هل تصدق أن ماتعرض له طه حسين وأحمد بهاء الدين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وفرج فودة ونصر حامد أبوزيد ومن قبلهم الشيخ علي عبدالرازق وسلامة موسي ومحمد عبده، من اتهامات باطلة بموالاة أعداء الأمة وبالكتابة عن الشذوذ والشواذ وبالعلمانية وأحيانا بالكفر الصريح، وكل تلك الاتهامات وأكثر قد تعرض لها الدكتور علاء الأسواني ولاسيما بعد ثورة يناير وأن من سمح بتلك المهزلة هو الموقع الإلكتروني لجريدة الوفد التي من المفترض أنها تمثل حزبا ليبراليا يحمي الحريات ويصونها، نعم حدث ذلك وإن كنتم تريدون التأكد فلتفتحوا الموقع علي الصفحة الإلكترونية ذات الرابط الآتي:- http://www.alwafd.org/index.php?option=com_content&view=article&id=57323 وهي عبارة عن خبر نقلته المحررة "نورهان عبدالله" عن ندوة للدكتور علاء الأسواني بساقية الصاوي تحدث فيها الروائي الكبير بكل أدب واحترام عن رأيه في بعض أفكار الشيخ أبي إسحاق الحويني وانتقد الأسواني بعض دعوات الشيخ التي تعود بنا إلي القرن العاشر الميلادي (بتعبير الأسواني) وأضاف قائلاً بحسب ما نقلته الجريدة : "ليس لدي اعتراض علي الإسلاميين أو مشاركتهم السياسية ولكن الاعتراض علي افكارهم وعليهم أن يقدموا برنامجا وفقاً للشريعة الإسلامية وبموافقة الشعب المصري" وتحدث الدكتور علاء عن خطبة الجمعة التي ألقاهاالشيخ أحمد المحلاوي في الإسكندرية حيث اعتبر المحلاوي الذين يطالبون بالدولة المدنية كفاراً ويعبدون الطاغوت، ولم يرد علي لسان الدكتور علاء مطلقا ما يمكن اعتباره خروجا عن حدود اللياقة وظني طبعا أنه حتي لو كان الدكتور فعل ذلك وهو في تقديري غير معروف عنه إذ هو كاتب محترم وملتزم في كل كتاباته وحواراته بالموضوعية وأدب الحوار، لو افترضنا أنه تجاوز في كلامه عن الشيخ لامتنعت الصحيفة الورقية عن نشر الخبر الذي نقلته المحررة ولكن الأمر العجيب أن مدير الموقع الالكتروني سمح لنفسه أو لمرؤسيه أن يفسحوا المجال لتعليقات مهينة واتهامات يعاقب عليها القانون. سأورد هنا عينة من تلك التعليقات _ يقول أحد المعلقين "علاء ياسينارست يا سينمائي ويا داعي للعري والسفور ما يضرك في تطبيق حدود الله وشرعة الله التي فرضها عليك بدون كهانة ولا كهنوت ولا احكام كنسية اللي بيعلموها ليك! يقول معلق آخر عن الأسواني " أمثالك هما اللي بيجيبوا ورا من العلمانين و المتخلفين بتوع أفلام الشذوذ الله أعلم بحالتك إيه يا علاء( .....)؟" ثم يتابع "" الحويني هو عالمنا و فوق رءوسنا رغم حقد امتالك عليه" . ثم يسمح مشرف الموقع أو مديره بنشر التعليق الآتي علي لسان إحدي الفتيات، تقول الفتاة " والله عندما قرأت هذه المقالة تذكرت قوله تعالي" ىُرِيدُونَ لِىُطْفِئوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُون". وتستطرد "الفتاة" قائلة " ولا أجد أبلغ وأوجز منَ هذا ليصف حال أمثال هذا الاسواني.. الذي اعترف بلسانه أنه عدو الله ". أما القارئ تامر المهدي فيقول في تعليقه" بفضل الله 25 شخصا علقوا علي الموضوع ولا واحد حتي مؤيد للكلام الفارغ بتاع( بني ليبرال!) مصر يا أساتذة إسلامية والموضوع محسوم شاء من شاء و أبي من أبي فلنتفرغ للبناء ونترك الرد علي هؤلاء!". طبعا يسمح المحرر أيضا ببعض التعليقات المدافعة عن علاء الأسواني ولكنها في مجملها لم تنتهج نفس الأسلوب البذيء وعبرت عن تحضر أصحابها إذ استخدمت ألفاظا مثل "الظلامية" و"التخلف" ولكنها أبدا لم تصف البشر بالكلاب النابحة كما كتب أحدهم في وصف من يقول عنهم (العلمانيين)، إن موقف المشرف علي التعليقات يدعو للريبة ولاسيما أنني حاولت استخدام ايقونة " الإبلاغ عن المخالفات" فظهرت رسالة مفادها أنه تم الإبلاغ عن ذلك من قبل قراء غيري كثيرين. السؤال لماذا إذن لم يحذف مشرف الموقع تلك التعليقات المسيئة ويكتب تنبيها كما تفعل بعض الصحف المحترمة؟ ألم تكن المهنية تقتضي أن يذكر المعلقين بأن حرية الاعتقاد وحرية الانتقاد مكفولتان ولكن في إطار من احترام كرامة الأشخاص وحرمت أعراضهم ، ولاسيما أن القارئ جمال السوي عبر عن فكرة ربما تكون صحيحة وربما تنبهنا إلي خطورة ما يفُعل بنا جميعا من قبل أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فيقول جمال السوي" اللي خلاني اكتب التعليق ده، انني لاحظت ان فيه منظمة عملاقة تهجم علي الصحف التي تسمح بإبداء التعليق علي الاخبار والمقالات,وتبث بسمومها كي تشوه رأي المصريين في مفكريها العظام,وهذه جهة معادية ,ولنا في الجاسوس الاسرائيلي الذي تم القبض عليه عبرة، إذن ربما يكون القارئ " جمال السوي" محقا فيما ذهب إليه لأن المتآمرين علي مصر والحاقدين علي ثورة شعبها والخائفين من استعادتها لدورها لا يمكن طبعا أن يفوتوا هذا الفضاء الإلكتروني دون استخدامه للوقيعة وإشعال الفتن بين أبناء مصر ولذلك أعود وأشدد عل أسفي الشديد لما يمكن اعتباره تعمدا من جانب مشرف صحيفة الوفد أواعتباره _ علي أقل تقدير_ إهمالا مهنيا يستوجب المحاسبة ، كما أهيب بالشباب المصري ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أن يعوا أن هناك أجهزة في الداخل والخارج تستخدم تلك الشبكات لتفجير المجتمع المصري من الداخل وربما تكون السفارة الإسرائيلية ضالعة في ذلك. ولاسيما بعد تباهي أحد قادة الموساد بأن من انجازاته إثارة الفتن في مصر.