الشاعر هشام الجخ الذي ذاع صيته خصوصا بعد فوزه بالمركز الثاني في مسابقة أمير الشعراء التي أقيمت في الإمارات فقد استطاع بفضل موهبته وقوة حضوره أن يدخل لقلوب الناس وهو ما جعل جمهوره يطلق عليه لقب شاعر الثورة، لما كان لأشعاره من دور واضح في إشعال مشاعر الشعب أثناء ثورة يناير المجيدة فقد كانت اشعاره بمثابة الحافز القوي للصمود لما في اشعاره من نقد واضح للنظام وهذا ما دفع الكثير إلي ترديد الأقاويل حول سعي نجوم الغناء للحصول علي اشعاره للقيام بغنائها، فعن صحة هذا الكلام وعن العديد من تفاصيل مسابقة أمير الشعراء وحكايته مع الثورة يدور حوارنا مع هشام الجخ الذي يكشف لنا فيه العديد من الأسرار والتفصيلات في حياته وأعماله الفنية كما يكشف لنا حقيقة خلافه مع الشاعر عبدالستار سليم. ما أقوي المواقف التي واجهتك أثناء مسابقة أمير الشعراء؟ - بالتأكيد تلك التي حدثت يوم الأربعاء قبل تنحي الرئيس بيومين وكنت استعد للصعود علي المسرح فوجدت القائمين علي المسابقة يقولون لي اعتبر أنه كأن لا شيء يحدث نهائيا في مصر» وبالطبع استفزني كلامهم، فقد كانت بداية المسابقة في شهر أكتوبر لكن مستحيل أن أتخيل أنه لا توجد أي أحداث في مصر أو اتجاهل تلك الثورة العظيمة. ولهذه الأسباب كانت اشعارك شديدة الجرأة والقوة في المسابقة؟ - لقد كانوا معتادين في المسابقة علي المتسابقين الذين دائما يصعدون علي المسرح يمدحون في حكامهم، مثل مدح الشيخ زايد وغيره، وللعلم فأنا أحب الشيخ زايد لأنه وحد الإمارات لكنهم لم يكونوا يشكون قط في أنني سأصعد علي المسرح وأقول مثل ما قلت، فقد عشت تجربة مميزة بالفعل في المسابقة. هل استطعت بعد الثورة بالفعل أن تفجر كل ما بداخلك من مشاعر غاضبة تجاه النظام السابق؟ - قبل الثورة كان يوجد بداخلنا جميعا كشعب مصري احساس واحد بالظلم والقهر ومناخ واحد نعيش فيه وهو الإحساس بالظلم من النظام السابق، أما بعد الثورة فالشعب كله يعيش حالة «لخبطة» وعدم استقرار فكل الناس خائفة من كل الناس، وفجأة نجد هناك العديد من الجروبات علي الفيس بوك تؤكد أن الشعب يريد مطالب معينة ونجد أغلب المشتركين في الجروب أصحاب حسابات وهمية. ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك أثناء كتابتك للشعر في ظل النظام السابق؟ - لقد واجهت الكثير من التحديات سواء من منع كبير من قبل أمن الدولة، أو التعتيم الإعلامي الرهيب علّي، وخنق الحفلات الخاصة بالشعر وبالرغم من أنه شيء رهيب كوني أنتقد النظام قبل الثورة، لكن معظم الشعراء كانوا ينتقدون النظام مثل عبدالرحمن يوسف وغيره الكثيرون. هل سيتغير اتجاهك في الكتابة بعد الثورة؟ - مازال المشهد باهتا وتوجد صعوبات ومشاكل في تحديد عما سنكتب فلابد من وضوح في المشهد العام أولا. كيف استطعت تغيير النظرة والفكرة التقليدية عن الشعر والشعراء؟ - في الواقع كانت أضخم أمسية شعرية في التسعينات لأي شاعر باستثناء الكبار مثل الأبنودي، أحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب، كان لا يحضرها أكثر من 25 شخصا ولكن والحمد لله كان يحضر لي 200 شخص في اتحاد الكتاب لذلك اطلقوا علي «هويس الشعر العربي» فقد كانت الفكرة السائدة عند الناس أن الشاعر دمه ثقيل، فقد كان الشكل القديم للشعر مسيطرا علي التسعينات، وكان يظهر أمامه جيل الشعر الحداثي والنثري، لذلك كنت أدمج ما بين الفصحي والعامية ولكنني كنت من بداياتي وأنا أكتب فصحي ولكني ذهبت للعامية وكتبت الاثنين معا في نفس القصيدة مثل «جحا، وثلاثة خرفان» حيث مقطع من العامية ومقطع من الفصحي وهكذا وللأسف هناك من يريد القضاء علّي لأن الظاهرة التي أكتب من خلالها هي التي ستساهم في ظهور عمرو قطامش ومحمد السيد، وسيعمل علي ظهور جيل آخر لن يستطيعوا التحكم فيه. بالنسبة للمشكلة مع عبدالستار سليم لماذا بدأت بالاعتذار وليس بالإيضاح؟ - لا بالعكس، فقد كان أول اعتذار اعتذرته كان عبارة عن اعتذار واضح حيث قلت بالنص اعتذر أنا هشام الجخ عن استخدام مربعات عبدالستار سليم فقد كنت أعرف أن هذه المربعات من التراث الشعبي. وهل وضحت أن هذه المربعات من التراث الشعبي؟ - ولو أنا لم أوضح إذن فهل يبقي لي الجرأة لكي أتحدث فالتسجيلات موجودة، فأول مرة أعمل المربعات علي المسرح وهذا الكلام كله موجود علي الفيس بوك ولو لم يكن عندي التسجيل هذا هل سأكون بهذه الجرأة الكبيرة، فأنا جريء، لكن عندي التزام في تربيتي فنحن في «قنا» نحترم الكبار فأنا أقول لعبد الستار عم عبدالستار، حتي أمام القاضي سأقول له عم عبدالستار، وسيظل عبدالستار عمي بحكم عمره ولأنه بلدياتي. هل تجد أن هناك من هو يتربص بك بالفعل؟ - بالطبع فلك أن تتذكري في رمضان العام الماضي عندما قدمت برنامجا يوميا اسمه «قول يا هويس» وفي اليوم التالي مباشرة لعرض أول حلقة ، وجدت من كتب يقول «البديل التايواني للأبنودي». وهل وجدت أحد الشعراء يقف بجانبك وأنت صغير؟ لا، فلم يحدث ذلك أن شاعرا كبيرا أخذني من يدي وقدمني للجمهور، فلم يكن في أيامي غير ثلاثة شعراء كبار وهم: الأبنودي، سيد حجاب، أحمد فؤاد نجم، وأيضا فاروق جويدة وفاروق شوشة، ولكنني لم أحتك غير بالأبنودي وسيد حجاب فهما اللذان سمعاني، وبعد أن فعلا ذلك سلما علي واثنيا علي الشعر الخاص بي فقط لكن لم يقل لي أحد تعال لأعلمك وأقف بجانبك وللعلم فكل من عنده شيء مميز سيظهر للدنيا كلها ولكن الفكرة أن من يقف بجانب شاعر جديد يقصر عليه المشوار، فبدل من أن يظهر علي شاشات التليفزيون بعد 15 سنة سيظهر سريعا، ولكنني أرجع وأقول لابد لنا من شرف المحاولة، فلا يوجد أحد صنع نجومية «أبوتريكة» بدليل أن ابن الخطيب وابن حسن شحاتة لم يستطيعا أن يصبحا مثل «أبوتريكة». من مثلك الأعلي في الشعر؟ - الشاعر لا ينفع أن يكون له مثل أعلي، لأنه أدبيا لا يجوز لأن من له مثل أعلي فإنه رغما عنه سيقوم بتقليده وسيصبح مجرد مسخ منه. هل تشعر أن الأداء التمثيلي للشعر يؤدي إلي نجاح الشاعر؟ - تعالوا نشاهد عمرو قطامش، محمد السيد، أحمد فؤاد نجم والأبنودي، وأي شاعر ناجح عندما يقول كلاما جامدا فإنه لن يصل لقلوب الجمهور ولكن الأداء التمثيلي يفيد الشاعر ويميزه، ولذلك ما المانع أن يصبح لكل شاعر كاريزما معينة ، فأنا أحب التواصل مع الجمهور وأعيش لحظاتي عندما تصبح إضاءة «البروجيكتور» علىّ وحدي ولا أري الناس، لأنني أحب أن أشاهدهم وأكون علي راحتي معهم، لذلك فإن الجمهور يلاحظ اختلاف أدائي بين كل رحلة وأخري حتي لو كان أدائي لنفس القصيدة. ما صحة ما تردد عن أنك ستقدم أغنيات لأصالة وشيرين وهل معني ذلك انك ستنتقل لكتابة الشعر الغنائي؟ - نحن بذلك سنجذب أطراف السجادة من تحت أقدام من يقدمون أغنيات لمن يقدمون شعرا. فعندما أكتب أغنية ما الذي سأستفاد منه هل سأصبح مشهور ؟! فأنا والحمدلله مشهور من كتابة الشعر، وللعلم فإن كلا من أصالة وشيرين ومحمد منير يغنون أغاني راقية وكتّاب الأغاني يعملون شغلا معهم، لكني أقدم شغلا آخر فأنا لن أقدم تغييرا في مجال الأغنية لكني سأقدم تغييرا في منطقة أخري، فلو أي مطرب علي سبيل المثال أصالة لو أعجبها شعر قدمته فلتأخذه فهنا أصالة تأخذ الشعر الذي تمت كتابته ليكون شعرا لتقوم بغنائه، وهنا لن أعترض وأوافق علي ذلك لكني ضد أن أكتب قصيدة لفلان فأنا ضد «التفصيل» لفنان معين ، فأنا اتمني أن يغني لي محمد منير، لكني لن أكتب له أغنية «تفصيل» نهائيا، ولكنه يأخذ من أعمالي الشعرية وهذه هي وجهة نظري. نفهم من ذلك انك ضد كتابة الأغاني أم ضد إعطاء الأغاني؟ - أنا لست ضد إعطاء الأغاني لأنني لو أعطيت القصيدة لفنان فستكون بشكل شعري، فالفرق بين القصيدة والأغنية محاور الحكم ومحاور القوافي وكذلك فأنا لست ضد الغناء، بدليل أنني أقول لو أحد الفنانين أخذ قصائدي القصيرة وغناها ستصلح جدا، فأنا مع الغناء بشدة لكن ضد أن يأتي مطرب ويقول اكتب لي أغنية لموقف معين وتصف شعورا معينا فأنا لا أعرف عمل ذلك لأنها تحتاج مهارة كبيرة أنا أفتقدها. بصراحة ما سر نجاحك؟ - أنا أتمني أن أصل إلي أعلي كثيرا فمنذ بداية انتشاري ونجاحي في جامعة عين شمس حيث إنني ذقت طعم الشهرة أيام الجامعة، وقد سافرت أول مرة للخارج في الجامعة وهي التي جعلتني أظهر علي شاشات التليفزيون وأنا يتملكني الطموح بأن أصل إلي خطوات أعلي وأعلي لكن أقسم بالله أنني عندما شاهدت الفيديوهات الخاصة بي لا أحب أن اسمع نفسي ولا أعرف لماذا الناس تحب أن تسمعني؟! مارأيك في أغاني الثورة؟ - كل الأغاني التي تغني للثورة في الوقت الحالي هي تغني لمصر وليست للثورة باستثناء أغنية «يا بلادي» لرامي جمال وعزيز الشافعي لأنها مكتوبة للثورة خصيصا لها. ماذا عن قصيدتك «نانا»؟ - هي قصيدة قديمة منذ أيام الجامعة وتوضح أطول تجربة عشتها وحكيت عنها، فهي أطول ذكريات مرت علي. من الذي هنأك علي نجاحك من الشعراء بعد كل هذا التألق؟ - عبدالرحمن يوسف والذي كنت أكتب دائما في المنتدي الخاص به وكنت أموت من السعادة عندما يكتب لي تعليقا، وقد حضر حفلا لي في نقابة الصحفيين وهنأني كثيرا.