عندما تأتي تجارب الفن لتطرح وعياً جمالياً مغايراً يبحث عن حرية البوح وحرارة المعرفة.. يقبل التساؤلات ويعيد ترتيب العلاقات ليشتبك مع الهزائم والانكسارات فاننا نصبح أمام مواجهة حية لبشاعة الحقيقة المراوغة التي تسيطر علي وجود محكوم بالمؤامرة وجموح السلطة وأشباح الخيانة والموت. في هذا السياق يقدم المسرح القومي عرض «في بيتنا شبح» الذي جاء كاختراق لظلام الليالي الباردة وقرار بفض بكارة الصمت واتجاه نحو إدانة الردة والجهل، فقد كتب المؤلف المثقف لينين الرملي قطعة مسرحية رفيعة المستوي مسكونة بالمشاعر الإنسانية والأبعاد النفسية مشحونة بالرؤي السياسية والوجودية باللمحات المثالية والواقعية وعلاقات الحب والجنس والدم والحرية وظلت الحالة المسرحية تموج بأسرار سحر غامض يحولها إلي وجود فني ينتفض بالنبضات الجريئة والضربات والاندفاعات الباحثة عن أقصي أشكال الوعي والمعرفة، إنها باختصار تكثيف لمفهوم التناقضات المتوازنة والهارمونية المدهشة بين الدراما والواقع حيث الحقيقة والخيال، الوهم والسياسة.. والفكر وعذابات سقوط الإنسان. يتساءل لينين الرملي في كتيب العرض.. هل الأشباح حقيقة أم خرافة؟؟ هل يحيا الذين ماتوا ويظهرون لنا؟؟ سؤال قديم يتجدد أبداً. في بيتنا تظهر الأشباح ولا تختفي.. تصول وتجول وتعربد وتحكم الأحياء كأنها لا تسكن معنا وانما تسكن فينا حين نفكر في الرحيل تكون هي أول ما نحمله في عفشنا الذي نأخذه معنا أينما ذهبنا حتي أن الأحياء يسأل وهو يتحسس رأسه: هل نحن حقيقة أم خرافة؟ فتضحك أشباح الموت.. اضحك معهم لو شئت أو.. تحسس رأسك؟ من المؤكد أن الأشباح تظهر في وطننا ولا تختفي.. تصول وتجول في العقلية العربية، تعربد في لياليها وتحكم نهاراتها ترتد بفكرها إلي زهايمر الشيخوخة ليصبح الأحياء في بلادنا خرافة وأشباح الموتي هي الحقيقة الكبري في زمن اختزال الوعي واختناق العلم وموت المعرفة، وهكذا تصبح المسرحية هي مفارقة درامية أخاذة.. تمتد من ارتعاشات الذات إلي أحضان الوطن من انقسامات الوعي إلي مراوغات السياسة ومن براءة الحب إلي موجات البغاء ودعارة الفكر. جماليات الدهشة مخرج هذه المسرحية هو الفنان عصام السيد الذي أثار الجدل والتساؤلات حول جمالياته الثرية المدهشة ورؤاه المسكونة بالوعي والوهج والخيال حيث البساطة والرشاقة وإيقاعات التوتر والتصاعد والإدراك المتميز لوقائع اللحظة التاريخية الفاصلة التي تفرض وجوداً فنياً يقاوم تيارات مصادرة العقل المصري، فقد امتلك المخرج حساً فنياً شديد الرهافة يكشف عن نضج ثقافي أخاذ، تبلور عبر احلالة المسرحية التي تجاوزت زمنها الخاص لتشتبك بحرارة مع إيقاعات النفي والاغتراب والغياب وتصبح قصيدة عشق ناري ثائر تترك في الأعماق أثراً صادماً.. ظالماً يدفعنا إلي رفض أحكام زمننا الوحشي بإعدام الحرية واستلاب الروح والكيان والهوية. سياق ممتع تدور الأحداث في سياق ممتع ومثير التفاصيل والشخصيات تبدو قريبة منا، نعرفها وتعرفنا، تتردد أصداؤها في تفاصيل البيوت والحكايات اليومية واللحظات