سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 15 يونيو 2025    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض 7 طائرات درونز    باريس سان جيرمان يبدأ مشواره بمونديال الأندية أمام أتلتيكو مدريد الليلة    ريبيرو: أهدرنا العديد من الفرص أمام إنتر ميامي    وزارة التعليم: الأسئلة المتداولة لامتحان الدين بالثانوية العامة لسنوات سابقة    طلاب الثانوية الأزهرية بشمال سيناء يؤدون الامتحانات في اللغة الأجنبية الأولى    سعر صرف الدولار في البنك المركزي والبنوك صباح اليوم الأحد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أولياء الأمور ينتظرون طلاب الثانوية العامة أمام لجان الامتحانات فى أسوان    ثانوية عامة 2025.. إجراءات أمنية مشددة على أبواب لجان عين شمس    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    الجيش الإسرائيلى: اعترضنا 7 مسيرات انقضاضية إيرانية خلال الساعات الأخيرة    طريقة عمل الحواوشي في البيت، غداء سريع التحضير وقيمته الغذائية عالية    «الجوع العاطفي».. هروب إلى الثلاجة!    طلاب الثانوية العامة 2025 يتوافدون على لجان الامتحانات لإجراء التفتيش الإلكتروني    تعليم المنوفية: ممنوع إحضار الهاتف المحمول بلجان الثانوية العامة    وفاة ابن عم الفنان محمد الشرنوبي ونجل الموسيقار صلاح الشرنوبي    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 15 يونيو    برواتب تصل ل12 ألف جنيه.. العمل تعلن وظائف جديدة بشركة أدوية بالإسماعيلية    دعاء امتحانات الثانوية العامة.. أشهر الأدعية المستحبة للطلاب قبل دخول اللجان    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم الأحد 15 يونيو    اليوم.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد    8 قتلى و207 مصابا في هجومين صاروخيين شنتهما إيران على إسرائيل    "زيزو الأعلى".. تعرف على تقييمات لاعبي الأهلي خلال الشوط الأول أمام إنتر ميامي    «المركزى» يُقر خطة تحويل «إنكلود» لأكبر صندوق إقليمي في التكنولوجيا المالية    محافظ قنا يشارك في الاحتفالية الرسمية لاستقبال الأنبا إغناطيوس بالمطرانية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقر منظمة أبحاث دفاعية إيرانية    حارس إنتر ميامي الأفضل في افتتاح مونديال الأندية أمام الأهلي    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    السينما والأدب.. أبطال بين الرواية والشاشة لجذب الجمهور    ذكريات مؤثرة لهاني عادل: كنت بابكي وإحنا بنسيب البيت    رقم تاريخي ل زيزو مع الأهلي ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    تجاوز 63%.. مؤشر تشغيل القروض للودائع يواصل التحليق لمستويات غير مسبوقة    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    الموعد المتوقع لإعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025؟.. رابط الاستعلام برقم الجلوس    سبب دمارًا كبيرًا.. شاهد لحظة سقوط صاروخ إيراني في تل أبيب (فيديو)    "رفقة سواريز".. أول ظهور لميسي قبل مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    أعراض السكتة القلبية، علامات صامتة لا يجب تجاهلها    المصرية للاتصالات وي تتلقى عروضاً لتزويد عدة مؤسسات بتكنولوجيا الجيل الخامس    الجلاد: الحكومة الحالية تفتقر للرؤية السياسية.. والتعديل الوزاري ضرورة    