الخطوات وشروط القبول.. مصاريف الجامعات الأهلية 2025    جاكلين عازر تهنئ أوائل الثانوية الأزهرية من أبناء المحافظة    القومي للمرأة يهنئ اللواء منال عاطف على تجديد الثقة مساعدا لوزير الداخلية    رئيس جامعة المنوفية يترأس اجتماع لجنة المنشآت الجامعية    وزير الصحة يعتمد حركة مديري ووكلاء المديريات بالمحافظات    تراجع أسعار الذهب عالميا بسبب انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي    توجيهات حاسمة من السيسي ل كامل الوزير بحضور مدبولي    غدا.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك    «العربية لحقوق الإنسان» تدين القرصنة البحرية الإسرائيلية ضد السفينة حنظلة    هاني سعيد: بيراميدز يختتم معسكره الأوروبي بمواجهة بطل الدوري الإيراني    الأهلي يغادر تونس بعد انتهاء معسكره في طبرقة (صور)    جواو فيليكس يقترب من مغامرة جديدة في السعودية    محافظ أسيوط يتفقد موقع انهيار منزل ويوجه بدعم الأسر المتضررة فوراً    ضبط المتهم بقتل شاب بسبب الخلاف على أولوية المرور في الغربية    سائق يتحرش بسيدة أثناء سيرها بشوارع العاصمة.. والأمن يتدخل    الأرصاد تحذر من أجواء شديدة الحرارة حتي الثلاثاء .. والقاهرة فى الظل 41 درجة    الإعدام شنقا للحام قتل شخصا بعدة طعنات بالقليوبية    يوحنا وليم :لا يشغلنى كسر التابوهات    تامر حسني يكشف كواليس آخر لحظة في ألبوم «لينا ميعاد»    ريم أحمد: «الأمومة غيرتني وابنتي في صدارة أولوياتي»| خاص    الناطق باسم أونروا: لا يمكن توزيع المساعدات فى قطاع غزة دون الوكالة    أجندة فعاليات «قصور الثقافة» الأسبوعية.. انطلاق «صيف بلدنا» و3 عروض بالمهرجان القومي للمسرح    الأمن يكشف غموض خطف طفل من القاهرة وظهوره فى الصعيد    تموين سوهاج: توريد 184 ألف طن قمح للصوامع والشون منذ بدء الموسم    محافظ أسوان يكلف معاونه ومسئولي الوحدات المحلية بمتابعة تجهيز 190 لجنة انتخابية    وزيرة التخطيط ونظيرتها بجنوب أفريقيا تؤكدان أهمية التوسع بمشروعات البنية التحتية بالقارة السمراء    منتخب مصر يواجه أنجولا في بطولة أفريقيا لسيدات كرة السلة    تحذير دولي صارخ.. صحيفة إسبانية: الجوع يفتك بسكان غزة وسط شح الغذاء والماء    إطلاق حملة توعوية من المركز القومي للبحوث للتعريف بالأمراض الوراثية    طلاب «المنح الدولية» مهددون بالطرد    رغبة يوسف تصطدم بتحفّظ ريبيرو.. تطورات مفاوضات الأهلي مع كوكا (تفاصيل)    البقاء أم الرحيل.. شوبير يكشف مطالب عبد المجيد من أجل الإستمرار مع الزمالك    الأحزاب فى اختبار الشعبية بالشارع    في ذكري وفاة رشدي أباظة .. دخوله التمثيل كان بسبب صداقته لأحمد رمزي وعمر الشريف    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا    وزارة الصحة توجة نصائح هامة للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة    ضبط 118709 مخالفات مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر    استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف خيام واستهداف منتظري المساعدات بغزة    اليوم.. قرعة الدوري «الاستثنائي» بمشاركة 21 فريقا بنظام المجموعتين    سويلم: إزالة 87 ألف تعد على النيل منذ 2015 ومواصلة مكافحة ورد النيل    