في كتابه الشيق «ثورة التحرير تضحك» يستشهد الكاتب الساخر سمير الجمل بظهور شخصيات وهمية ابتدعها شباب «الفيس بوك» في إطارالسخرية والتهريج فهناك من قام بعمل جروب خاص بشخص أراد أن يراه رئيسا للجمهورية وذلك الجروب الخاص بشخصية «سلطان السكري» الابن الأكبر في المسرحية الشهيرة «العيال كبرت» وهو الدور الذي أداه الفنان سعيد صالح ووضعوا علي الصفحة الخاصة بالجروب المعروض باسم «معا لترشيح سلطان السكري.. رئيسا للجمهورية ببرنامجه الانتخابي.. وهو بعض الأقوال المأخوذة من مشاهد من تلك المسرحية.. ولم ينته الأمر عند السكري بل امتدت تلك الجروبات لتخترع شخصيات وهمية. ولكن الفنان الكبير سعيد صالح يرفض ترشيح «سلطان السكري» أو أية شخصية وهمية أخري للرئاسة.. مؤكدا أن مصر تحتاج إلي شخص مؤمن بهذا الوطن حريص عليه أمين علي مقدراته. ويضحك سعيد عندما أسأله عن فرص ترشيحه شخصيا لهذا المنصب قائلا: أنا لا أصلح لهذا المنصب.. أنا مجرد مواطن مصري يحب بلده.. ومهمتي الأساسية هي اسعاد الناس والتعبير عنهم، وكل مصري له دور يؤديه لخدمة هذا الوطن، كل في مجاله ومحيطه الإنساني. هل كنت تتوقع هذه الثورة؟ أنا حلمت بالثورة، حلمت أن تخرج من عباءة الجيش أي من الحكم العسكري، فثلاثون عاما عهد مبارك وقبله السادات وقبله جمال عبدالناصر.. فهذا كثير جدا. في الواقع، تأخرت الثورة ولكن كان عندي أمل كبير أنها اتية اتية، حيث كان هناك بوادر لحدوثها، فالشعب يجب أن يختار رئيسه وكفانا حكما عسكرياً، أنني احترم كل الرؤساء السابقين لكن حكماً عسكرياً فهم يميلون أكثر للزبط والربط أي أنهم ليسوا مزودين بالثقافة والفكر كما يجب. كيف كنت تتابع أحداث الثورة والتطور السريع الذي حدث؟ - سعدت من أول يوم شاهدتهم في ميدان التحرير، شعرت أن امنيتي تحققت من خلال هؤلاء الشباب الجميل، لم أفجع لما رأيت قطعا لأن هذا امتداد لفكرنا حيث عملت هذا من خلال المسرح، قام الشباب بالثورة السلمية واستطاعوا أن يفعلوا ما لم نستطع أن نفعله، أنني سعدت أن هذا حدث واتولد ومازلت حيا، فكان من الممكن أن أرحل دون أن أري حلمي يتحقق، الحمد لله أنني لحقت هذا الحدث واليوم الجميل حيث إنهم غيروا مصر كلها. هل ذهبت إلي الميدان؟ - ذهبت إلي الميدان أكثر من مرة للتضامن مع جموع الثوار، إن الميدان أصبح مثل سي إبراهيم الدسوقي والسيدة زينب. ما رأيك في العنف الذي استخدم ضد المتظاهرين في الميدان؟ - غباوة.. فلم يتصورا كل الذي حدث.. لم يدركوا أن الشباب صادق واع فاهم ووراؤهم الكثيرون يؤيدونهم وليس بالعدد القليل، أنني فخور جدا بهم. ماذا تنتظر من الثورة؟ - الشعب يا جمعه سيستفيد من هذه الثورة سنستفيد حرية الرأي والديمقراطية، في رأيي مثل ما كانت الثورة بيضاء ستكون الحياة أيضا بيضاء، إننا عانينا كثيرا من الفساد ومن «لا تقول هذا وقل ذاك».. إنني انتظر من الثورة أن تستمر لكي تحقق العدالة وتحقق كل أهدافنا المشروعة، وأن تعمل الحكومة في إطار استقرار البلد سياسيا واقتصاديا وعودة الأمن إلي الشارع، من ناحية أخري، يجب علينا أن نبحث في كل عيوبنا ونتلافها، فقد حان الوقت أن نتخلص من السيئات في كل المجالات يجب أن ننتبه أننا شعب عريق وبلد عريق ويجب أن نراها هكذا دائما، فلن نغمض عيوننا ولن نتنازل عن حقوقنا ثانيا. تعليقك عن أنك كنت من الذين وقفوا ضد الثورة في بداية الأمر؟ - لا يمكن، لأنني أساسا من المحرضين، فأنا طول عمري معارض قوي ضد النظام ودائما «في وش المدفع» فكيف لي أن أعارض، هذه الثورة الشعبية السلمية التي انجزت ما لم تستطع أي قوة أخري انجازه وأعلنت تأييدي لمطالبها حتي قبل أن تبدأ من هذا الذي يرفض الديمقراطية والحرية والعدالة؟!