السفارة الأمريكية في البحرين تدعو موظفيها إلى توخي الحذر عقب الهجوم على إيران    بداية العام الهجري الجديد 1447.. عبارات مميزة لرسائل تهنئة وأجمل الأدعية    القانون يحظر رفع أو عرض العلم المصرى تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان    ضبط كوكتيل مخدرات وأسلحة آلية.. سقوط عصابة «الكيف» في قبضة مباحث دراو بأسوان    "العسل المصري".. يارا السكري تبهر متابعيها في أحدث ظهور    كهرباء قنا تفتتح مركزًا جديدًا لخدمة العملاء وشحن العدادات بمنطقة الثانوية بنات    بمشاركة 20 ألف.. مستقبل وطن يُطلق مؤتمر شباب الدلتا بالإسكندرية    دون أدوية أو جراحة.. 5 طرق طبيعية لتفتيت وعلاج حصوات الكلى    ضمن مبادرة "100 مليون صحة".. صحة الفيوم تقدم خدمات المبادرات الرئاسية لأكثر من 18 ألف مواطن خلال عيد الأضحى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    سر دموع عبد الفتاح الجرينى على الهواء فى "صندوق الذكريات" ب"آخر الأسبوع"    كأس العالم للأندية| «ريبيرو» يعقد محاضرة فنية للاعبي الأهلي استعدادًا لمواجهة إنتر ميامي    جامعة بدر تفتح باب التقديم المبكر بكافة الكليات لطلاب الثانوية العامة والأزهري والشهادات المعادلة    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السابق: لا تأثيرات لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية على مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نبيلة عبيد احتكرت كل قصص إحسان عبدالقدوس بعد«وسقطت في بحر العسل» فصارت من نجمات الصف الأول في السينما المصرية
نشر في القاهرة يوم 21 - 06 - 2011

نبيلة عبيد احتكرت كل قصص إحسان عبدالقدوس بعد«وسقطت في بحر العسل» فصارت من نجمات الصف الأول في السينما المصرية فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء» من الأفلام التي أحاطت به عدة مشاكل، ولكن الفيلم خرج في النهاية منتصرا علي جميع من حاولوا وضع العراقيل أمام ظهوره. كانت نبيلة عبيد قد اشترت القصة من إحسان عبدالقدوس في الواقع فإن نبيلة اشترت كل قصص إحسان عبدالقدس «التي قامت ببطولتها أفلاما وذلك من أول قصة فيلم «وسقطت في بحر العسل» وحتي الفيلم الذي قام أشرف فهمي بإنتاجه وهو فيلم» ولا يزال التحقيق مستمرا» كانت نبيلة عبيد هي صاحبة القصة. لم أكن أعلم بالضبط ما يحدث بينهما في أمر ملكية القصة فهل كانت نبيلة شريكة في إنتاج هذا الفيلم أم تنازلت لأشرف عن ملكية القصة؟ عندما كانت نبيلة تشتري قصة من إحسان عبدالقدوس كان أشرف يدرك أنه سوف يقوم بإخراجها وإذا لم يكن هناك من ينتجها فإنه سوف يقوم بإنتاجها. كان يضمن بأنه لن يدفع ثمن القصة وقد كان إحسان يتقاضي أعلي أجر في ذلك الوقت بين أدباء عصره فقد كان يبيع القصة بمبلغ 7500 جنيه في الوقت الذي كان نجيب محفوظ يتقاضي 4500 جنيه ويوسف إدريس 3000 جنيه. أما حُسْن شاه فكانت تتقاضي 10000 جنيه وعندما تأتي المناسبة سوف أتحدث عن هذه المفارقة. وكان أشرف يدرك أن النجمة الكبيرة التي سوف يبيع الفيلم باسمها لن تتقاضي منه مليما وأن السيناريست صديقه وسوف يتساهل معه في الأجر وأنه سوف يحصل علي سلفة كبيرة بالنسبة للتوزيع الداخلي وأفضل تاريخ والسينما التي يختارها وعندما حدثني أشرف فهمي عن فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء «كنت أظن أنه اشتري القصة من إحسان عبدالقدوس ولكن ما حدث بعد ذلك