شعبة الذهب والمعادن تستعد لصياغة استراتيجية لإحياء صناعة الفضة فى مصر    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة ببداية جلسة الأحد    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى    "الصحة": حملة 100 يوم صحة قدّمت 15.6 مليون خدمة طبية مجانية خلال 11 يوما    «الإفتاء» توضح الدعاء الذي يُقال عند الحر الشديد    محافظ سوهاج يناقش الموقف التنفيذي لإنشاء وتطوير 11 مستشفى    بدعم من شيطان العرب .."حميدتي" يشكل حكومة موازية ومجلسا رئاسيا غربي السودان    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية»| الأحد 27 يوليو    إيتمار بن غفير: لم تتم دعوتي للنقاش بشأن إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    ما حكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان: "التفاهم بينا كان في منتهى السهولة    خالد الجندي: من يُحلل الحشيش فقد غاب عنه الرشد العقلي والمخ الصحيح    "سنلتقي مجددًًا".. وسام أبوعلي يوجه رسالة مفاجئة لجمهور الأهلي    الأمم المتحدة: العام الماضي وفاة 39 ألف طفل في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الكتاب الأسود إلي «آه منكو يا مصريين».. الفيس بوك يكتبني
نشر في القاهرة يوم 20 - 03 - 2012

نستكمل في هذا العدد الدراسة التي تقوم علي فكرةٍ، توسَّمتُ فيها الطرافة، وهي أن أسترجع أحداث ثورة 25 يناير، وقد مرت سنة علي انطلاقها، بمراجعة مُرْسَلاتي، التي شاعت تسميتها Status في صفحتي علي مدار سنة فيسبوكية، من 25 يناير 2011، إلي 25 يناير 2012 في الرابع من أغسطس، جمح خيال أحد المحامين في محاكمة رموز النظام المنهار، فاستجبت لذلك وقلت : لا يجب أن نهون من شأن فكرة المحامي الذي شكك في وجود مبارك، وطالب بإثبات شخصيته جينياً. كل شيء جائز. أعد دراسة عن ال«سي آي إيه»، وأصابعها تلعب في كل شبر، من القطب إلي القطب، وعملاؤها متنوعون، من جامعي القمامة إلي رؤساء الجمهوريات.ماذا سنخسر إن حللنا ال (دنا) لمبارك وأسرته؟. في 19 أغسطس : أخاف أن يبدأ الجيل الجديد في تغيير صورة علاقة المودة تجاه الجيش، فتنقلب جفاء، كحالنا مع البوليس، إن تكرر بطش المحاكم العسكرية بالشباب. ابحثوا عن صيغة مختلفة للتعامل مع الشباب، مستقبل مصر، فكلنا في خندق واحد، ولنتحمل ضغوط هذه الأيام الصعبة، إلي أن تمر علي خير. بدأت في 24 أغسطس تسجيل أفكار لكتاب أفكر في وضعه، هو الكتاب السود لحكم مبارك، من هذه الأفكار : من جنايات مبارك العديدة علي هذا الوطن إهماله لخطط تنمية سيناء، كأنه تخاذل عنها عامداً متعمداً؛ ولو كانت تلك الخطط قد سارت في مسارها الطبيعي لاختلف الوضع الآن - في الكتاب الأسود لمبارك : أنه أفقرَ المصريين، وكان وزراؤه يتبجحون بمعدلات نمو وهمية، لا تذهب عائداتها إلي عامة الشعب، وإنما تصب في خزائن الحاشية وطبقة من الخدم خلقها النظام. - في الكتاب الأسود لمبارك إساءته إدارة موارد مصر البشرية، أغلي وأهم مواردها علي الإطلاق، بل لقد كان لا يتورع عن إبداء الضيق بتعداد المصريين المتزايد، مبديا امتعاضه من مطالبهم التي يعجز وإداراته المترهلة، عن تلبية مطالبهم، والغذاء في مقدمتها؛ وأصل المشكلة أن قدراته الذهنية قصرت عن التعامل مع هذه الأعداد المتزايدة، ومعظمها