المباني المخالفة ترتفع حولها من كل جانب من ينقذ منطقة مصر القديمة وآثارها القبطية والإسلامية من خطر التعديات؟ - رغم تحرير محاضر ضد المباني المخالفة إلا أن أصحابها ينجحون في استصدار تراخيص رسمية لإدخال الماء والكهرباء مما يزيد الموقف تعقيداً تعرضت العديد من أراضي الدولة خاصة الأثرية إلي النهب والاستيلاء من قبل الخارجين علي القانون بأماكن مختلفة، منذ اندلاع الثورة في ظل الانفلات الامني الذي تسبب في أزمات مختلفة، ولم تسلم منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة من التعديات في مخالفات البناء، والتي تسببت في تشويه الطابع الاثري للمكان وعرضته لخطر امني كبير، ربما يتسبب في وقت لاحق بكارثة تلحق بالكنائس والمعبد اليهودي وبالمتحف القبطي الذي تضرر امنيا بشكل خاص، وذلك في حالة عدم تفعيل قرارات الإزالة التي صدرت بالفعل علي تلك التعديات. صعوبة التنفيذ يشير محمد محجوب مدير عام مناطق مصر القديمة والفسطاط إلي أن ما شجع ظهور هذه التعديات هو وجود حالة الانفلات الامني عقب ثورة 25 يناير، والتي بدأت في فبراير 2011م، وأنها تمادت نظرا لطول فترة الانفلات الامني بالبلد، وأضاف أن منطقة مجمع الأديان بشكل خاص لم يكن احد يتجرا أن يقوم بأي تعد بها، والتي قد تعرضت للعديد من مخالفات البناء، ويري انه في الوقت الحالي من الصعوبة تنفيذ قرارات الإزالة إلا بعد استقرار الأوضاع الأمنية. بينما أكد أن المنطقة الأثرية قامت بدورها من فعل كل الإجراشءات القانونية اللازمة ضد التعديات، حتي صدور قرارات إزالة والتي بعثت للجهات المعنية، ومنها صورة لمحافظة القاهرة وصورة لشرطة السياحة ومدير امن القاهرة ومأمور قسم مصر القديمة. وأضاف أن المشكلة زادت سوءا حين سمحت إدارات المرافق بدخول الخدمات من كهرباء ومياه ولم يمانعوا، وانه لابد من محاسبة اي مسئول بتلك الإدارات قام بالموافقة علي دخول المرافق لمبان غير مرخصة قانونيا، وكذلك محاسبة اي من أصحاب تلك العقارات قام بسرقة توصيلات. تفاصيل التعديات يذكر محجوب أن أول تعد كان لرجل أعمال والمالك لأشهر بازارت منطقة مصر القديمة ومالك لتلك العقارات والذي أزيلت له منذ سنوات مخالفات بناء مشابهة، بدأ حين حصل علي موافقة من هيئة الآثار في 9 \8\2010م، لعمل مظلة فوق سطح العقارات المالك لها للحماية من حرارة الشمس بالصيف وأمطار الشتاء، لكنه بدلا من عمل مظلة قام ببناء دور، وتم عمل محضر مخالفة في 12 \12\2010م ثم قرار إزالة في 6 يناير 2011م، واستمر في التعدي بعد أحداث الثورة علي العقارات 4 و 6 و 8 في حارة الست بربارة المواجهة لكنيسة القديس ابي سرجة الأثرية، ورفع العقار لأربعة ادوار مخالفة وقبلها كان دورين والذي أصبح حاليا كل منهم مكون من ستة ادوار، وقام بالتعدي بالبناء علي العقارات بأرقام 4 و16 و24 بحارة دير مارجرجس بمصر القديمة، وقد صدر قرار إزالة رقم 650 في 4 \5\2011 م. وحدث التعدي أيضا علي العقارات 1 و 3 بحارة مارجرجس، فقد كان العقار مكوناً من دور واحد، وهو قام بالتعدي ببناء ثلاثة طوابق فوق الارضي استغلالا لازمة الانفلات الامني، وقد تم عمل قرار إزالة 2624 بتاريخ 20 \11\2011 م، كما قام بالتعدي علي العقار رقم 5 حارة مارجرجس، وتم الحصول علي قرار إزالة برقم 290 . وقد تم اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة طبقا لنص القرار والتي قد سلمت لكل من الجهات المختصة حتي يتم تنفيذها، والتي لم تفعل حتي لان بسبب الاضطراب الامني في البلد. خطر يهدد المتحف القبطي واستكمل الاثري هاني صادق مدير المتحف القبطي أن تلك العقارات مواجهة وملاصقة للمتحف ولا يملك أن يتخذ أي إجراءات بخصوصها حيث انه كمدير للمتحف مسئوليته محصورة في داخل أسوار المتحف أما خارج المتحف فيكون من اختصاص قطاع الآثار الإسلامية والقبطية. وأكد أنها تشكل خطراً كبيراً يهدد امن المتحف، حيث يمكن لأي من الخارج علي القانون أن يستخدم المبني أو سطحه للقيام بأي فعل يهدد امن المكان، ولان المتحف محاصر بالارتفاع بتلك العقارات، وكذلك العقار الموجود بشارع مارجرجس بجوار محطة المترو، ويشدد علي أن الوضع في منتهي الخطورة. وأضاف أن بانوراما المتحف قد تأذت أيضا بالحجب، فبعد ما كان الزائر يمكنه أن يشاهد مجمع الأديان والقباب بالمنطقة من حوله وهو بداخل المتحف، فقد حجبت هذه البانوراما بعد أن تشوه المشهد بسبب هذه المباني القبيحة وسط العمارة الأثرية. ويتفق معه في الرأي السيد محسن سيد علي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن هذه المباني المرتفعة وسط المنطقة الأثرية تهدد امن المتحف القبطي، لان المتحف بأكمله أصبح مكشوفا، ويسهل استخدامها في القفز من أسطحها علي المتحف. أما عن تأمين المتحف فأكد أن المتحف حاليا في حالة تأمين جيدة جدا، لكن في ظروف انفلات امني أخري يمكن اقتحامه بسهولة بهذه الطريقة. ومازالت استغاثات الأثريين تتعالي لإنقاذ آثار مصر القبطية واليهودية بل والإسلامية التي تضمها منطقة "مجمع الأديان".. فهل من مغيث؟