هل تري أن جماعة الإخوان المسلمين جادة في دخول مجال الإنتاج الفني وانها يمكن أن تشكل إضافة في هذا المجال؟ ولِمَ لا؟ فالفن ليس له وطن أو دين وليس حكرا لأحد والفن ماهيته طرح وجهات نظر متعددة من مبدعين مختلفي الأجناس والأعراق والأديان بكل أنحاء العالم فلماذا لا نمنح الإخوان فرصة ربما قد تكون إيجابية أو سلبية، ولماذا الخوف؟ ولماذا كل هذه الأقاويل والشائعات؟ وهذا ليس معناه سيطرة الإخوان علي الفن أو احتكارهم له كما يعتقد البعض، وهؤلاء يريدون عملا فنيا عن حسن البنا فلماذا الرفض وأنا ليس لدىّ حكم أو سيطرة عليهم لأنها شركة إنتاج، وكم عانينا أثناء الحكم السابق من الفن الهزيل الرخيص الذي كان مفروضا علينا بشكل كامل علي الساحة الفنية لإرضاء النظام. لماذا ابتعدت فترة طويلة عن الحقل الفني؟ طبعا لأنه من غير المعقول بعد التاريخ الفني أن أوافق علي أي أعمال فنية هزلية تعرض علي وفضّلت الابتعاد والانتظار إلي حين تأتيني أعمال فنية مناسبة فنيا وفكريا وكلما كان الإنسان له خبرة وتاريخ يكون أكثر دقة لأن خطواته سوف تحسب لصالحه أو ضده. كيف تري مستقبل نقابة الممثلين؟ لست وحدي المسئول فأنا معي آخرون لهم رؤي كثيرة ووجهات نظر تصب جميعها في مصلحة النقابة أولها التحرر من شركات الإنتاج الخليجية التي تفرض علينا نحن المصريين أصحاب الريادة أسلوبا وأنماطا محدودة جدا في الإطار العملي والفني وحتي في أسلوب العرض وهذا سبب تراجعنا فنيا وهذا لم ولن نسمح به مطلقا. رأيك في رفض الجماهير لأنصار السابق من الفنانين؟ هذا ليس منطقا فالجميع عاش في ظل الكم السابق بحلوه ومره هل هذا يعني أن الجميع فاسد؟ وإذا كان فنان أو فنانة ما تحدث عن شيء ما خاص بالثورة أو كان متعاطفا مع الرئيس المخلوع كان بدافع الحب والخوف علي وطنهم مصر والجميع بما فيهم أنا لم نستوعب الثورة وما يحدث بها والأحداث جاءت سريعة ومتلاحقة وحتي وقتنا هذا مازلنا نعيش أحداث الثورة وأزماتها والأمور لم تتضح بعد. لماذا اتجهت لتقديم الأعمال الدينية؟ أولا: أنا إنسان امتلك وسطية الدين ومؤمن بالحرية الفكرية وتعدد وجهات النظر من كل الجهات والأطراف ولكني اتجهت للأعمال الدينية لانها مؤثرة ولها بعد تاريخي ذو قيمة فنية ومثل ومبادئ عليا تتعلمها أجيال الشباب وهذه في حد ذاتها أعتبرها رسالة إنسانية أجد بها ذاتي وثانيا أنا أجيد التعامل مع اللغة العربية الفصحي جيدا وهذا لم يتوافر مع معظم الناس لان الفصحي شديدة الأداء. مسرحيات نجيب الريحاني كانت وراء بدايتك الفنية؟ بدايتي من خلال فرقة شباب هواة تعشق الفن كمؤسسة وهيئة في الحي الذي كنت أقطن به بالجيزة وكنا نقيم حفلات مع عائلاتنا وأصدقائنا من خلال مسرحيات نجيب الريحاني ثم تبلورت الفكرة في المدرسة الثانوية وتقدمت للمسابقات التابعة للثقافة الجماهيرية إلي ان التحقت بكلية التجارة جامعة عين شمس ثم تفرغت للفن تماماً بعد حصولي علي بكالوريوس التجارة ودرست دراسة أكاديمية بالمعهد وأثناء ذلك بدأت العمل بالمسلسلات التليفزيونية وبعض الأدوار المميزة التي لها حضور في السينما. أين انت من السينما؟ في بداية عملي بالسينما قمت بعدة أدوار مميزة ومع مرور الوقت وجدت ان السينما لم تستطع استثماري جيدا كما يجب وكما كان يحدث بالمسلسلات التليفزيونية وشعرت بعدم تآلف وعدم وجود كيمياء بيني وبين المجال السينمائي ولذا توقفت ورأيت ان ذلك من الأفضل لأجد المناسب لي. خطواتك الفنية بطيئة نسبية.. لماذا؟ نعم، لم أجد الشخص الذي يساعدني ويحدث لي طفرة فنية لانطلاق نجوميتي ولذا خطواتي الفنية بطيئة ولكنها ناجحة وعموما انا مؤمن بالدقة والتأني وكل شيء في الحياة يزول ولن تبقي إلا الذكري الطيبة والسيرة العطرة. هل تشعر بالاضطهاد؟ الإنسان الذي مع الله هو الأقوي والله هو الذي يرزق من يشاء والإنسان الذي مع الله كأن العالم كله معه وأنا مع الله. هل انت راض عن نفسك فنيا وإنسانيا؟ نعم أنا راضي عن ذاتي فنيا لأني لم أخسر نفسي قط وعلي المستوي الإنساني أنا أمتلك رضا وقناعة وهذا كنز لا يفني. كيف تري ريهام الفنانة والابنة؟ ريهام موهوبة فنيا منذ الصغر وشعرت بميولها الفنية ورغبتها في العمل بمجال التمثيل ولكني كنت أرفض بشدة عملها في الفن ولكن موهبتها الفنية كانت أقوي من رفضي لها ولهذا أصررت علي استكمال دراستها أولا بكلية التجارة ولكنها بدأت العمل في السنة النهائية بالكلية. ألا تتدخل في اختيار أعمالها؟ لا.. أبدا.. أتركها حرة التفكير لانها جيل وأنا جيل وحاليا هي صارت محترفة فنيا باحترامها لنفسها وفنها وكل هذه الصفات اكتسبتها مني واختزلتها في ذاكرتها منذ الصغر عندما كانت تراني أقضي ساعات طويلة علي المكتب لاختيار عمل جيد من مجموعة أعمال كانت تقدم لي وكيف أحترم نفسي وفني لان المادة مهما تضخمت مسيرها الزوال ولن تبقي إلا الذكري والتاريخ. انت من جيل الرومانسية، هل مازالت موجودة الآن؟ نعم الرومانسية مازالت موجودة ولكنها بمعطيات العصر الجديد وبدون الحب لا توجد حياة لان الحياة والحب بهما كثير من العجائب والغرائب التي لا تخطر علي بال المحبين وغالبا الحب يجمع بين اثنين لا يحظر علي البال انهما يتقابلان ولذلك فالحب هو الشيء الوحيد الذي اختلف فيه كل الحكماء والفلاسفة والعلماء. هل مفهوم الحب عند المرأة يختلف عن الرجل؟ نعم، وهذا الاختلاف حيوي وطبيعي فالرجل عندما يحب يعتز بذلك ولا يستطيع إخفاءه عكس المرأة التي عادة لديها القدرة علي إخفاء مشاعرها والتظاهر بعكس ما تخفيه وهذا تكوين إلهي بجينات المرأة. ما حلمك الذي لم يتحقق بعد؟ أحلم بالسلام علي كل المستويات ابتداءً بالسلام النفسي مع الذات ثم مع الآخرين واتمني السلام بين دول العرب الشقيق ونفسي ان يسود السلام العالم كله ويقف نزيف الدم والاغتصاب والاحتلال بين الدول ويعيش الجميع في سلام ووئام.