كان يثير الحيرة، فعندما اشتد الخلاف بينه وبين النجمة الكبيرة سألته هل سيتولي إخراج الفيلم وربما كان هذا السؤال بإيعاز من نبيلة علي اعتبار أنني الصديق المقرب للطرفين فإذا به يصيح في عصبية واستنكار كيف بعد الذي حدث أن يعمل مع هذه المرأة.. آسف لأنه أكمل كلامه بالسب والقذف. وقد اعتاد بعد ذلك كلما أتي ذكرها يتحدث معي بهذه الطريقة فكنت أبتسم وأخبره بأنه مازال يحبها، وأنني سوف أدرك أنه كف عن حبها عندما يكف عن الحديث عنها بهذا السوء. سر الخلاف أما الشيء الذي يكتفي بأن يذكره بكلمة ما حدث لا أعرفه تماما ولم يجرؤ أن يحدثني في إحدي المرات عن هذا الذي حدث بينه وبين نبيلة عبيد وأوجب هذه الخصومة. عندما أيقنت نبيلة بأن أشرف لن يخرج فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء» طلب مني جرجس فوزي أن أذهب إلي بيت نبيلة عبيد في موعد محدد. وعندما ذهبت إلي نبيلة في الموعد الذي أخبرني به جرجس أخبرتني بأنها هي التي ستتولي إنتاج الفيلم فلديها شركة إنتاج وسبق أن قامت بإنتاج فيلم «وسقطت في بحر العسل» وهو من أسوأ أفلام صلاح أبوسيف ولا أعرف له معني حتي الآن وأعتقد أنه لم يحقق نجاحا. وبعد ما يقرب من نصف الساعة حاولت أن أعلم ما الذي حدث بينها وبين أشرف حتي وصل الأمر إلي هذا الموقف لم تخبرني بشيء وأنها هي الأخري لا تعلم سببا لذلك إلا إذا كان يريد أن يجد حجة ليتزوج بغيرها. وعندما أدركت ألا أحد منهما يريد أن يخبرني بالحقيقة اشتريت دماغي ولم أعد أسأل، وجاء جرجس فوزي بعد نصف الساعة وتمت إجراءات التعاقد معي ووقعت نبيلة علي العقد معي وأعطتني شيكا من حسابها. الإنتاج بالوكالة لم تكن نبيلة مثل غيرها من النجمات تحب أن تقوم بإنتاج أفلامها فهذا يعتبر في نظر من حولها أنها غير مطلوبة. كانت نادية هي الأخري رغم أنها تملك شركة لإنتاج الأفلام لا تحب أن تنتج أفلامها وتحب أن يقوم غيرها بالإنتاج ولذلك أوكلت الأمر إلي زوجها محمد مختار الذي أنشأ شركة لم تنتج سوي أفلام نادية الجندي. وكانت معظم النجمات في مصر يحسدن نادية الجندي علي زوجها وتفانيه في وضع زوجته في مكانة عالية وتوجها بمنحها لقب كبير هو «نجمة الجماهير» وأصبح هذا اللقب ملتصقا بها حتي الآن مما دفع نبيلة عبيد بعد ذلك إلي السعي للحصول علي لقب فقام المنتج صفوت غطاس بمنحها لقب «نجمة مصر الأولي» وأصبحت تحتفظ بهذا اللقب حتي الآن مثل لقب «سيدة الشاشة العربية» التي تحتفظ به فاتن حمامة و«سندريلا السينما العربية» لسعاد حسني ولقب «حبة كريز السينما المصرية» الذي منحه رأفت الميهي لمعالي زايد التي لا أري أي علاقة بينها والكريز وربما هي أقرب إلي التوت. غضب مشترك يبدو أن غضب أشرف فهمي وسخطه لم يقعا علي نبيلة لوحدها، بل وقعا علي جرجس فوزي أيضا، فبعد أن كانت العلاقة قوية بين أشرف وجرجس وكان أشرف لا يفعل شيئا دون مشورة جرجس وكان علي استعداد أن يضحي بأي فرد في أفلامه في سبيل ألا يغضب جرجس وكان عندما يمر بضائقة مالية يصبح جرجس مثل خاتم سليمان فيدبر المال الذي يحتاجه بأي شكل من الأشكال. ولذلك فقد أثار الانقلاب في علاقتهما استغرابي الشديد وعندما سألت أشرف عن السبب لم يفصح لي عن السبب الحقيقي وإنما اكتفي بأن اتهم جرجس ببعض المخالفات المالية فلم أصدق. خيانة عظمي علي ضوء معرفتي بجرجس فقد لمست فيه الذكاء والطموح فقد جعله أشرف في النهاية منتجا فنيا بعد أن كان مدير إنتاج وأصبح هو