متعلم، أو مدرب تدريبا جيدا، علي أنها موارد، في زمن يتكالب فيه العالم علي الموارد، سواء كانت طبيعية أو بشرية. واكتفي بإطلاقهم في أسواق العمل العربية، ليستفيد من تحويلاتهم النقدية. - في الكتاب الأسود لمبارك، تغييبه للشفافية، وحرصه علي حجب الحقائق عن الشعب، والسكوت عن وعلي جرائم ومخاز، بحجة المحافظة علي عنصر الاستقرار، فكان كمريض بخراج ضخم، مملوء بصديد نتن، يخفيه، إما خوفا من جراحة، أو استهانة بالخراج الذي تستشري سمومه في سائر الجسم. - في الكتاب الأسود لمبارك إطلاقه أفراد أسرته الثلاثة، علي نحو لم يحدث من قبل، حتي في أسر الملوك، ليمارسوا انشطة وأدوارا ليست لهم، يساعدهم في ذلك جيش جرار من الانتهازيين وممن تتوفر لديهم أخلاقيات ومهارات الخدم، فتدخلوا في شئون كثيرة، أفسدوها، وتهيأت لهم فرص ما كانوا ليحلموا بها لو أن السادات اختار نائبا آخر غير مبارك، فتضخمت ذواتهم، ومنهوباتهم، وأرصدتهم، وعقاراتهم؛ واتسع سقف تطلعاتهم إلي تمديد النفوذ بفكرة التوريث. - في الكتاب الأسود لمبارك، أنه في سبيل تمهيد الطريق للمنتفعين من أسرته وفريق رجال الأعمال الجشعين المحيط بهم، تهاون في علاقة مصر بالكيان الصهيوني، بل لعله تحالف معه، مستخدماً إياه كخيال مآتة، يرهب ببطشه وقوته أي صوت يرتفع مطالباً بمراجعة علاقتنا به، وانطلق المنتفعون يغترفون من نتائج هذه العلاقة المهينة، التي تشل يد وفكر الحكومة الآن عن اتخاذ أي رد فعل إيجابي ضد تطاولات الكيان الصهيوني علينا. أليس في ذلك السلوك شبهة عمالة من رجل ألصقت به صفة صاحب الضربة الجوية. - سخرية الرئيس مبارك من ضحايا العبارة السلام 98 في الخامس من أكتوبر، أعلق علي خبر اكتمال الخريطة الجينية للفئران: اكتمال "جينوم" الفئران !. خدمتنا الفئران طويلا كحيوانات تجارب؛ و اكتمال جينومها يعني امتداد خدمتها لنا إلي مجال تجريب جديدة في الهندسة الوراثية و العلاج الوراثي. العلم يتقدم، والإنسانية مقبلة علي نقلات يستحيل التنبؤ بها في المستقبل المنظور. ألا تستحق الفئران منا الشكر ؟. شكراً للفئران !. قضايا ثورية وأتساءل في منتصف أكتوبر : إن كنا عاجزين عن رفع الحد الأدني للأجور، لعدم وجود تمويل حقيقي، فلماذا سكوتنا عن وضع سقف لها ؟!. أسأل وأنا أعرفُ الإجابة .. فالسقف سيدُكُّ رقابَ كثير من كبار موظفي الدولة، وكثير من الهيئات، بأجورهم المستفزة؛ وهم متخذو القرار. فأرجو ألاَّ يضج أحدٌ من المطالب الفئوية، فهي مطالبة بجانب من العدالة الاجتماعية، التي أسقطنا النظام السابق لأنه أهدرها. وأعود، في اليوم ذاته، لأتساءل، مستدعياً روح رواية (السمان والخريف)، لنجيب محفوظ : كم (عيسي الدباغ) لدينا في مصر الآن؟ عيسي الدباغ، الوفدي الذي ألغت الثورة حزبه وحطمت مستقبله السياسي وقضت علي امتيازاته. لم أكن مستريحاً لنهاية (السمان والخريف)، حيث ألبس محفوظ عيسي الدباغ حالة من التصالح مع الذات، ومع الثورة، ومع واقع مصر الجديد. كان ذلك مفتعلاً. ولا أعتقد أن (الدباغين) الجدد يمكن أن يتصالحوا، فهم طافحون بالغيظ والكراهية للشعب الذي أسقطهم وأزاحهم. وفي 24 أكتوبر، التفت لحادثة لها دلالتها : في حادثة الرأسمالي المصري الذي قام بتعلية سور فيلته، لفت نظري أن خفراءه أطلقوا اعيرة من أسلحة آلية. هل