تعد نقابة التشكيليين إحدي النقابات الهادئة فيما يتعلق بالترشيح للمجلس واختيار النقيب .. فهي من النقابات المتماسكة ..والتي تسودها الديمقراطية بطول تاريخها . لكن للاسف الشديد جاءت تصريحات الزميل الفنان محمد عبلة في حوار " ثقافة " معه بصحيفة الشروق بعنوان:"تركيبة المؤسسات الثقافية بشكلها الحالي ينبغي تفكيكها بالكامل " معاكسة الي اقصي درجة بل وعارية من الصحة .. خاصة فيما يتعلق بنقابة التشكيليين . فهو يقول : " مثلما حدث مع رئيس الجمهورية السابق .. ظل النظام القديم بتركيبته متغلغلا في كل شيء وهذا يحتاج هزات حقيقية ..وبالتالي كان من الضروري حل نقابة التشكيليين .. والاعداد لانتخابات جديدة تعبر عن مجموع الفنانين التشكيليين ..في ظل متطلبات التغيير ". الي هنا ونحن معه في هذا .. لكن وللاسف الشديد والذي لايعرفه الكثيرون .. ان نقابة التشكيليين وقبل ثورة 25 يناير كانت قد انتهت مدتها .. وكما يقول الفنان حسن غنيم امين صندوق النقابة : "لقد اصبح وجودنا مجلس النقابة والنقيب غير شرعي .. ومن هنا ارسلنا لمحكمة جنوبالقاهرة خطابا يفيد بفتح باب الترشيح الذي اعلنّا عنه في الصحف .. لكن جاءنا الرد بأن المحكمة الدستورية قد اقرت تاجيل الانتخابات لاجل غير مسمي .. وكان هذا من اجل تسييس النقابات بشكل عام والتكريس للانتخابات الرئاسية ..وابطال القانون 100 لسنة 1993 ..من اجل الاجهاز علي النقابات عموما كوسيلة للتهيئة للتوريث . وعندما قامت الثورة التي حققت حلم التغيير ومانصبو اليه من اجل الصالح العام .. اصبح العمل بالقانون القديم ساريا بمعني اخر انتهت مدة النقابة : المجلس والنقيب ..وهنا اعلنّا عن فتح باب الترشيح من جديد بدءا من 12 مارس الحالي ولمدة 15 يوما " . معني هذا ان ماتحدث به عبلة .. علي غير الحقيقة والمدهش ان تبريره لحل مجلس النقابة المحلول اصلا .. " رغم ان النقابة ومجلسها ونقيبها قد انتخبت بصورة ديمقراطية لم يطعن فيها احد ..كما قالت له الزميلة المحاورة بالشروق ".. هو ان هناك 70 % من التشكيليين الاعضاء يعملون في وزارة الثقافة .. و20% اساتذة بالجامعات ممن يستفيدون من الوزير. وهنا يبدو سؤالنا الحائر : اذا كان اغلب اعضاء النقابة بهذه النسبة الكبيرة يعملون بوزارة الثقافة فما ذنبهم ..علي الرغم من ان هذا نوع من المبالغة، حيث ان عدد الاعضاء يتجاوز 16 الف عضو منهم خمسة آلاف عضو عامل والباقي بالانتساب وليس من المعقول ان كل هذا العدد يعمل بالوزارة . ومن ناحية اخري ..هل يضير النقابة ان يكون 20%من اعضائها من اساتذة الجامعات؟ ولماذا هذا الاتهام الجائرللجميع بانهم كانوا يستفيدون من الوزير ؟ . نتصور ان هذا حق طبيعي خاصة أن اساتذة الجامعات من الفنانين في معظمهم ممن يتميزون بالابداع الرفيع مع رسالتهم في التدريس ليس هذا فقط بل انه قد تم تأسيس النقابة عام 1978 علي يد اربعة من الاساتذة وهم : د. رمزي مصطفي ود. عباس شهدي ود. طه حسين ود. صالح رضا ..كما قاد النقابة من البداية نخبة من اساتذة الجامعات فكان اول نقيب د. عباس شهدي وبعده تولي د. صالح رضا ثم د. صلاح عبد الكريم ود. فاروق ابراهيم وبعده تولي رئاسة النقابة د.حسين الجبالي واخيرا تولي الفنان مصطفي حسين وهو اخر نقيب قبل حل النقابة . واذا كان الفنان عبلة يعيب علي النقابة بانها تغفل خريجي التربية النوعية فيعد هذا محض افتراء.. فنقابة التشكيليين انشئت من اجل المبدعين كل المبدعين.. صحيح انه في قانون النقابة: قبول الحاصلين علي كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية ..لكن يضاف اليهم المبدعون من الفنانين الاحرار ومن بينهم خريجو الكليات عموما بما فيها كليات التربية النوعية .. ومع هذا من الممكن دراسة ضم خريجي كليات التربية النوعية لكن في جو افضل من ذلك يحتمل الحوار والتشاور بعد الانتهاء من الانتخابات التي اصبحت علي الابواب حاليا . وكنا نتصور انه في ظل هذه الظروف الضاغطة.. ألا يتعجل محمد عبلة إثارة مايسميه بتفكيك النقابة في هذا الوقت بالذات ..بل ان يسعي من اجل زيادة موارد النقابة مثل تفعيل القانون الذي لايطبق وينص علي ان يكون هناك 2,5 % من القيمة الانشائية لاي مبني للاعمال الجمالية التي ترتقي بالذوق والتذوق مثل اللوحات والتماثيل والجداريات خارج وداخل المباني .. وذلك حتي ترتفع حصيلة النقابة خاصة وهي الوحيدة بين نقابات مصر التي لايورث المعاش بها بعد وفاة العضو الا لثلاث سنوات فقط وهو معاش ضئيل نتيجة قلة الموارد . ونحن اذ نحترم كل الآراء والاتجاهات التي يطرحها الشباب واجيال الفن من اعضاء النقابة وايضا من خارجها ممن يطمحون في الانضمام اليها .. نتمني ان ننتظر قليلا بعد الانتهاء من انتخابات النقابة التي ستجري قريبا وبالتاكيد ستتحقق كل الامال المشروعة .. في ظل مانعيشه حاليا من ازهي عصور الحرية .