الأولي تبعث موجات الدفء والتواصل فتدوب نقاط الوهم الفاصلة بين المتلقي وما يجري علي خشبة المسرح وتشاغبنا التساؤلات الباحثة عن حقيقة لحظة الفن الافتراضية التي تذوب في حرارة الحياة ومواجهات الوعي وعذابات الأعماق. تكتمل أبعاد التشكيل السينوغرافي الأنيق عبر الخيال الذي يبعثه الحوار الرشيق، فنحن داخل بيت آدم البيت الكبير الذي عرفته مرسي مطروح منذ مائة عام، الربوة العالية تمنحه سحراً وتفرداً وجمالاً وعناق البحر والشمس والضوء كان قصيدة اسطورية تعزف علي أوتار الروح وتغني للوطن والعشق والحرية هكذا يتحول بيت آدم إلي استعارة جمالية صاخبة تموج بمعني البدء والخصب وجموح الحياة، وتصبح تفاصيل المكان حاضرة بقوة في أعماقنا برغم غيابها الموضوعي وعبر إيقاعات الجدل البصري والحركي يشهد بيت آدم حركة غير عادية تقلق حارسه العجوز المنحني الذي يري ويسمع ويعرف الأسرار والتفاصيل، لكن الصمت الطويل أصابه بالخرس فقد سافر آدم إلي سويسرا وترك البيت الجميل مهجوراً، يعتني به الحارس ويروي حدائقه وأزهاره. يأخذنا ضوء الشموع ورمادية الأتربة إلي لحظة وجوية مدهشة يشتبك فيها الموت والحياة مع الماضي والحاضر والسياسة والمجتمع، تلك اللحظة التي يجتمع فيها أحفاد آدم ليفتحوا وصيته ويرثوا البيت الكبير، وفي هذا السياق تتضافر خطوط الحركة مع الضوء والموسيقي وتشهد خشبة المسرح تيارات من الجدل تبعثها طبيعة شخصيات الأحفاد التي ترسم ملامح وجودنا بأسلوب يبدو شديد البساطة، لكنه عميق التأثير والدلالة يكشف عن تناقضات الاندفاع نحو المجهول ويظل البيت الكبير وأحلام الثروة القادمة هما الحل السحري لاشكاليات هؤلاء الباحثين عن الأهواء والمصالح، فقد كان «عزبك» رجل الأعمال والاستثمار مثقلاً بالقروض والديون، يعيش عالمه الخاص لا يمتلك مشاعر حقيقية ولا يرغب في التواصل مع عائلته، أما الصحفي الشهير حازم فهو مشدود إلي التفاصيل باحث عن التوازنات، يشاغب السياسة والسلطة بحذر، يتحدث عن الاشتراكية والرأسمالية ولا يؤمن بأي وجهة نظر، لكنه يدرك جيداً أن أخاه الشاب الصغير مصاب بالشيزوفرانيا والهوس والخلل النفسي وحين تأتي محاسن آدم مع زوجها درويش العربي، نصبح أمام حالة من التفاعل والألفة والجمال فالزوجين هما النموذج الأكثر حضوراً في مصر الآن، ينتميان إلي تيار ديني يركبان الشيروكي، يمتلكان الأموال يعيشان لعبة القهر والكبت والتسلط والرضوخ ويندفعان بقوة إلي دوائر الردة والتغييب، وفي نفس السياق تتعرف علي سامي الموظف بإحدي الهيئات الذي يعيش فرحاً عارماً بالميراث والثروة واحتمالات تغيير الحياة، وأخيراً يأتي منصور وحبيبته أمل.. دلالة الأسماء تشير إلي طبيعة الشخصيات واتجاهات الأفكار فنجد أن منصور آدم هو قطعة من الروح والوهج والبريق، من العشق والرحابة والإرادة والتفتح والجمال خطوط الحركة الرشيقة تدفعه إلي مقدمة المسرح ليعانق أمل ويراقصها الفالس ويغني معها للحياة، تقاطعات الضوء تبعث مفارقات الوعي وبدايات الصراع، وتشتبك بقوة مع شخصية مصر وشبابها