهبا للخواجة روزاني صاحب الكباريه، وقدم استيفان الريحاني علي أنه ممثل كبير مشهور.. يشتغل في فرق جورج أبيض وعزيز عيد و... . "آسف. آسف خبيبي". ثم متوجها إلي الريحاني: "مسيو نجيب احنا مش عاوزين ممثل كبير مشهور. أنا عاوز ممثل غلبان علي قد حاله. ممثل كلشنكان (كل شيء كان)، لأن الدور مش مهم". لم يكن الخواجة قد أكمل ما يقول حتي ارتفع صوت نجيب متوسلا: "أنا ممثل غلبان، علي قد حالي، لا كبير ولا شهير.. ده استيفان بس كان بيحلي البضاعة". "علي أي حال خبيبي يخلي ما يخليش أنا مش أدفع غير أربعين قرش". اعتقد نجيب أنه يقصد الراتب الشهري ففكر أن يساوم، ليرفعها علي الأقل إلي قرشين في اليوم، كما كان نصيبه أيام رواج فرقة "الكوميدي العربي"، لكنه فوجئ بالخواجة يكمل "كل ليلة". هز نجيب رأسه وهو لا يصدق نفسه، وغمز لاستيفان بإشارة ذات معني، فبادر هذا ومد يده يطبطب علي كتف الريحاني: "معلش مسيو نجيب من أجل خاطري إقبل، ومسيرها تتعوض وأنت تشتغل معنا". والتفت إلي الإجريجي: "مسيو نجيب سيوافق لاجل خاطرك يا خواجة. أربعين قرش أربعين قرش زي بعضه". قال الخواجة "ما دام اتفقنا خذه لمدموزيل ليليان يمضي العقد". وبدأ نجيب يمثل، وراء الستار، دور صبي المهرج استيفان روستي، ويقدمان نمرتهما في وقت واحد مع نمرة راقصة الاستربتيز دي تريت، التي تخلع ملابسها، بحركات خليعة، قطعة قطعة، ثم ترقص كما ولدتها أمها، وسط نشوة الجمهور اللاهث، الذي يلتهمها لكن من وراء الشاشة إياها طبعا. وحي شبح الإفلاس مرت الأيام واستلقي الريحاني علي فراشه مقهورا لا يجد النوم إلي عينيه سبيلا.. هل يعود مرة أخري إلي الجلوس علي المقهي مع الكومبارس والممثلين العاطلين الذين ينتظرون أمر استدعاء شارد من أي فرقة. غابت راقصة الاستربتيز دي تريت عن ملهي "ألابيه دي روز" وخرج استيفان روستي مع الريحاني ليقدما اسكتشاتهما حاف دون تعر خليع.. ورغم وجود الراقصات الأوروبيات نصف الكاسيات نصف العاريات بات المتفرجون ينتهزون فرصة البدء في التمثيل فيديرون ظهورهم للمسرح، ويتحدثون الواحد مع الآخر، هازلين مصفقين ضاحكين، تاركين استيفان وفرقته يمثلون للمقاعد. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، إذ أخذ الحال يتدهور، ومع اطراد الانحدار بات الخواجة روزاني صاحب الملهي علي شفي الإفلاس، ففكر جديا في إغلاق الملهي. وكلّ الجميع في استمهاله النطق بالحكم القاتل بعض الوقت لعل وعسي. داهم الريحاني شريط تجاربه المرة، يلفه القنوط من أن المرارة لم تترك للحلاوة الفرصة إلا نادرا. رواية
"صلاح الدين" والإدارة المحترمة التي تفضلت وأكدت في رفتها أن الريحاني لن يفلح في التمثيل! ودور الأب بوشيه الذي يقوم بتسهيل ممارسة ابنته البغاء.. كان يحس بأنه سيفشل في أداء الدور علي اعتبار أنه ممثل تراجيدي ليس له في الكوميديا. .................................. كم كانت السعادات صغيرة، وعلي قلتها وسط طوفان المرارات كانت تبعث ومضات الحياة، ومن سخريات القدر أنها أتت دوما من التهريج والكوميديا، بعيدا عن التمثيل التراجيدي الذي خلق له. لكن من أين جاءه هذا الاعتقاد الجازم في قدراته التراجيدية. ألا يمكن أن يكون الأمر واحدة من عقده؟ لماذا لا يتوجه إلي الكوميديا توجه الراغب المقبل وليس المضطر النافر؟ دفعت الحاجة إلي ملاليم التمثيل الريحاني إلي قبول المشاركة في مسرحية "القرية الحمراء" مع فرقة "الكوميدي العربي".. وأسند إليه دور شيخ الغفر ولعزيز عيد دور عمدة كفر البلاص المولع بالنساء والخمر والمخدرات وجمع الذهب والفضة.. يرتدي العمدة الجبة والقفطان والعمة، ويربي لحيته ويدير مسبحة في يده، لكنه مجرد شيطان يرتدي مسوح الأتقياء، يغتصب ابنة شيخ الغفر، و... . آنئذ تمني نجيب لو لعب هو دور العمدة. ولا يدري الريحاني لماذا لم يستطع في تهويمه مع الذكريات تجاوز ليلة المنصورة المشئومة، التي لم تنطو علي أي نجاح أو حلاوة، بل وقادته أيضا إلي السجن. كان أحمد حافظ قد اقترح علي فرقة "الكوميدي العربي" وسط ضائقتها المالية تقديم عروض في المنصورة، وأكد أنه يضمن لها هناك إيراد لا يقل عن ستين جنيها في الليلة. تجشمت الفرقة العناء والمصاريف واقترضت أجر السفر و... . وكانت المفاجأة المذهلة عدم تجاوز الإيراد أربعة جنيهات. لما انتهي العرض هام الريحاني في المدينة يتضور جوعا ويندب الحظ النحس ويبكي خيبة الأمل، ويلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه، واليوم الذي تعلق فيه بحب الفن، والمسرح الذي أوصله لهذا الضياع والبؤس والجوع.. اشتري بالملاليم التي كانت معه سميطة، ولما استغرب البائع طلبه "حبة دقة" وراح يوري بالمناداة علي البيض والجبنة الرومي و...، بادره نجيب بأنه زهق من أكل المشمر والمحمر وليس البيض والجبنة الرومي فقط، ويريد أن يأكلها بدقة هذه الليلة. مضي وحيدا علي نيل المنصورة يقضم لقيمات سميطته ويجتر أحزانه وخيبته، وإذا بأحمد حافظ سبب المصيبة يقف أمامه وجها لوجه، بعد أن هرب بجلده من المسرح، قبل أن يمزقه أعضاء الفرقة إربا.. كاد الريحاني يفتك به. استرضاه حافظ بدعوته علي سهرة، يأكل فيها المشمر والمحمر بدلا من السميط والدقة، بل ويستمتع بالذي منه في أحد كباريهات المنصورة. كان الكباريه مكتظا بأصحاب المزاج، معظمهم من أثرياء الريف والعمد. صدم الريحاني وهو يري انغماسهم في اللهو. ولفت نظره أحد العمد وسط عدد من الغانيات، يغدق عليهن ببذخ.. باع القطن وجاء بثمنه ليبدده علي الراقصات بسفه. تحسر الريحاني علي حظ الفرقة التي لم يتجاوز إيرادها أربعة جنيهات، بينما تهدر مئات الجنيهات بلا حساب تحت سيقان الغواني. وكانت ليلة الريحاني هذه ليلاء، إذ انتهت في السجن، حيث استأذن حافظ قرب نهاية السهرة ليذهب إلي دورة المياه، وانصرف تاركا الريحاني المفلس يحاسب علي فاتورة السهرة، ولم يكن أمام صاحب الملهي إلا استدعاء البوليس، الذي اصطحبه إلي السجن... . تعاليلي يا بطة مع شريط الذكريات التي تغلب عليه الكآبة نعس الريحاني. لكن لاح له في الفجر، دون أن يعرف إن كان نائما أم مستيقظا، خيالا كالشبح يرتدي الجبة والقفطان وعلي رأسه عمامة ريفية كبيرة. عمدة كفر البلاص بعينه، وإن كان قد انتقل من المنصورة ليصهلل علي مسرح ملهي الخواجه روزاني! نهض من فراشه مع هاتف غريب يسر له: "وتتمني دور عمدة القرية الحمراء ليه. أنت تعمله".. أيقظ أخاه الصغير، وراح يمليه: «اسكتش تعاليلي يا بطة» من تأليف نجيب الريحاني.. تملي الأخ شقيقه الأكبر فاغرا فاه في استغراب ودهشة. بتبحلق لي كده ليه اكتب من أول السطر.. "عمدة من الريف وفد إلي مصر، يحمل الكثير من المال فالتف حوله فريق من الحسان أضعن ماله، وتركنه علي الحديدة، فعاد إلي قريته يعض بنان الندم، ويقسم بأغلظ الأيمان أن يثوب إلي رشده". قرر الريحاني أن يقدم علي مسرح "ألابيه دي روز" عمدة كفر البلاص المولع