أجهزة الأمن المصري منتبهة لما يمكن أن يكون لدي أمثال ذلك الرأسمالي من أسلحة؟. وما مصدرها؟. وهل أصبح تسليح الخفراء بنادق آلية؟. والسؤال الأساسي: هل تستطيع الإدارات الأمنية - أصلاً - الاقتراب من امبراطوريات مثل هؤلاء الأشخاص؟. وفي 26 أكتوبر، وإزاء إحساس متضخم باختلاط الحابل بالنابل في المشهد المصري، أقول : يشترك في الانزعاج مما يجري في مصر الآن كل من الذين لا يرون إلاَّ تحت أقدامهم؛ والذين يرون جيداً .. وأهم ما يرونه مكاسب شخصية تحققت بآلية التوزيع المختلة التي استخدمها نظام مبارك لتكريس طابور يعمل من أجله، عند الضرورة. والناحيتان طبيعيتان في الصراع الدائر، بجناحيه: الحرية السياسية، والعدالة الاجتماعية. وفي السياق ذاته، كانت (ستاتاس) يوم 29 أكتوبر: أعود إلي رأي أثبتُّه هنا منذ شهور قليلة، وهو أن الثورة كشفت سوء أداء فئتين يفترض أن يقودا جموع الشعب : الإعلاميين، والحقوقيين (محامين وقضاة) - الإعلاميون لامعون تحت الأضواء، ومعظمهم فارغ، متضخم الذات، يفتقر للنزاهة، ويتصارعون ويفرضون علينا الانشغال بنزاعاتهم المهنية، ومعظمها غبي. والحقوقيون، ها أنتم ترونهم يتبادلون (فرش الملاءات) لبعضهم، علي نحو ينتقص من هيبة لهم، مرغوها في أوحال نزاعات مهنية، وشرشحات نطالعها منهم صباح مساء في الصحف والتليفزيون. عيب يا .... أساتذة ؟؟!!. وأعود في 31 أكتوبر فأسجل رأياً يرصد غياب الدافع إلي تحقيق العدالة الاجتماعية : من كلمات السر الحاكمة فيما يجري الآن من جدل حول الثورة : (تضارب المصالح)، بين الشخصي والعام. فكثيرون جداً حققوا مكاسب كبيرة، بجهودهم، مستفيدين من مناخ عام لا يراعي عدالة توزيع الثروة الوطنية. فلما جاء (المحكُّ) - الثورة - تحرك الضعف الإنساني، وعلا وجيبُ ال (أنا) .. وكان الصراع بين المكاسب التي تحققت، مهما كانت أسباب وأساليب تحققها، ومشاركة المجتمع في تحقيق عدالة اجتماعية، تنال، أول ما تنال، من هذه المكاسب، وأبسطها : سقف المدخولات. قلبي مع من يعانون هذه المعضلة. وفي السياق ذاته، كانت فكرتي التي سجلتها بعد بضعة أيام : من المسكوت عنه وعليه هذه الأيام أن أحداً لا يفكر في الاقتراب من امتيازات وأوجه دعم ضخمة جداً، يستفيد منها رأسماليون انتفعوا من فساد النظام السابق، من ضرائب وفروقات أسعار الطاقة، ولا أحد يفكر في مراجعة أسعار الأراضي المنهوبة للأفراد والشركات، وبعض بنود إنفاق جهات (سيادية) - أرجو شطب هذه الكلمة المقرفة من مفردات اللغة العربية - ومن كل هذه الأشياء يمكن أن يتوفر ما يحل مشاكل التفاوتات الاجتماعية. فلماذا لا يتحرك أحد ؟. أعرف الإجابة، وهي، لأن معظم من يقدرون علي التحرك، من شخصيات فاعلة في الساحة هذه الأيام، مستفيدون علي المستوي الشخصي، فمخصصاتهم المنتفخة لاتزال سارية. في 6 نوفمبر : صعقني خبرٌ قرأتُه بالأمس : سوزان مبارك اعتمدت في شهر مايو الماضي - بعد ثلاثة أشهر فقط من الثورة - قرار مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية بالتمديد لسراج الدين، مدة ولاية جديدة ! أرجو ألاَّ يكون الخبرُ صحيحاً، وإلاَّ يتأكد لي أننا نعبث. في فجر اليوم التالي، تملكتني حالة تذكر، فسجلت منها : ذهبنا، ونحن طلبة، نشتكي للمعيد الشاب "أحمد زويل" أن الامتحانات في الساعة الثانية بعد