أقام الفنان «خضير البورسعيدي» معرضه لفن الخط العربي، تحت عنوان «الخط الجميل حلية الكاتب» في قاعة بيكاسو بالزمالك، في الفترة من 12 أغسطس وحتي الثلاثاء 30 أغسطس. اختار «خضير البورسعيدي» لمعرضه عدد من اللوحات نطقت خطا عربيا، بأساليب وألوان وأنماط خطوط متنوعة، لتشكل انشادا رمضانيا روحيا يليق بمكانة الشهر الفضيل في قلوب الإيمان ويليق كذلك بمكانة فن الخط العربي في قلوب الفن. أطرت مجموعة من اللوحات بأطر مرسومة موشاة بزخارف وكتب داخلها آيات قرآنية باللون الأسود مما أضفي المهابة والتوقير الملائمين للنصوص المقدسة. كتب البورسعيدي مجموعة أخري من اللوحات دون أطر، وتصدرت مراكز اللوحات الجمل والكلمات بأحبار ملونة باللونين الأحمر والأسود وأحيانا أضاف إليها اللون الأخضر. كتب المصريون القدماء خطوطهم علي أوراق البردي باللونين الأحمر والأسود، وعد اللون الأخضر اللون المميز للدين الإسلامي منذ اصطباغ قبة مسجد الرسول محمد (صلي الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة باللون الأخضر، وشكلت الخلفية الرمزية الحضارية للألوان الثلاثة عنصرا لفرض المهابة والوقار علي اللوحات استلهم الفنان مهارات صانعي المنمنمات والمخطوطات الإسلامية القديمة، في لوحة اتخذت شكل صفحة لمخطوطة من العصور الوسطي، فحوي الصفحة إطار ذو زخارف دقيقة جدا وبألوان براقة، الأزرق، الأصفر، الذهبي، الأخضر، اللبني، وامتدت الزخارف إلي ما حول كلمات النص، والتي اصطفت في صفوف مائلة مما أضفي حركة درامية في اللوحة، وقد تناسب ذلك مع النص الرومانتيكي الذي اختاره البورسعيدي صائحا ب«أراك عصي الدمع» مطلع قصيدة سيف الدولة أبو فراس الحمداني أمير الدولة الحمدانية إبان عصر الخلافة العباسية، في ذلك الزمن الذي ازدهرت فيه فنون المخطوطات الفارسية والتركية وغيرهما من فنون الرسم والخط العربي. نفذ البورسعيدي مجموعة أخري من اللوحات بطريقة تشرب سطح اللوحة بالماء الملون واختار لهذه اللوحات نمطا حرا من الخط تتناغم مع حرية وعشوائية الألوان علي سطح اللوحة. استخدم الفنان أيضا الألوان الزيتية وخلق من اشكال الحروف والكلمات تكوينات تجريدية اضفت روحانية علي معاني الكلمات المكتوبة. وجدت الثورة المصرية الأحدث صدي لها داخل معرض البورسعيدي فحوت إحدي اللوحات كلمة مصر وأخري تألقت بألوان العلم المصري الثلاث. معرض خضير البورسعيدي مليء بالحلول المتنوعة والجميلة للخط العربي في تجلياته الدينية والأدبية والثقافية.