دائما ما يقنع المشاهد بالشخصية التي يجسدها ولكن هذه المرة كان هناك شيء مختلف، شيء جديد جعل المشاهد يرتبك وينتظر اللقطة تلو اللقطة بل ويحاول تفسيرها ويخمن في قرارة نفسه إلامَ ترمز هذه الشخصية المحيرة بكل تفاصيلها، تفاصيلها التي تجمع بين الخير والشر معا. تعددت التفسيرات والتكهنات بالنسبة للشخصية فالبعض رأي أن هذه الشخصية ترمز وبكل وضوح للوطن "مصر" والبعض الآخر رأي أنها ترمز للرئيس السابق محمد حسني مبارك، ولكن ذكري وحده والذي جسد شخصيته المتألق خالد صالح يعرف إلامَ ترمز. " ليحدثها عن ذكري "شخصيته" في فيلمه الجديد "كف القمر" والذي أثار حوله الآراء التي أثنت عليه عامة، وعلي دور الفنان خالد صالح وتقمصه للشخصية باحترافية شديدة خاصة. ونحن في هذا الحوار الذي انفردت به "القاهرة" نحدثه عن تجربته في الفيلم، وكيف تم اختياره لهذا الدور، وكذلك نحدثه عن رأيه في الفنانة وفاء عامر في دور الأم رغم صغر سنها في أن تكون اما له، وعن رأيه كمواطن مصري في الأحداث المؤسفة التي تمر بها مصر، وعن مشروعاته الفنية المقبلة وأشياء اخري كثيرة في حوارنا الخاص جدا جدا. اختيار علي الورق في البداية كيف تم اختيارك لشخصية ذكري التي جسدتها في فيلمك الأخير "كف القمر"؟ بصراحة شديدة أنا تم اختياري لتجسيد الشخصية منذ أن كانت علي ورق وهذا الشيء أسعدني للغاية وأثر في بالإيجاب جدا، فنص الفيلم كان شاعريا جدا وغير حقيقي كما تردد أن النص يعلو علي لغة المشاهد لأن الصعايدة في مصر يتحدثون بنفس هذه الطريقة في كلامهم العادي فالأمر متماش جدا مع طبيعة الشخصيات في الفيلم. ردد البعض أن شخصية ذكري ترمز إلي مصر التي تحاول احتضان أشقائها كما ردد آخرون أنها ترمز للرئيس السابق حسني مبارك، فمن وجهة نظرك لمن ترمز شخصية ذكري في الفيلم؟ أنا لا يمكنني أن أرفض أي تأويلات أو تفسيرات للشخصية لكن من غير المنطقي تشبيه شخصية ذكري بشخصية الرئيس السابق حسني مبارك لأن هذا غير صحيح علي الاطلاق، لكن ما يمكنني أن اقوله أن للفيلم عدة أوجه، ولكنني أفضّل ابسط تفسير له وهو اغتراب خمسة اشقاء بعيدا عن أمهم التي تعشقهم جميعا إلي حد الجنون بالرغم من أن الأم هي من سلمتهم بيدها إلي الغربة الموحشة. أداء جيد كيف كان رد فعلك في البداية علي تجسيد الفنانة وفاء عامر لدور والدتك في الفيلم رغم صغر سنها؟ (بشيء من الفكاهة يرد) "أنا والله العظيم ذهلت لما عرفت أن الفنانة وفاء عامر هي من تقوم بتجسيد دور أمي في الفيلم، وكلمت المخرج خالد يوسف وتأكدت منه وكنت مستغربا ومخضوضا جدا بسبب صغر سنها لكن فاجأتني بأدائها الجيد والمتألق للدور وكل فريق كان في أفضل مما يكون لأننا كنا جميعا نعمل بروح واحدة. علاقتك بفتاة الليل في الفيلم والتي كان يعشقها اخوك، ألم تخش من أن تفقد شخصية ذكري بعضا من تعاطف المشاهد؟ أنا أعلم أن علاقتي بفتاة الليل في الفيلم جرحت علاقة المشاهد بشخصية ذكري، وأفقدته التعاطف معها. ويضيف "بس كنا عايزين نوضح ان ذكري كان لازم يتلوث زي باقي البشر لأن الإنسان خطّاء مش ملاك". مصلحة المشاهد ألم تخش من عرض الفيلم في نفس توقيت عرض فيلمي أحمد مكي وأحمد حلمي؟ لم أخف من المنافسة مع مكي وحلمي لأن فيلمي "كف القمر" فيلم جماهيري سيقبل عليه الناس، بل أنا كنت سعيدا جدا بعرض فيلمي مع أفلام بالمستوي الكبير هذا وفي النهاية كله يصبّ في صالح المشاهد وفي صالح المنافسة الشريفة وصالحنا أيضا. ننتقل من الفن إلي السياسة، ما رأيك في الأحداث الأخيرة التي تمر بها مصر حاليا؟ أنا مستاء وبشدة بسبب استخدام العنف مع المتظاهرين والشباب في التحرير، ولا يمكنني أن اصف ما يحدث مع المتظاهرين في التحرير إلا بالجريمة والخيانة للوطن، لأن ذلك أبلغ توصيف لما يحدث، فالأسلوب القمعي للشرطة لم يتبدل ولم يتغير حتي الآن فهو مازال نفس الأسلوب الذي كان يحكم به وزير الداخلية السابق حبيب العادلي. كان لابد وأن تكون لدينا الشجاعة الكافية لمحاكمة رموز النظام السابق في وزارة الداخلية وكذلك كان علينا محاسبة المجرمين في التليفزيون المصري (كما وصفهم صالح)، لأن التليفزيون مازال يتبع نفس السياسة السابقة التي كان يستخدمها من قبل وهي سياسة التضليل بل أصبح اكثر احترافية فيها من المرة السابقة. حالة تخبط ما رأيك في حالة التخبط الشديدة التي يعيشها الانتاج وتأثيرها علي صناعة السينما والنشاط الفني ؟ هذا شيء طبيعي جدا فنحن في مرحلة انتقالية حرجة لابد علينا جميعا أن نتكاتف لنتخطي هذه الأزمة، ويجب علينا جميعا التضحية لاستكمال ثورتنا العظيمة واستكمال أهدافها النبيلة والخروج من هذه الكبوة بسلام . ما رأيك في تأثير ثورة 25 يناير علي اتجاه الفن عامة من حيث علو سقف الحريات وتناول الفساد وتجاوزه للخطوط الحمراء التي كانت محظورة الاقتراب؟ لا أنكر أن التغيير حدث من داخلنا جميعا كمصريين، فكلنا اصبح لدينا ثقة بأنفسنا عالية، فما يحدث الآن بالرغم من ثمنه الغالي جدا الذي ندفعه كلنا كمصريين، إلا أنه معجزة بكل المقاييس أحدثتها الارادة المصرية العالية فنحن حاليا بالرغم من مرارة ما نعيشه بسبب دم الشهداء الذي يسيل كل دقيقة، إلا أننا نعيش أروع مراحل حياتنا وهي مرحلة انتصار الإرادة. وأعتقد أن هناك طفرة نوعية ستحدث في كل شيء وستخرج أجيالا جديدة بروح ثورية قوية تحرص علي تقديم أعمال قوية ومحترمة، تحترم عقلية المشاهد المصري ولن يسمح بأي اعمال تقدم نماذج فاسدة وظالمة لأن الشعب المصري محترم ولن يقبل الا بمن يحترم عقله وإرادته. ما الذي تفكر في تقديمه في الفترة المقبلة؟ وهل تحضر لعمل جديد حاليا؟ أنا أفكر في عمل يفرّح الناس ويجعلهم في حالة حلوة وأعترف أني مازلت لم أنجز حاجة كاملة وانني ما زلت في بدايات التمثيل، ولكن قصدي الأول والأخير هو اسعاد الناس، وعموما "مفيش بني آدم ناجح طول الوقت". أنا حاليا أقوم بقراءة سيناريو مسلسل جديد من المفترض أن يتم عرضه في رمضان المقبل 2012 ولكني سأفصح عن تفاصيل المسلسل عامة وتفاصيل شخصيتي خاصة في الوقت المناسب .