بالنساء والخمر والمخدرات، يرتدي الجبة والقفطان والعمة، ومفيش حد أحسن من حد، ولا الحوجه إلي عزيز عيد، أو الحلم بتقديم عمدة "القرية الحمراء". في رحلة مكوكية عبر ذكريات يوم المنصورة راحت ملامح الشخصية تتري. "العمدة يحشو جيوب قفطانه بالأوراق المالية من فئة المائة جنيه، التي جمعها من بيع محصول القطن، ويتوجه بثروته إلي كباريهات شارع عماد الدين، ليشاهد الاستعراضات ويلعب حواجبه التي لا تستقر ولا تهدأ.. تظل طالعة نازلة تراقب وتداعب الجمال في كل ناحية، وتهتز بعنف كلما شاهد رجرجة أرداف الراقصات. وبعد أن طار عقله من الويسكي والمخدرات، يخلع الجبة ويتحزم بشالها علي قفطانه المحزق زاهي الألوان، ويشارك الراقصات علي واحدة ونص، فهو كشكش أبو وسط زمبلك. تلتف حول العمدة فاتنات الكباريه، ويلهفن ماله ويصبح علي الحديدة، ويعود إلي قريته وهو يعض بنان الندم". لكن كيف يتصور أن "مفيش حد أحسن من حد"؟.. إنه يستطيع ألا يقدم العمدة حاف، كما فعلت فرقة "الكوميدي العربي"، بل بإمكانات "ألا بيه دي روز" الراقصة الخليعة، وعلي النحو الذي يعجب الرواد أكثر. هكذا داعب خيال الريحاني "عرض سوبر" محلي بالموسيقي والاستعراضات والذي منه، بالذات ومن ستلعب دور البطولة الممثلة المغنية الراقصة الفرنسية المتألقة لوسي دي فرناي.. وكل ذلك مما يتيح ما لم تحققه مسرحية "القرية الحمراء" من نجاح. اختمرت الفكرة تماما في رأس الريحاني فنادي شقيقه توفيق وراح يشرحها له طالبا مساعدته. - وكيف أساعدك؟ - تشتري لي جبة وقفطان وبلغة وعمامة كبيرة مثل التي يرتديها عمد الريف. - ومن أين أشتري كل هذا؟ - هذا كل ما معي من نقود خذه، وأكمل من معاك إذا لم يكف. وسأرد لك ما دفعت حين ميسرة. - لكن من أين أشتري ومتي؟ - عليك فورا بسوق الكانتو فأنا لن أذهب إلي المسرح اليوم إلا ومعي عدة الشغل هذه. وهو يعرض بضاعته علي الخواجة روزاني صاحب ملهي "ألابيه دي روز" رجاه تأجيل النطق بالحكم القاتل بضعة أيام، فقد تكون فكرته الداء الشافي من الكساد. وافق الخواجه بشرط إعدامه علي المسرح في التياترو حال الفشل. يا قاتل يا مقتول يوم افتتاح الرواية جلس الريحاني أمام المرآة يصنع مكياجا لنفسه ويضع للمرة الأولي "ذقن كشكش بك"، وفجأة أحس أن الرواية التي ألفها ولحنها وسيمثلها مثلا أعلي في السخف، وأن الفشل هو المصير، وبات يسمع لعنات الجمهور لخاشه هو المؤلف والمخرج والملحن.. وبينما راح يكرر لنفسه يا وقعتي يا أنا، وقدماه لا تستطيعان حمله.. وجد الستار يفتح فجأة.. عادته ذكري الأرصفة التي نام عليها والسجن الذي دخله و... ولم يكن أمامه إلا أن يواجه مصيره. اقتحم المسرح بجبته وقفطانه يا قاتل يا مقتول. ولم يدر بنفسه إلا وقد انتهي التمثيل فخلع ذقنه وتسحب للهرب من المسرح، رافعا ياقة معطفه، يخفي بها جانبا من وجهه عن العيون.. تسلل علي مهل متخذا طريقه إلي الخارج، وفي اللحظة التي كاد يسلم فيها ساقيه للريح عند الباب وجد ليليان، وكيلة الملهي تناديه. كبل الخوف قدميه فجمد في مكانه دون حراك "أخ جالك الموت يا هارب من الإعدام في التياترو". راحت الفتاة تهنئه وهي تبتسم مدعية الحبور والانشراح. "أليس في قلوب هؤلاء الناس رحمة. أهذا وقت التأليس والتشفي. ألا يكفي التهزيئ التام والموت الزؤام". جذبته ليليان من يده فمشي خلفها متثاقلا مقهورا، ليجد نفسه وجها لوجه أمام عشماوي/ الخواجة روزاني. انكمش علي نفسه