المتحدث بلسان أشرف في التعاقدات مع العاملين في أي فيلم يقوم أشرف بإنتاجه وحتي إذا كان هناك منتج آخر غير أشرف فهمي فإن أشرف كان يصر علي أن يحصل جرجس علي أعلي أجر. هذا إلي أن من الصعب أن يستطيع أحد أن يستولي علي أمواله دون علمه رغم ما لمسته من كرمه الشديد مع أصدقائه ومن حوله. لكن علي ما يبدو أن السبب وراء هذا الانقلاب هو أن جرجس ذهب للعمل مع نبيلة عبيد وأن أشرف اعتبر ذلك خيانة عظمي له ولكن السبب الأقوي هو أن زوجته أوغرت صدره ضد جرجس فهي كانت تخطط في داخلها تخطيطا كبيرا لتدمير كل علاقات أشرف فهمي بأصدقائه والمقربين من الذين يعملون معه بحيث يصبح في النهاية لا حول ولا قوة له وهذا ما أوضحته الأيام بعد ذلك، ولولا شدة احتياج أشرف فهمي لي لدمرت ما بيني وبينه ولذلك كنت من ألد أعدائها وكنت أعلم بمحاولاتها للوقيعة بيني وبينه لكن ما كنت أهتم فأنا لست بحاجة إلي منفعة منه، ولكنه صديق وحتي لا أدخل في مشاكل آثرت الابتعاد وأصبحت لا أدخل بيت صديقي العزيز إلا في المناسبات. عداوة مفاجئة أذكر أنني دعيت لاجتماع تحضره سناء جميل وزوجها الصديق العزيز لويس جريس في بيت أشرف فهمي. كان الغرض من الاجتماع هو أن يتخلص كل واحد منا من صداقته لجرجس فوزي. كان أشرف يظن أننا ضعفاء النفوس قليلي الحيلة نسلم بسرعة لما يطلبه منا ونوافقه علي الفور فيما يقوله. وقد بدأ لويس الكلام بعقلانية شديدة بأننا لم نكن أصلا نعرف جرجس فوزي وإنما عرفناه نحن الثلاثة عن طريق أشرف نفسه وأنه أصبح الآن صديقنا ولم يرتكب الرجل ما يفسد هذه الصداقة. وأضفت أنا أن جرجس يحبنا بصدق ونبادله هذا الحب، أما بالنسبة للعداوة التي نشأت فجأة بينهما فهذه مسألة شخصية لا دخل لنا فيها، ويبدو أن أشرف كان مقتنعا بما نقوله، ولكنه يقوم بتنفيذ رغبة زوجته ولذلك شعرت أنه قد غلب علي أمره وليس عنده ما يدفعنا إلي تنفيذ رغبته. رغم أنني ابتعدت عن الحديث عن فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء» إلا أن ما أتحدث عنه من مشاكل كانت كلها تدور في فلك هذا الفيلم. ويبدو أنه كانت هناك بعض المشاكل القانونية تتعلق بعقد شراء قصة «أرجوك أعطني هذا الدواء» أن أشرف كان يشترط علي نبيلة أن تذكر في العقد أن يقوم هو بإخراج الفيلم، ولذلك فعندما رفض شفهيا إخراج الفيلم وقررت نبيلة أن تسند الإخراج إلي مخرج آخر كان لابد من التخلص من هذا الشرط في العقد وبالطبع رفض أشرف أن يعطي ورقة التنازل. ولجأت نبيلة إلي محاميها لبيب معوض وأذكر أنه تم استدعائي إلي مكتبه. وعندما ذهبت إلي مكتب لبيب معوض وجدت نبيلة وجرجس هناك وطلبوا مني شيئا ضد أشرف يخرجهم من هذه الورطة. وبالطبع رفضت وأخبرتهم بأنهم كلهم أصدقائي ولكني لا انحاز إلي واحد ضد الآخر وأنا لا أحب التآمر. وحاولت نبيلة أن تلتمس لي العذر بأنني أعمل مع أشرف وأخشي أن يؤثر هذا علي عملي معه فأخبرتها في استنكار بأن العمل لا يهمني ولست في حاجة إليه، ولكن المبادئ والقيم النبيلة أهم من كل شيء فأنا أرفض التآمر فإن أشرف في النهاية صديق وصديق عزيز جدا ويهمني أن أحتفظ به صديقا وليس مخرجا فإن المخرجين كثيرون ويحلمون بالعمل معي. الشرط القانوني اختارت نبيلة صديقها حسين كمال لإخراج الفيلم ويبدو أنها ضربت عرض الحائط بالشرط القانوني في عقد شراء القصة. خفة ظل كانت هذه هي المرة الأولي التي أعمل فيها مع حسين كمال رغم الصداقة التي كانت تربطنا. جاء إلي مكتبي