" في تقليد جديد لمعرض الكتاب في دورته الأخيرة تم منح جوائز مالية للأعمال الصادرة حديثاً والفائزة في ختام المعرض، تلك الجائزة التي أكد الفائزون بها علي قيمتها المعنوية الكبيرة والتي حملت تقديراً لهم في معرض ما بعد الثورة مؤكدين أن مجرد إقامته في ظل الظروف الحالية أكبر نجاح له " القاهرة التقت بعض الفائزين بالجائزة للحديث عنها ورؤيتهم لمعرض الكتاب الأخير.. في البداية يقول الشاعر عبدالرحمن الأبنودي انه كان من الممكن ألا يقام معرض الكتاب هذا العام في ظل الظروف الراهنة وبالتالي كنا سنخسر كثيراً ويفقد المعرض مكانته أو يتم نسيانه من قبل الجمهور وحتي الأدباء أنفسهم ولكن فكرة المقاومة والنضال من أجل أن ىُقام المعرض في ظل الظروف المناخية المتقلبة والتي أثرت كثيراً علي الإقبال ونشاط المعرض وكذلك ميدان التحرير وحركة المد والجزر السياسي وقدرتها علي امتصاص الجمهور، من جانب ومن جانب آخر أن الجوائز كانت دائماً ما تذهب للناشرين وهذا أمر مقبول وطبيعي ويستحقون ذلك لأن الناشر لايكسب كثيراً وينشر في ظل ظروف عسيرة لذا أتمني أن تحمل الدورة القادمة لمعرض الكتاب جوائز للناشرين مثل المبدعين، كما اعتبر أن ديوان الميدان الذي نشر هذا العام من خلال الهيئة العامة للكتاب والذي يحوي كل قصائد الثورة التي كتبتها خلال عام أشبه بمعجزة حيث تسلمت الهيئة بروفات التصحيح قبل نزول الديوان للمعرض بيوم واحد وهذا يعني أنه كانت هناك خلية كاملة بالهيئة تُسرع بنشر الديوان كواحد من مجموعة الكتب التي صدرت، كما أعتقد أن الجائزة المالية جائزة رمزية ولكنها تقليد جديد وهذا سيعطي حافزاً جميلاً في المستقبل للفوز بها، وأضاف الأبنودي أن معرض ما بعد الثورة انعكاس لميدان التحرير حيث كانت الجماهير ترتد من الميدان للمعرض والعكس وهذا شيء جميل ثم ان المعرض نفسه بتكريمه لتونس كضيف شرف هذا العام هو تكريم للثوره التونسية إيضاً أولي الثورات العربية. أما الشاعر حلمي سالم الذي فاز ديوانه" ارفع راسك عالية" فيري أن الجائزة المعنوية أهم بكثير من الجائزه المادية التي تقدم للكاتب تحية علي مجهوده و إن أهم شيء في معرض الكتاب أنه أقيم في موعده ومجرد إقامته في ظل الاضطرابات والاعتصامات والدعوات لإلغائه شيء عظيم وإن كان ينقصه أشياء كثيرة اعترف بها رئيس هيئة الكتاب في ختام المعرض مثل بعض التجهيزات والترتيبات وهذا شيء طبيعي لمعرض يقام بعد الثورة حتي لايشعر الناس أن الثورة عرقلت المعرض ومع هذا كانت هناك مشاركة كبيرة لدور النشر المختلفة وبعض الدول وحقق المعرض مبيعات عالية كما صرح الدكتور أحمد مجاهد. من جانبه أكد الروائي حمدي عبدالرحيم الفائز في مجال الرواية سعادته بنشر روايته بعد الثورة لكي تنجو من فخ قراءتها بوصفها منشوراً سياسياً، فقد حققت ما كنت أنتظره من نجاح سواء علي المستوي الجماهيري أو النقدي أما عن التقليد المستجد بأن ينتخب المعرض كتاباً من فروع المعرفة والإبداع المختلف فهو تقليد محمود ليس لكوني أحد الفائزين وإنما لأنه يعطي مساحة للتفاعل بين المبدعين والمعرض من ناحية كما يعوض الفائز بشيء من التكريم المعنوي وتكفي كلمات وزير الثقافة ورئيس هيئة الكتاب في ختام المعرض واللذان احتفيا بالفائزين وخاصة أن هذه الدوره تعد استثنائية لمجيئها بعد ثورة 25يناير وإن كنت أتمني أن تتسع دائرة الجائزة لكي يقدم المعرض جوائز لجميع المبدعين سواء من العرب أو المصريين حتي يصبح للجائزة شعبية أكبر وتأثير أكثر، وأكبر نجاح للمعرض هو إقامته هذا العام، كنا لانستطيع أن نوجه إليه سهام النقد لولا الظروف المحيطة كما أن درجة الكمال ليست مطلوبة في هذا العام. كما فاز الكتاب المصور " أرض أرض " وحكاية ثورة الجرافيتي للكاتب والمصور شريف عبدالمجيد الذي يقول انه كتاب توثيقي بصري للثورة المصريه وخاصة أن معظم من وثّقوا لها بصرياً ليسوا مصريين، فقد عملت بالكتاب لمدة عام وتجولت أنحاء مصر ثم تقدمت الهيئة للمسابقة، كما نوّه عن مدي معاناة الكاتب في مصر من نقص الدعم المادي وهو ما يمثل صعوبة كبيرة في الوقت الحالي فأي جائزة تعد بمثابة دعم للثقافة وبالنسبة للكتاب المصور فإن معاناته أكثر نظراً لتكلفته الباهظة كما أنه يعد جزءاً مهماً من تاريخ الأمة وأعتبر هذه الجائزة مهمة جداً لي لأنها ستساعدني علي استكمال الجزء الثاني من الكتاب " جرافيتي الألتراس" أخيراً يقول الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب أن معرض هذا العام أطلق عليه "دورة الانقاذ" وليس دورة التجويد حيث مجرد إقامته في الظروف الراهنة يعد إنجازاً وسيستمر المعرض بشكل مختلف بحيث يضاهي المعارض الدولية كما ستكون هناك جوائز للمبدعين والناشرين يتم الاتفاق عليها مبكراً حيث سنعد للدوره القادمة مبكراً. وعن معرض مابعد الثورة أضاف أنه كان جيداً إلي حد ما حيث ضم جمهوراً لابأس به رغم أنه لم يكن الجمهور المنتظر لكن لم يكن من المقبول أن يتوقف المعرض هذا العام للمرة الثانية، أما من جهة فوز معظم الأعمال الصادرة عن هيئة الكتاب بالجوائز فلا يجوز الهجوم علينا لآن الجائزة للمبدع وليس دار النشر وبالتالي الهيئة لم تحصل علي جائزة وإذا كنا نقصد جائزة شعر الفصحي فإن اللجنة التي كانت بالكامل من خارج الوزارة قارنت بين أربعة دواوين لكل من أحمد عبدالمعطي حجازي وحلمي سالم وحسن طلب ومحمد سليمان وجميعها صدرت عن الهيئة العامة للكتاب بمعني أنه لو أن هناك أربع جوائز لشعر الفصحي كانت الهيئة ستحصل عليها وبالتالي الجوائز لاتحمل شبهة مجاملة لأحد.