متصورا أنه سيقبض روحة عقابا علي الإفلاس الفشل. لكن هذا استقبله إمعانا في التعذيب هاشا باشا فاتحا ذراعية. - أنا ما كنتش أظن أبدا انك ممثل عظيم بالشكل ده! قد ايه انت هايل هايل. تمالك الريحاني نفسه لوهلة ولاح له خاطر قبض آخر غير قبض الروح، فوجد نفسه يصيح: - العفو يا خواجتنا. بس ايدك علي جيبك بقي واتحفني بالريالين الفينو الله يطمنك. وضع الرجل يده في جيبه وأخرج، بدلا من أجر الريحاني المعتاد، ستين قرشا ناولهم إياه وهو يقول: "أنت ماهيتك من النهاردة هتبقي كده". كشكش بيه بعد كشكش بيه "تعاليلي يابطة" جاءت المسرحية الثانية بعنوان "كشكش بيه وشيخ الغفر زعرب" لتنجح نجاحاً مدوياً فيقرر الخواجه روزاني إعطاء الريحاني 5 % من الدخل إضافة إلي الستين قرشا اليومية. ومع دوام الازدهار وصل الإيراد اليومي من 30- 40 جنيهاً، وعمل الريحاني علي كتابة مسرحية جديدة كل أسبوع، مما أصابه بالهزال، فسعي الخواجة روزاني إلي الحفاظ علي الديك الذي يبيض ذهبا، وعرض عليه أن يختار مساعداً فاختار أمين صدقي. وارتفع راتب الريحاني إلي 27 جنيهاً في الشهر وهو أعلي راتب وصل إليه ممثل في ذلك الوقت... . من ساعة "تعاليلي يابطة" وقع الريحاني علي الشخصية الهزلية التي صنعت مجده. شاعت أدوار: كشكش بك، وكشكش بك في باريس، ووصية كشكش بك، و... . وأخذ اسم كشكش بك ينتشر ويسري مسري الكهرباء، حتي جري علي كل لسان في الدور والقصور والميادين والأزقة. ولم يعد أحد في مصر كلها، قاصيها ودانيها، لم يردد هذا الاسم، بل ولم يبتسم حين يطرق الاسم سمعه. وليت الأمر وقف عند حدود مصر. صار كشكش بيه أشهر من الريحاني، ومن عجب أنهم كانوا يقولون للريحاني في بعض جولاته الخارجية في سوريا والبرازيل و... "أنت كشكش بيه؟ بلا معر.. قول يا باسط ولا داعي للكذب"، ويدعونه أينما كان لرؤية كشكش بك الأصلي الذي يضحك طوب الأرض، منذ زمن بعيد، في بلادهم. شاهد بروفات غزل البنات ثم مات وبعد انطلاقة كشكش بيه تواصلت مسيرة الريحاني الصاعدة.. كان يقيم بنفس العمارة التي تقطنها ليلي مراد، وذات مساء جمعهما المصعد مصادفة، فبادر العجوز المحنك النجمة الطالعة المتألقة: "أملي أن أمثل فيلم معك قبل أن أموت يا بنتي". لحظتها طارت ليلي من الفرح، وبادرت بإبلاغ زوجها بكلام الريحاني، وبأنها كانت تتوق دوما للتمثيل مع قمة مثله، لكن العقبة هي القصة التي يمكن أن تجمعهما مع فارق السن. وكان أنور وجدي من النوع الشاطر فظل يتصور الاحتمالات، ولم ينم ليلته حتي وصل إلي تصور للقصة: "مراهقة في الثانوية تتلاعب بعواطف أستاذها العجوز حتي يقع في حبها. لكنه يقنع في النهاية بتركها لشاب مثلها تحبه". تراجيكوميك من النوع الذي يحبه نجيب. وما إن أشرقت الشمس حتي كان أمام الريحاني وبديع خيري يعرض الفكرة عليهما. أودع الريحاني مع بديع خيري خلاصة خبرتهما المديدة في معالجة قصة أنور وكتابة الحوار لها، وربما لم يتحقق التراجيكوميك "الريحاني" من قبل بمثل البراعة والتوازن، كتابة وتمثيلا واستعراضا، عبر تاريخ السينما المصرية كله، كما حدث في "غزل البنات". والغريب أن نجيب الريحاني مرض في نهاية الفيلم، وأكمله بصعوبة بالغة، ليموت بعده مباشرة، وكان "غزل البنات" هو الذروة التي ما بعدها ذروة في مسيرته كما في مسيرة ليلي مراد، وواحد من الذري النادرة بين الأفلام الاستعراضية العربية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.