وهو يحمل علبة شيكولاتة فاخرة وأبدي سعادته بالعمل معي. علمت بعد ذلك من محسن علم الدين أنه طلب بعض شرائط فيديو لأعمالي البارزة ليشاهدها. وعندما ذكرت له هذه الواقعة فيما بعد أخبرني بأنه كان يريد أن يتعرف علي تفكيري واتجاهاتي وكان يخشي كل الخشية أن يكتشف أنني شيوعي. من الممتع جدا أن يعمل المرء مع حسين كمال فهو مخرج يجيد حرفته ومن المخرجين القلائل الذين يفهمون في السيناريو ويشاركون بالأفكار في صنعه وإثرائه هذا بالإضافة إلي أنه يتمتع بخفة ظل قلما تجدها إلا نادرا جدا عند غيره من المخرجين، ويتمتع حسين إلي جانب موهبة الإخراج بموهبة التمثيل أو التشخيص. وعندما كان يريد توضيح المشهد الذي يرغبه من كاتب السيناريو كان يقوم بتمثيله أفضل من أي ممثل وممثلة ولم يبرع في هذا سوي عزالدين ذوالفقار وحسن رمزي وحسن الإمام. ورغم أن حسين كمال هو ابن الطبقة الثرية في مصر وتعلم في أشهر المدارس الفرنسية في مصر ودرس وعاش في فرنسا وأمه يونانية وأخته متزوجة برجل إيطالي، ولذلك فهو يجيد الفرنسية والإيطالية واليونانية والإنجليزية إلا أنه مما يثير الدهشة أنه علي دراية كبيرة بأخلاق سكان الحواري والطبقات السفلي ومشاجراتهم وألفاظهم السوقية والفاحشة حتي أن المرء يحسبه قد تربي في قاع المجتمع. لا يحب أن يتسلم سيناريو جاهزا ويقوم بإخراجه مثله مثل أشرف فهمي وصلاح أبوسيف وكمال الشيخ، بل يجب أن يبدأ مع كاتب السيناريو والموضوع مجرد فكرة حتي ولو كان في الأصل رواية أدبية ضخمة. وهو يعطي مطلق الحرية للسيناريست ولنفسه في التفكير والإبداع حتي ولو أدي ذلك إلي تغيير أشياء كثيرة في الرواية الأدبية وذلك علي عكس صلاح أبوسيف الذي سبق أن ذكرت أنه يحترم كثيرا ما يكتبه الأديب ويحاول ترجمته إلي عمل سينمائي. ينسي حسين كمال مثلي القصة أو الرواية بعد قراءتها جيدا ونبدأ من خلال فكرة نتفق عليها. ولذلك فإن الأفلام التي قدمناها أنا وهو كانت تختلف كثيرا عن الروايات أو القصص المأخوذة عنها. معالجة جديدة أذكر أننا بعد أن أخذنا نعمل وبذلنا جهدا كبيرا لمدة شهر ونصف الشهر فإذا به يسألني عن رأيي فيما وصلنا إليه فأخبرته بأنني لست مستريحا فأخبرني بأنه يسألني هذا السؤال لأنه شعر بنفس الإحساس فألقيت ما كتبته في سلة الزبالة وطلبت منه أن يمنحني بعض الوقت والحرية لكتابة معالجة جديدة. الليل الرقيق كان موضوع الفيلم في منتهي الحساسية ويدور حول علاقة شائكة وهي علاقة مريضة نفسيا بطبيبها النفساني. وكان اهتمامي الكبير أن أقدم شخصية الطبيب النفساني في صورة تختلف عما قدمته السينما المصرية، فالذي أذكره في هذا الشأن السخرية في رسم شخصية الطبيب النفساني بحيث يثير الضحك. وفيلم «أرجوك اعطني هذا الدواء» ليس فيلما كوميديا وإنما هو تراجيديا تحدث لمعظم الزوجات اللاتي يتزوجن من أزواج يعاشرون غيرهن من النساء وتعيش الزوجة في دوامة من الصراع والضياع. ومثل معظم النساء المريضات اللاتي يعانين من الجوع العاطفي وعدم الإشباع الجنسي ويقوم بعض الأطباء النفسانيين بمعالجتهن فإنهن يقعن في حب الطبيب وأيضا بدافع نفسي وأشهر من عالج هذا الموضوع هو الروائي الأمريكي سكوت فتيزجيرالد في روايته «الليل الرقيق» عن وقوع إحدي المريضات الثريات في غرام الطبيب النفسي الذي يعالجها ويقع هو الآخر في غرامها حيث ينقلب الأمر بعد ذلك، فبدلا من أن ينقذها من محنتها ويسمو بها إلي عالمه فإنها تأخذه وتنحدر به إلي عالم الرفاهية والانحلال فإذا به يتحول في نظرها من المعبود إلي العبد ويتحطم كل منهما. أذكر أنه كان في مصر دكتور نفساني شهير يدعي أبومدين الشافعي كان مدرسا في كلية الآداب حيث يقوم بتدريس علم النفس