الظهر، حيث حرارة سرادقات اللجان لا تطاق. رد علينا : "المستعد يمتحن حتي في كونك "إتش سي إل" !. يقصد في حمض الهيدروكلوريك المركز. ولم أنس هذا التعبير، فكنت دائما لا أذهب إلي أي كونك «إتش سي إل» إلا وأنا مستعد !. (من تداعيات ساعات الفجر). وبلغ بي الضيق، مساء 24 نوفمبر، مبلغه، وأنا أشاهد وجوهاً متكررة في أحد المكلمات الفضائية، فكتبت : من ضيوف برامج المكلمة الدائمين ضابط مباحث أمن دولة سابق أسمعه في هذه اللحظات في برنامج توك شو مشهور، وضابط مخابرات سابق، يحملان الآن صفة خبراء أمنيين، وكانا ، مع غيرهما، من كلاب السلطة في عهد مبارك؛ ويفرضهم علينا الإعلام الآن، متجملين، يستغلون طيبة وضعف ذاكرة الناس. وليتهم يقدمون لنا شيئا ذا بال، وإنما يعيدون إنتاج أفكار مستهلكة، قرفنا منها، ومنهم. وفي اليوم نفسه، قلت، كأنني أصيح : لماذا الإصرار علي نغمة أن ميدان التحرير ليس هو كل مصر ؟. وهل القاهرة هي كل مصر ؟. وهل القوات المسلحة هي كل مصر ؟ وهل الرأس هي كل الجسم ؟. وهل لدي من يتشككون في قيمة ميدان التحرير إحصائيات تؤكد تشككهم ؟. وهل يستحق هذا الميدان العبقري، بعد كل ما تحقق فيه، أن نشكك في شرعيته ؟. ونشرت «المصري اليوم» في هذا اليوم خبراً، نصه : استشهدت، مساء الثلاثاء، رانيا فؤاد، الطبيبة بالمستشفي الميداني بميدان التحرير، نتيجة اختناقها بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن المركزي ضد المتظاهرين في الاشتباكات التي استمرت حتي ظهر ، الأربعاء. وبعد أيام قليلة، وفي 29 نوفمبر، نشرت (بوابة الأهرام الإلكترونية) خبر : بالمستندات موظفون بجمارك السويس يرفضون تسلم 7 أطنان قنابل غاز من أمريكا للداخلية !، علقت عليه : جسر بحري من غازات الدموع لنجدة الداخلية المصرية ضد الشعب المصري .. يذكرنا بالجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل في 73 .. ! ي عار ... ! تعليق آخر : بلاغ للنائب العام .. من فضلك .. اتخذ إجراءاتك في هذه الواقعة .. فقط !! طبيبة، علي أرض مصرية، وسط القاهرة، تمارس حقها الطبيعي كمواطنة بالتواجد في أي مكان علي أرض بلادها (الحرة !) .. وتقوم متطوعة بمساعدة أبناء وطنها، يتم اغتيالها بسلاح كيماوي، استورده وزير الداخلية، وأمر باستخدامه واحد من جيش اللواءات العاملين معه، ليصيب هذه المواطنة المصرية العظيمة، ويسلب حياتها، وهي تبدأها !. أنا أتهم وزير الداخلية وأتباعه بقتل الشهيدة رانيا، بسلاح محرم دولياً، قتلاً عمدياً. فاض بي الكيل في 25 نوفمبر من ظاهرة يرتفع صوتها من حين لآخر، فعبرت بالعامية : مستغرب إن ما فيش حد فكر إننا - في الظروف دي - نرجع للملكية - في وجود الملك - العيل - أحمد فؤاد - لا أستبعد أن تظهر شلة تافهين - زي شلة آسفين يا زفت - ويطلعوا علينا بشعار : آسفين يا جلالتو ! في الثاني من ديسمبر كان من رأيي أنه : يخطئ من يعتقد أن دولة دينية ستكون اختيارا مناسبا للشعب المصري، وجانب كبير منه ناله حظٌ وافر من الإفقار والتدهور العام بفضل حكم مبارك المخلوع؛ فإن لم تفلح الأغلبية الجديدة في حل مشاكله وأشك في أنها ستفعل، فلا قدرات ولا خبرات لديها، فإن حالة الانقياد الديني ستتراجع أمام استمرار ضغوط الفقر والتدهور، وستكون مصحوبة بخيبة أمل كبيرة، وربما انتهت إلي مضاعفات خطيرة. وربما كان وراء هذا الرأي امتعاضي الشديد من شريك فيديو لمتأسلم سياسي سلفي، يقول فيه : إن وجه المرأة كفرجها !. وزاد طين ذلك الشريط بلة أن تعليقا قد صاحبه، يقول : يمتنع عن المشاهدة غير المسلمين لإنه شيخنا ونحن فقط من له الحق في إنتفاد فتواه وأرائه الدينيه نقدأً بناءً