، أنني شعرت أنني عدت سعيد صالح الذي عمره 18 عاما ولهذا فإنني دائما اجلس مع أصدقائي وأغني للثورة. هل تري أن أحزاب المعارضة والأحزاب الأخري، كانت ضعيفة ولهذا سيطر الحزب الوطني علي الموقف؟ - لا، لا، الدولة هي التي كانت تريد هذا أي أن يكون لدي الحزب الوطني الأغلبية ولكن لم يدر أي نفع، أن الحزب الوطني كان ضد الشعب المصري ولولا عقد الصفقات مع الحزب ما كان الاستبداد والفساد والظلم طوال السنوات الماضية. رأيك في التعديلات الدستورية الأخيرة.. موافق أم مع تغييره بأكمله؟ - لا نغيره كله ولم لا إذا كان هذا هو الصالح العام، فيجب أن نغير الدستور لصالح الوطن والشعب والمستقبل.. فالحرية والديمقراطية أساسها المتين هو الدستور الصالح. أي نظام حكم يناسب الفترة القادمة.. رئاسي أم برلماني؟ - برلماني طبعاً، ذلك لأنه يجعل البلد تدار بثلاثة رؤساء: رئيس الدولة، ورئيس الحكومة ورئيس مجلس الشعب فإذا اخطأت جهة صوبتها الأخري، فهو نظام يحقق توازن القوي. ماذا عن ترشيحك لرئيس الجمهورية؟ - الصورة لم تتضح بعد حتي الآن، فأنا لم أرشح أحداً حتي الآن ولكن مصر مليئة بالكفاءات ولديها رجال يصلحون لهذا المنصب وسأنتظر لأري برنامج كل واحد منهم كي أحكم علي من نؤيده، لكن يجب أولا أن نعمل نظاما للحكم، فلا يوجد نظام اسمه حكم مدي الحياة، فأربع سنوات هي فترة الحكم ثم إذا اثبت كفاءة عالية فمن الممكن أن نمد له فترة ثانية أي أربع سنوات أخري، وإذا اثبتت أنه ليس فقط يتمتع بكفاءة عالية بل إنه «عبقري» فلا محالة من أن يرحل فمدتان تكفي ولا بد من التغيير هذه هي الديمقراطية. في رأيك من هؤلاء الرموز التي تتمتع بكفاءة في مصر؟ - كثيرون ولكن لابد أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب ونفتح آفقا واسعة للحوار والمنافسة المشروعة التي يفرضها فكر سياسي جديد، وعلي أي حال حتي الآن أؤيد عمرو موسي فهو رجل محترم، وصافي، ومحنك ولا يوجد لديه غضاضات من أحد. هل يمكن استعادة الأموال المنهوبة من مصر؟ - بالتأكيد من الممكن استعادتها لأنها ملك لنا ولكن أيضا ممكن «يستعبطوا » علي أي حال، مصر ليست بلداً فقيراً ولن تعود ثانيا لما كانت عليه طيلة الأعوام الظالمة السابقة، فمصر في حد ذاتها قوة والمصريون يشعرون أنها رجعت لهم، فكل مصري فخور الآن بأنه مصري. هل أنت متفائل بالوزارة الحالية؟ - نعم، ستكون أفضل من كل ما مضي، فأنا متفائل خيرا، فإن الذين يقودون البلد حاليا يدركون وعي الشعب وأنهم لن يمصتوا ولن يتنازلوا عن حقوقهم مرة أخري، إن ثورة الشباب وصوت الشعب هو الذي اختار رئيس الوزراء الحالي الدكتور المحترم جدا عصام شرف، فهو معروف بالنزاهة والخبرة وكان من المشاركين في مظاهرات ميدان التحرير فهو من المعارضين للنظام السابق من البداية، أن شاء الله ربنا سوف ينصره فقد أطيح به من قبل لرفضه للاهمال والتقصير في معالجة مشاكل النقل وذلك في حكومة أحمد نظيف. ما الذي يجب البدء في العمل فيه لكن نرقي ونتقدم بمصر؟ - بما أن التعليم يعتبر العمود الفقري في الحياة لأنه الأساس الحقيقي للتنمية الاقتصادية في مصر، فيجب في المرحلة القادمة البدء بإصلاح جوهري للتعليم، كانت السنوات الماضية هي أسوأ سنوات التعليم ولهذا نحن في حاجة إلي إعادة اعمار العملية التعليمية واستخدام التقنيات المعلوماتية الحديثة وغيرها وأيضا القضاء علي الأمية، أن التعليم هو الذي سيعطينا قيمة في كل أرجاء المعمورة. تنبؤاتك بالسينما والفن بصفة عامة بعد الثورة؟ - إن كل شيء سيدخل في مسار جيد وسوف يتبدل السييء بالأفضل، الكل يجب أن يعمل لصالح البلد والبركة في الجيل القادم.