في قسم الفلسفة. كان أبومدين الشافعي من النوابغ المشهود لهم وكان ينتظره مستقبل كبير مثل الدكتور يوسف مراد والدكتور مصطفي زيوار والدكتور مصطفي سويف وهم أساطين علم النفس في العالم العربي وخرج من عباءاتهم معظم الأساتذة العاملين في هذا المجال. ووقعت إحدي المريضات في غرام الدكتور أبومدين الشافعي وأحبته بجنون. فقد أصبح في نظرها القدوة والمثال كما يحدث دائما بين المريضة النفسية وطبيبها. ويبدو أن الدكتور أبومدين تجاوب مع المريضة تجاوبا شديدا ثم فجأة لما كان يعرف عنه بولعه بالنساء اكتشفت المرأة حقيقته فأطلقت عليه الرصاص وقتلته. ولذلك فقد كانت علاقة شخصية الزوجة ماجدة في فيلم «أرجوك أعطني هذا الدواء» بالدكتور مصطفي الميسوري الذي يعالجها قريبة الشبه حيث وجدت في شخصيته الحنان والاهتمام والتعويض عما تلاقيه مع زوجها زير النساء من حرمان وهوان، وعندما تجد ماجدة الصد والعقلانية من جانب الطبيب فإنها تموت في النهاية بشكل أشبه بالانتحار. أحلام اليقظة استخدمت في المعالجة الفلاش باك وأحلام اليقظة والتخيلات بأسلوب متماسك مع السياق الذي تسير فيه الأحداث بحيث يحسب المشاهد أنها تسير في نفس الزمن الحاضر للأحداث ويكتشف أن المشاهد هي فلاش باك أو حلم يقظة أو تخيل عندما تنتهي وتعود الأحداث إلي الحاضر، وكان حسين كمال يصفق وأنا أقرأ له تتابع الأحداث في المعالجة الجديدة من شدة إعجابه بالشكل الجديد للسيناريو فلم يسبق لأحد في مصر أن عالج السيناريو بهذه الحرفية الجمالية. معركة رقابية عندما بدأت أكتب السيناريو والحوار كنت أفكر فيما يجب أن تكون عليه جرأة المشاهد بين الطبيب ومريضته خاصة أن المشكلة تتعلق بممارسة الجنس من زوجها معها في المقام الأول من أزمتها النفسية. ولذلك فعندما كتبت حوار هذه المشاهد بما يجب أن تكون عليه فزع حسين كمال في أول الأمر وصاح: «معقول يا مصطفي؟» فأخبرته بأن الواقعية الفنية تقتضي هذا ويجب أن يعرف المتفرج ما يحدث حتي يكون حدث الشخصية مقنعا. وقمت بقراءة المشاهد عليه مرة أخري فاقتنع، أما نبيلة عندما قرأت هذه المشاهد في السيناريو فإنها أخذت تضحك بسرور وهي تسألني هل سيوافقون في الرقابة علي هذه الجرأة فأخبرتها بأن الأمر في منتهي الصعوبة، ولكن هذا لا يمنع من أن نخوض معهم المعركة. يبدو أن جرجس فوزي استطاع أن يحصل علي ترخيص للسيناريو من الرقابة بشكل من الأشكال التي كانت سائدة في تلك الفترة والتي كانت تعتمد علي المال. وكنت أحمد هذه الطريقة التي تنقذ بعض السيناريوهات التي تتسم بالجرأة في المعالجة وترتفع بالقيمة الفنية والفكرية للفيلم حتي لو دفعنا ثمن ذلك من أموال. وكل الأفلام التي حظيت بالتقدير الكبير من ناحية للجمهور والنقاد فإنما مرت بطريقة غير شرعية وكنت دائما أقول إنه ليس هناك فيلم بعد أن شاهده الجمهور أشعل ثورة ولكن الثورة تأتي نتيجة تراكمات مختلفة تتوحد في النهاية في نفوس الناس بمعني واحد وهو الظلم بكل معانيه. وكثيرا ما ورد علي لسان شخصياتي في بعض أعمالي جملة «الشعب اللي يرضي بالظلم يستحق الظلم» هذا بالنسبة للأعمال التي تتعلق بالسياسة، أما بالنسبة للأعمال التي تتعلق بالجنس فإنني أري أن الجنس عندما