وثورتها وأحلامها. خطوط الأحلام هكذا يكتمل وجود الأحفاد وتتصاعد خطوط الأحلام والتصورات، صورة الجد آدم المعلقة علي الجدار تذكرنا بجماليات دافنشي حين رسم الجوكوندا وتصور كل من رآها أن عينيها وابتسامتها تبعث له فيض الأمنيات، كذلك كانت عيون آدم تنظر بقوة إلي الأحفاد وترسل لهم موجات من التساؤلات، تلك الحالة التي تبلورت عبر منظومة الضوء الدرامي حين امتدت لتعانق الموتيفات وتكشف سحر التماثيل واللوحات تضع الماضي في قلب الحاضر وتجسد هوس المشاعر والانفعالات وعبر تقاطع خطوط الحركة مع الثبات والسكون تبدأ الجلسة ويفتح المحامي تسجيلاً بصوت الجد الذي يؤكد أن كل ما تركه من أموال وعقارات ولوحات سوف يقسم بينهم، أما البيت الكبير فهو ملكية جماعية لا يفرطون فيه للغريب بشرط أن يحبوا بعضهم ويكونوا يداً واحدة وإن اختلفوا تؤول ملكيته إلي جمعية الرفق بالحيوان. تشتبك موجات الضوء مع صخب المشاعر ووهج الانفعالات ويندفع الجميع إلي حساب الملايين وتأتي المفارقة الصادمة حين يخبرهم المحامي ان الثروة كلها ستذهب للضرائب والديون والأتعاب ولن يتبقي إلا البيت الكبير الواسع بطوابقه الثلاثة وحجراته الأربعين وأسراره الساكنة في الحجرة العلوية المغلقة، وفي هذا السياق يندفع الأحفاد إلي الحجرات ليفتحوها وتأخذنا الموسيقي المدهشة والضوء الشاحب إلي الحارس العجوز المنحني ومعه الشاب الصغير فخر، الذي يصرخ بجنون وعصبية، فالحرائق تشتعل والنيران تتوهج والأصوات الشبحية تثير الرعب والهلع وتظل مفردات الإخراج وتياراته الرشيقة المبهرة باعثة لحالة من التصاعد والتوتر، ونعايش اقتحام البدوي الشرس لبيت آدم ومعه السلاح الآلي، ليعرض علي أحفاده الشراء رغم أنه يستطيع أن يستولي عليه بوضع اليد وهكذا تشتبك دلالة التهديد مع موجات الرمادية والشموع المظلمة ومع صرخات فخر وانتفاضاته، فقد رأي شخصاً غريباً يخرج من الحائط. يتقاطع الضوء والظلام وتغيب الحقيقة في الأوهام وتتضارب رؤي الفكر والاقتصاد فالبعض يريد هدم البيت وبناء المول والفيلات والشقق وبورتو اليخوت والبعض الآخر يفضل البيع، لكن منصور يظل مُصراً علي الاحتفاظ بالبيت والجذور والتاريخ لكن ظهور الأشباح يفتح المسارات أمام اشتباك ساخن مع وقائع الردة والانكسارات يتبلور عبر الحوار البريء حول المندل والزار، الجن والعفاريت والأرواح وظهور الشبح الذي يرتدي أبيض في أبيض شكله عجوز وعيناه حمراوان والنار مشتعلة في ملابسه وهكذا يشتبك الفكر والوعي مع لغة الفن والإبهار ونعايش إيقاعات المشاغبة البصرية والسمعية فيخبو الضوء وتتقاطع موجات البرق والرعد، الأبواب تفتح فجأة وخطوط الحركة تموج بالتوتر والقلق، صورة الجد آدم تهتز علي الجدار وكل شخصيات العرض تواجه تيارات الغموض، بينما يتجه المنظور الفكري نحو قراءة مدهشة في العقلية وفي وقائع اللحظة العبثية الحالية وعبر موجات الضوء الوردي تندفع محاسن إلي المقدمة لتروي أسرار ليلتها الماضية.. تحكي عن زوجها درويش والجنس واللحظات والفشل والشبح العنيد الذي دخل الغرفة وشاغبها في السرير.. ورغم ضجيج الأصوات وتداخلها وتنافرها يظل صوت منصور القوي الواضح هو علامة مضيئة لأحلام وعي قادم حيث يقرر.. يا أنا.. يا الشبح. الحارس العجوز كانت ابتسامة الحارس العجوز وانحناءة ظهره وسنواته التي قاربت المائة تمثل مفارقة درامية غزيرة المعني والدلالة.. فهل كان هو الشبح؟؟ أم الطرف الثالث؟؟ أم أنه اختصار للجموع المعذبة المسكونة بأسرار التاريخ وغموض التراث والأساطير؟ في هذا السياق يقرر الأحفاد أن يطردوه ليأتوا بمن يستطيع حمايتهم ورغم دموع الرجل ونظراته الحزينة وخروجه القاسي لمواجهة المجهول.. إلا أن الأشباح ظلت موجودة في أعماق الأحفاد ورءوسهم وأجسادهم، فقد عادت محاسن لتعلن للجميع أن الشبح عاد ليهاجمها.. عانقها، أصابها بالحذر الجميل وكانت العلامات الحمراء علي صدرها وذراعيها شاهدة علي اندفاعات الكبت المخيف.. تلك الحالة التي يفسرها منصور بأن اختراع الأشباح كان سابقاً علي اختراع الكهرباء وان الذي ظهر لمحاسن هو شبح شاب قوي وعفي. تتقاطع الرؤي والتصورات وتمتد إيقاعات الكوميديا الكاشفة والجروتسك المثير ويأخذنا منظور الإخراج إلي وهج الاحتفال بالحب وأمنيات الحياة ويغني منصور لحبيبته أمل، تلك الحالة التي تتقاطع مع خطوات فخر وهو يتحدث بصوت غريب ويخبرهم أن الشبح عاد إليه ليؤكد ان بيت آدم فيه كنز لا يعرف سره إلا عم عبده الحارس العجوز. هكذا يعود الرجل، ويأخذنا التشكيل السينوغرافي وخطوط الحركة إلي اندفاعات أبطال العرض للبحث عن الكنز، يفتحون الخزينة السرية يجدون كتباً ومجلدات ومخطوطات، يتساءلون عن ميراث الأجداد.. هل هو التاريخ أم الديون؟ ويظل منصور هو الطاقة الإيجابية اللامعة علي مستوي الفكر والفعل والرفض العنيد للأوهام والغياب، وعبر تقاطعات الصعود والهبوط يعود صوت الأرجل والخطوات ويقرر الأحفاد أن حجرة البرج العلوية هي سر اللعنة فيها السحر والشعوذة والأشباح والشياطين ورغم ذلك تأخذنا جماليات الحالة المسرحية إلي ذلك المكان الساحر الذي يقتحمه منصور.. فهناك كانت الألوان الزرقاء تموج بالراحة والأمان.. حوائط الحجرة عليها نقوش فرعونية.. الشرير الجميل القديم يبعث دفئاً وحناناً الزرع الأخضر يرقص مع الحياة والمرأة تغني للزهور وكتاب مذكرات آدم يسكن بأناقة في منتصف السرير، يبعث تياراً شعورياً يتدفق بمعني الحضارة والثقافة وروح الإنسان لذلك يستلقي الشاب ويقرأ.. يعرف أن آدم كان مزارعاً وشاعرا وعالم فلك، وحين يعود إيقاع الخطوات يتوتر منصور لكن يكتشف بسرعة أنها أمل.. صعدت إليه رغم خوفها لكنه اقترب منها حدثها عن الحب والحياة ليعيش المتلقي مشهداً رفيع المستوي مسكونا بالوهج والجمال بمعني الخوف والوهم وعذابات الأعماق. اتهام باطل في هذا الإطار يمتد الصراع والتشويق والمفاجآت، يأتي درويش وخلفه كل الأحفاد يتحدثون عن الأدب والأخلاق وتندفع أمل وهي معذبة باتهام باطل.. وتأخذنا جماليات الإخراج إلي ليلة التحديات حيث منصور في الغرفة العلوية وحيداً تحاصره الأصوات المخيفة والضوء الضبابي