(!). وبعد أن قرأت دراسة عنوانها (مصر هبة الحبشة !)، في مجلة الكلمة الإلكترونية، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، رأيت أن ألفت النظر إلي هذه الدراسة المهمة : دراسة مهمة جداَ، أدعوكم لقراءتها، فهي تكشف أبعاداً خطيرة لشأن يتصل بصميم وجودنا كمصريين، وهو مياه نهر النيل، التي بدونها لا حياة لمصر. ورصدت في 7 ديسمبر : علامة مبهجة - واحد من آلاف الشباب الموهوبين في بلادي - لا يكاد يعرفه أحد، بينما لاعبو الكرة التافهون، والمغنون الناهقون البشعون، يستأثرون بالأضواء، والأموال !. هيثم دسوقي - مخترع مصري شاب - شاهدوا الفيلم لتحصلوا علي جرعة انتعاش ! وفي 9 ديسمبر، انتشرت نكتة مدوية، فقد صرح واحد اسمه (الشحات) بأن مستوي نجيب محفوظ الفني ضعيف و لغته ركيكة. تخيلوا !. ما توقفت أمامه هو : كيف سمح لنفسه أن يقضي كل هذا الوقت في قراءة كل إنتاج أديبنا العالمي الخالد، ليخرج إلينا بهذه المقولة القاطعة المانعة ؟!. السحل والقتل وعسكرة الدولة وفي العشرين من ديسمبر، ساءني، ككل المصريين، منظر سحل الفتاة وتعريتها علي أسفلت ميدان التحرير: "لا ينبغي أن نغض الطرف عن هذه الصورة البغيضة. مهما كانت جريمة هذه الشابة المصرية، فإنها لا تستحق من هذه الفصيلة المدججة بمعدات القتال، من (مغاوير) جيش وطنها، أن ينتهكوا آدميتها ويعروها علي هذا النحو المخزي. أطالب بمحاسبة هؤلاء العصبة من الهمج الذين لا يستحقون شرف الانتساب للجندية المصرية. يمكن للتحقيقات والاستخبارات العسكرية ذات القدرات الرهيبة أن تأتي بهم. فإن لم يحدث، وإن لم نقتص لهذه الفتاة المنتهكة، التي هي أعلي شرفاً، وأذكي وطنية من أشباه الرجال الذين اجتمعوا علي إيذائها .. إن لم يحدث ذلك، ستظل الرجولة المصرية مخدوشة، وسنكفر بأشياء كثيرة !". وجلب الاستياء من ذلك السلوك الهمجي تداعيات أخري، منها :يجب أن تتسع الدعوة لإنهاء حكم العسكريين لتشمل إنهاء حالة عسكرة الدولة). عشرات الآلاف من الضباط السابقين، جيشا وشرطة، يحتلون وظائف مدنية كبيرة، بلا أي مؤهلات. كل ما كان مطلوبا منهم أن يكونوا عصياً غليظة، تحقق الضبط والربط في مؤسسات الدولة .. فاستشروا في كل مكان. وفي آخر أيام السنة، كتبت معلقاً : أسوأ خبر سمعته في نهاية 2011 إنتخاب سراج الدين نائباً لمدير المجمع العلمي المصري، في تحد سافر لمشاعر المصريين، كأن هناك من يكافئه علي دعمه المباشر للنظام المباركي والعائلة المخلوعة .. كأن الذين اختاروه مغيبون، لا يدركون أن الثورة قامت علي بعد أمتار منهم، وأن ألسنة نيرانها قد طالتهم!. وفي 11 يناير، استمر في مراقبة وتأمل مجريات الأمور، وأكتب : مقالي الجديد عن نوع من القراد، لا يعيش إلاَّ في آذان الخفافيش. عيشة تطفل. تفسد الأذن التي يصيبها القراد، فلا تقوم بوظيفتها الحيوية للخفاش؛ فهو يري بأذنيه، عن طريق تحسس الأصوات التي تحيط به. ولا يصيب القراد غير أذن واحدة، فقط، ويترك الأخري