يكون ملتحما التحاما حتميا في نسيج العمل الفني فلا غبار عليه، بل إنه يزيد من واقعيته الفنية وإقناعه. وهناك الكثير من الأفلام التي شاهدناها بداية من أواخر الخمسينات لمخرجي الموجة الجديدة في فرنسا وبعد ذلك الموجات الجديدة في دول أوروبا الشرقية في منتصف الستينات تزخر بالمشاهد الجنسية الصريحة. ورغم ذلك فإنني ضد العري الكامل في أفلامنا فإن المخرج يستطيع من خلال بعض الزوايا وحجم اللقطات أن يوحي بالكثير بل إن مخرجا مثل صلاح أبوسيف لم يقدم لنا علي سبيل المثال مشهدا عاريا في فيلم «شباب امرأة» ولكن الفيلم كان يفوح بالجنس. كلمات فاحشة كما أنني ضد استخدام الكلمات الفاحشة الصريحة التي نسمعها في كثير من الأفلام الأمريكية. وقد بدأت موجة هذه الكلمات أول ما بدأت في بعض أعمال الكتَّاب الروائيين الإنجليزيين والروائيين الأمريكيين. وقامت الرقابة في أمريكا وإنجلترا بمصادرة بعض أعمالهم ولكن بعض دور النشر الفرنسية قامت بنشر هذه الروايات في سلاسل للروايات البورنوجرافية مثل سلسلة «أوفيليا» وسلسلة «أوليمبيك». قامت محاكمات لهذه الروايات أشبه بالمحاكمة التي قامت في القرن التاسع عشر لرواية «مدام بوفاري» لفلوبير في فرنسا. فهناك محاكمة شهيرة لرواية «عشيق الليدي تشاترلي» التي كتبها د.ه.لورنس، وهناك محاكمة لرائعة جيمس جويس «يوليسيس» كان الاتهام الأخلاقي لمثل هؤلاء الأدباء أنهم خرجوا عن العرف الأدبي والذوق العام واستخدموا الكلمات ذات الأربعة حروف وهي كلمات فاحشة للغاية وتصدم الذوق العام وتخدش الحياء. وقاموا بمصادرة الروايات التي خرجت عن المألوف وكان صاحب النصيب الأوفر في المصادرة الكاتب الأمريكي هنري ميلر ولكن أعماله كلها نشرت في فرنسا وهو يتمتع بأسلوب فريد وتشبيهات بديعة وأصيلة. ثم ما لبثت أن تداعت هذه الادعاءات تحت وطأة التحرر والقيمة الفنية لهذه الأعمال المصادرة والتي أصبحت تعتبر من روائع الفن الروائي العالمي. ونادي المفكرون بحرية الفن وأن القارئ مسئول عما يختاره ليقرأه. ايحاء بالجنس أصبحنا لا نقرأ بعد ذلك بأية لغة من اللغات الأوروبية حتي نجد هذه الكلمات ذات الأربعة حروف تملأ صفحات الرواية. وبالطبع تأثرت السينما بهذه الحرية فبعد أن كان غلق باب حجرة النوم في وجه المتفرج علي رجل وامرأة يعتبر الإيحاء الأكبر بممارسة الجنس وأقسي ما يتم السماح به فقد تطور الأمر تطورا كبيرا وأصبحت بعض الأفلام تقارب في تناولها لمشاهد الجنس أقرب لما يحدث في أفلام البورنوجرافي. ولذلك فإن السؤال الذي يراودني ويثير القلق في نفسي هل سنصل في يوم من الأيام إلي هذه الدرجة من الحرية؟ ما إن انتهيت من كتابة سيناريو وحوار فيلم «أرجوك اعطني هذا الدواء» استقر الأمر بيني وبين حسين كمال علي أن الذي يقوم بدور الزوج حسين فهمي ويقوم بدور الطبيب محمود عبدالعزيز، ولكن لا أتذكر لماذا لم يقم حسين بالدور وعليه قام محمود عبدالعزيز بدور الزوج وفاروق الفيشاوي بدور الطبيب. وفكرنا في أن تقوم ليلي فوزي بدور صديقة الزوجة. وأرسلنا إليها السيناريو وحددت لنا موعدا لمقابلتها. لم أكن مستريحا لليلي فوزي في هذا الدور، بل إنني لا أستريح لها كممثلة ولكن حسين كان قد قابلها في إحدي السفريات في الطائرة ووعدها بالعمل معه. ذهبنا لمقابلة ليلي فوزي في شقتها بعمارة ليبون فأخبرتنا بأنها لا تصلح لدور المرأة التي تصطاد شبانا صغارا وأنها تعتذر عن الدور.. وعند خروجنا من عندها