والظلام العنيد، ويتردد ذلك الصوت الذي يناديه بقوة قائلاً: ملعون يامنصور.. ثم يشعل النيران، ويذوب الواقع في الخيال ويعترف منصور أن بيت آدم فيه أشباح، وحين يعود في الصباح إلي ذاته يواجه أقاربه باندفاعهم خلف خيال مريض ويندفع إلي الصالة ليخاطب الجمهور مؤكداً أن الأشباح تعيش في رءوسنا وأفكارنا وأن العقل هو الوعي والإرادة والحرية تلك الحالة التي تبعث ردود فعل عكسية تتبلور جمالياً عبر الضوء والحركة وإيقاعات الزار وتنتهي بظهور شبح ضخم ينزل من السوفيته ليراه الجميع..، ما عدا منصور يتخذ الصراع مساراً نحو هزائم عبثية قادمة، خطوط الحركة تضع منصور وحيداً علي اليسار بينما الجميع يواجهونه بخشونة وعناد.. فقد تشوهت سمعة بيت آدم وأصبح اسمه بيت الأشباح عجزوا حتي عن تأجيره واقترب من السقوط في قبضة البدوي اللص والمحامي المتواطئ، وهكذا.. تأتي اللحظة الشاعرية العنيدة القاسية ونري الفتي وحيداً معذباً بإصراره علي البقاء، تيارات الرفض تحاصره والأحفاد يطلبون منه أن يمضي ليهاجر بعيداً وعبر تضافر الحركة والضوء والموسيقي يغني لأحلام زمن الأصالة والجمال خطوط الحركة تكشف دوامات صراع الأحفاد والتشكيل الجمالي يواجهنا بمعني المعني ليكشف أسرار ليل العبث والاهتراء، النيران تشتعل في البيت والأشباح الباهتة تأتي من كل اتجاه، شاحبة باردة، غامضة، مشدودة إلي الحرائق والنيران وعبر هروب الأحفاد يندفع منصور ليحمي البيت يؤكد أنه أقوي من الحريق، الحارس العجوز يأتي بجرادل المياه، لكن الأشباح تتكاثر بقوة، تلف وتدور حول الفتي الذي امتلك قوة خارقة اندفع بها إلي الجمهور وهو يردد.. ايديكم معانا.. البيت بيولع.. ماحدش هايطفيه غيرنا.. ايديكم معانا. تنتهي التجربة المثيرة المدهشة، المسكونة برسائل الحب والعشق والوعي والحرية والتي شارك فيها فريق عمل شديد التميز فكان الفنان ماجد الكدواني هو طاقة من الوهج والبريق والوعي والجمال، جاء حضوره أخاذاً وأداؤه مدهشاً بسيطاً وتلقائياً، ولعب بالفعل دوراً رفيع المستوي، أما الفنان أشرف عبدالغفور فقد انطلق إلي آفاق الفن الجميل حيث الخبرة والنضح والأداء الثري والموهبة المتجددة، ويأتي الفنان سامي مغاوري والجميلة سلوي عثمان ليبعثا معاً حالة من التدفق اللافت الذي أثار إعجاب الجمهور وكشف عن إدراك عميق لطبيعة الشخصيات وتفاصيل وجودها، ويذكر أن محمد رضوان قد تفاعل بحرارة مع الحالة المسرحية وقدم نموذجاً ثرياً للمراوغات الفكرية التي نعيشها الآن، أما وصال عبدالعزيز، وأميرة عبدالرحمن فهما من الطاقات الشابة الواعدة. شارك في المسرحية أيضاً الفنان الجميل كمال سليمان والكوميديان ياسر الطوبجي وكذلك بيومي فؤاد والسيد هنداوي ويذكر أن الفنان حمدي حسن قد بعث بأدائه المتميز حالة من التفاعل المدهش مع الجمهور الذي أحبه كثيراً وانحاز إلي أسرار عالمه الجميل. كان التشكيل السينوغرافي الأنيق الدال للفنان حازم شبل والموسيقي لأحمد شعتوت وتصميم الملابس لنعيمة عجمي، أما الإضاءة الدرامية الأخاذة فكانت لعاصم البدوي.