سليمة. ليس ذلك حباً في العائل، ولكن الطفيل - الحويط - يدرك أن ضياع الأذن الثانية يعني موت عائله، وموته هو بالتالي. جانب من مشاكلنا الحالية أن قراداً كثيراً نما وازدهر في أذن النظام السابق. ولايزال هذا القراد يناضل من أجل المحافظة علي الأذن الثانية سليمة .. ليس من أجل سواد عيون النظام، ولكن حرصاً من القراد علي مصالحه وحياته. فإلي الجحيم بالخفافيش، وبكل أنواع القراد !. وأكتب ستاتاس ثانياً : كنا نزور، في طفولتنا، أقارب لنا في الرياف. وكنت أرفض ركوب الحمار، وهي متعة كان يتعارك عليها أخوتي. وسألني قريب ريفي عن السبب، فقلت، ببساطة حرام. ويبدو أنني كنت رومانتيكياً من يومي. فضحك الرجل وقال: دي ركايب .. لازم تتركب وإلا تزعل مننا !. فصدقته، وركبت الحمار، حتي لا يزعل مني !. للأسف الشديد، أستطيع أن أري كثيرا من الناس، عبر أحداث سنة الثورة، لا تستطيع أن تنسي أنها .. ركايب !. وكانت (زعلانه)، لأن الثورة جاءت لتحررها من راكبيها .. فهي تريدهم.. ولاتزال !). في الرابع عشر من يناير، أطلقت مجموعة جديدة في الفيس بوك، أسميتها حكومة ظل، هدفها المشاركة في إعادة بناء الوطن، واستعادة ملامحه، بالأفكار الجديدة، وفي تجرد شديد، وهي مجموعة نشطة، وساحة حوارات مفيدة. آه منكوا يا مصريين وأنهي هذا العرض بنص تهكمي وصلني في بريدي الإلكتروني، فنشرته بالفيس بوك، يقول:آه منكو يا مصريين ! يعني حصل ايه، يعني، لما الواد الغلبان علاء مبارك اتجوز من هيدي، بنت رجل الأعمال مجدي راسخ، اللي اشتغل مع رجل الأعمال محمد نصير، صاحب "فودافون" ؟ و هاستفيد ايه، أنا يا مواطن يامصري يا غلبان، يعني، لما اعرف ان زوجة راسخ هي (ميرفت قدري)، وجدها هو ابن خال عثمان أحمد عثمان؛ واخت زوجة علاء متجوزة شريف البنا، ابن محمد البنا، بتاع مجلس الشعب ؟ ايه اللي انت استفدته، كمواطن، لما عرفت - يعني - ان بنت الجنزوري تكون متزوجة من واحد اسمه مصطفي حيزة، وشغال مدير اعمال حسين سالم ؟ وايه يعني لما زوجة سيادة الشفيق فريق، نزيهة الجمال، تبقي عمة خديجة الجمال، زوجة جمال مبارك ؟. مالنا احنا ؟ .. إن شاء الله ياكلوا بعض! وايه اللي حصل - يعني - في الدنيا، لما يكون زهير جرانه إبن خالة محمد منصور والمغربي وأحمد عز ؟ .. خربت الدنيا ؟. وعادي جدا، في رأيي المتواضع، ان منير ثابت، اخو سوزان مبارك، يبقي زوج خالة انس الفقي؟ .. موش كل واحد له خالة .. والخالة لازم تكون متزوجة ؟ طيب، وإيه يعني لما سري صيام، رئيس محمكة النقض، يبقي ابو سري صيام، رئيس البورصة ؟. سنة الحياة .. كل ابن له أب !. ومنير فخري عبد النور، وزير السياحة، يبقي ابن خالة يوسف بطرس غالي، ربنا يسهل لهم . والصدف ياما بتحصل - يعني - دي اكيد صدفة بحتة، ان اخت رشيد تزوجت امين رياسة الجمهورية، اللي في نفس الوقت، اخو قنصل مصر في امريكا. الدنيا أصبحت قرية صغيرة .. تكنولوجيا الاتصالات اتقدمت !. ويشاء ربك إن احمد فاضل، رئيس قناة السويس، اللي الناس عايزه تأممها من تاني (!!)، متزوج ابنه لبنت عمر سليمان. بالرفاء والبنين. الدنيا شبكة ! اتقو الله بقي وسيبو الناس في حالها. انت ايش عرفك الناس دي كافحت قد ايه علشان نتزوج بعض ؟! يا ساتر منكو يا مصريين !

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.