وفي المصعد رأيت الامتعاض علي وجه حسين وإذا به يسألني «ثقيلة.. مش كده؟» وجئنا بدلا منها بماجدة الخطيب التي كانت في منتهي الحماس والسعادة لقيامها بهذا الدور. مشاهد التحليل النفسي انتهي حسين كمال من إخراج فيلم «أرجوك اعطني هذا الدواء» وإعداده للعرض. وكان لابد بالطبع من عرضه علي الرقابة أولا. وفي المشاهدة الأولي أجمع معظم موظفي إدارة الأفلام العربية علي رفض الفيلم ولم يعطوا فرصة لمن أجازوا السيناريو تحت وطأة المال، وبالطبع فإن وجودي ووجود حسين كمال علي الفيلم طلبا مدير الرقابة الرأفة فتم تخفيف الرفض إلي حذف مشاهد التحليل النفسي ويعني هذا تدمير الفيلم. وكان هناك في ذلك الوقت ما يعرف باللجنة العليا للرقابة، أفرادها من كبار الأدباء والمفكرين. شاهدت اللجنة العليا الفيلم فكان اعتراضها علي أحد مشاهد الفيلم وهو المشهد الذي يتسم الحوار فيه بالجرأة عندما يسأل الطبيب النفسي مريضته عن عدد المرات التي يعاشرها فيها زوجها. وعندئذ وقف حسين كمال أمامهم وأخبرهم بأن هذا المشهد من الممكن معالجته بأكثر من طريقة. فيمكن معالجته بطريقة سوقية خبيثة في الأداء أو بطريقة كوميدية تثير ضحك الجمهور أو بطريقة محترمة تتوافق مع جدية الموقف. وقام حسين بتمثيل الطرق الثلاث أمام أعضاء اللجنة مما جعلهم يدركون ويقتنعون بأن الطريقة التي قام بمعالجة المشهد بها هي الطريقة الصحيحة والتي يجب أن يكون عليها بناء المشهد من الناحية الفنية. وعلي الفور وافقت اللجنة علي الفيلم وإبداء الاستحسان الكبير له. معركة شرسة كان قد تحدد عيد الأضحي الموافق 30 يونية 1984 ومعه أفلام «اثنان علي الطريق» بطولة عادل إمام وحسن يوسف، «بنات إبليس» بطولة فريد شوقي ومديحة كامل وسعيد صالح، وبالطبع منتجة الفيلم زيزي مصطفي «التخشيبة» بطولة نبيلة عبيد وأحمد زكي وتأليف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب «لك يوم يا بيه» تأليف فاروق صبري وإخراج محمد عبدالعزيز وبطولة محمود عبدالعزيز وإيمان ولبلبة، «الخونة» تأليف وإخراج وصفي درويش وبطولة فريد شوقي وليلي علوي وفاروق الفيشاوي، «تزوير في أوراق رسمية» من إخراج يحيي العلمي وبطولة محمود عبدالعزيز وميرفت أمين وإيمان البحر درويش وهشام سليم، هذا وبعض الأفلام الأخري التي لا تستحق الذكر. أذكر في هذه المناسبة أنني كنت واقفا في مدينة السينما عند مجمع المونتاج حيث كنا كثيرا ما نجتمع ببعض العاملين في الحقل السينمائي هناك وكانت الراقصة زيزي مصطفي هي منتجة فيلم «بنات إبليس» وكانت تأتي كل يوم للاطمئنان علي تشطيب فيلمها حتي يلحق العرض في عيد الأضحي. وإذا بي أسمعها وهي تعلن أمام مجموعة من السينمائيين بأن الأفلام التي سوف تكتسح في العيد هي «لك يوم يا بيه والتخشيبة والخونة وتزوير في أوراق رسمية» وعلي رأسها فيلمها «بنات إبليس» ولم تذكر فيلم «أرجوك اعطني هذا الدواء» بل تجاهلته تماما وأخبرني البعض بعد ذلك أنها تندرت علي اسم الفيلم وبالطبع لم أهتز من رأي هذه الراقصة التي لم تدرك أن فيلما قام بكتابة السيناريو والحوار له عن قصة لإحسان عبدالقدوس كانت لها شهرتها هو مصطفي محرم وقام بإخراجه مخرج كبير معروف بنجاح أفلامه هو حسين كمال ومن بطولة نبيلة عبيد ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي وماجدة الخطيب ممكن ان يحظي ولو حتي بشيء من النجاح والتقدير.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.