قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن الإنترنت قد تحول إلي كرة ثلج ديمقراطية تتحرك بقوة في العالم العربي دون أن يستطيع الحجب والرقابة والاعتقال بل وممارسات التعذيب التي تمارسها بعض الحكومات العربية ضد مستخدميه أن توقفها وإن الإنترنت قد أصبح منحازًا بوضوح للديمقراطية وحرية التعبير في مجتمعات تحتل حكوماتها صدارة الدول الأشد قمعا في العالم. جاء هذا في تقرير جديد أعدته الشبكة العربية وأعلنته تحت عنوان «شبكة اجتماعية واحدة ذات رسالة متمردة» بتناول موقف الحكومات العربية في 20 دولة من حرية استخدام الإنترنت فضلا عن أربع من الأدوات والمواقع التي أجاد مستخدمو الإنترنت العرب - وبخاصة الشباب - استخدامها وهي «المدونات، الفيس بوك، تويتر، يوتيوب» في صراعهم لانتزاع حقهم في التعبير عن الرأي وفضح الفساد والقمع في العالم العربي. وقد تناول التقرير حالة التضييق الشديدة التي تفرضها أغلب الحكومات العربية علي مستخدمي الإنترنت وكذلك الانتهاكات التي تمارسها ضدهم والتي تراوحت ما بين الاختطاف والتعذيب والاعتقال بموجب حالة الطوارئ كما في مصر أو سوريا وصولا إلي الفتاوي الدينية بغلق بعض المواقع التي أفلتت من الحجب في المملكة العربية السعودية. وذكر التقرير أنه رغم أن عدد مستخدمي الإنترنت قد بلغ نحو 58 مليون مستخدم في العالم العربي إلا أنه ضمن هذا الرقم لم يتمتع سوي مستخدميه في لبنان والجزائر والصومال ببعض الحريات النسبية وذلك رغم انتشار ظاهرة التنصت في الأولي وبسبب انشغال الميليشيات بالحرب شبه الأهلية في الأخيرة. وبشكل عام فإن زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وتضاعفهم في ثلاث سنوات قد واكبه زيادة في حدة القمع والتحرش بمستخدميه حتي في بعض البلدان التي عرفت سابقا باعتدالها مثل المغرب والإمارات. وفي حين ظلت دول مثل السعودية وتونس وسوريا علي رأس الدول التي تمارس الحجب الصارم لمواقع الإنترنت فإن مصر التي توقفت عن سياسة حجب المواقع منذ خمس سنوات أصبحت الدولة الأشد قمعا لنشطاء الإنترنت والمدونين. ويعتبر هذا التقرير الذي يقع في 235 صفحة هو الثالث ضمن سلسلة التقارير التي تعدها الشبكة العربية كمؤسسة عربية متخصصة في الدفاع عن حرية استخدام الإنترنت في العالم العربي منذ عام 2004. وفي حين غطي التقرير الأول الذي جاء بعنوان «الإنترنت في العالم العربي: مساحة جديدة من القمع» عام 2004 إحدي عشرة دولة عربية وجاء التقرير الثاني تحت عنوان «خصم عنيد: الإنترنت والحكومات العربية» في عام 2006 ليشمل 19 فصلا فإن هذا التقرير يغطي كل البلاد العربية باستثناء «جيبوتي وجزر القمر» التي لم تتوافر معلومات كافية عنهما ليشمل التقرير 24 فصلا عبارة عن 20 دولة عربية وأربع أدوات مواقع علي الإنترنت. كذلك يشتمل التقرير علي الأرقام والمعلومات المتعلقة بقطاع الاتصال والإنترنت العرب التي توصل لها فرق الباحثين الذين أعدوا التقرير مثل عدد مستخدمي الهاتف المحمول والعدد التقريبي لمستخدمي الفيس بوك وعدد المدونات وكذلك أشد الدول قمعا أو تشددا أو تنصتا علي مستخدمي خدمة الاتصالات والإنترنت. أعلن التقرير يوم الأربعاء 23 ديسمبر 2006م في مؤتمر صحفي بمشاركة لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين ويمكن مشاهدته علي موقع http//www.anhri.net/reports.