لم تكن إليزابيث تايلور مجرد ممثلة سطع نجمها علي الشاشة الفضية فأضاءت موهبتها شاشات العالم.. كانت ليزا واحدة من أهم نجمات العصر الذهبي للسينما في عاصمة السينما العالمية هوليوود بدأت حياتها الفنية وهي لم تتعد العشر سنوات من العمر وخلال هذه السنوات قدمت 70 فيلماً بعضها الآن من كلاسيكيات السينما العالمية.. مثلتها أمام العديد من نجوم وأساطير هوليوود رغم شهرتها الفائقة التي حققتها بفيلم كليوباترا إلا أنها حصلت علي الأوسكار مرتين عن فيلمين ليس من بينها هذا الفيلم الإسطوري. حصدت ليزا عدة القاب منها «آخر ساحرات الجيل الذهبي في هوليوود» وقطة هوليوود المدللة. ورغم ان فيلم «كليوباترا» ليس أهم أفلامها إلا أن أشهر هذه الأفلام، بل أشهر أدوارها علي الإطلاق وهو الفيلم الذي تعرفت خلاله علي النجم ريتشارد بيرتون الذي وقعت في غرامه وتزوجته. ولعل أهم ما يميز فيلم «كليوباترا» أيضا أنه أول فيلم يصل فيه أجر ممثل أو ممثلة إلي مليون دولار. قدمت تايلور خلال حياتها الفنية بطولة 70 فيلماً علي مدار نصف قرن، كما قامت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بمنحها وسام سيدة الإمبراطورية في احتفال أقيم بقصر باكنجهام الملكي. كان عام 1957 هو عام السعد عليها حيث فازت فيه بأول جائزة في حياتها، «الجولدن جلوب» كما فازت بوسام «غصن الغار الذهبي» 1958- 1959 وجاء عام 1960 لتفوز بالأوسكار وجائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثلة، ووسام الغار الذهبي الذي حصلت عليه مرة أخري عام 1965. كما حصلت علي الأوسكار مرة أخري عام 1966 كأحسن ممثلة عن فيلم «من يخاف فرجينيا ودلف» الذي حصدت عنه العديد من الجوائز بالإضافة إلي الأوسكار، ففي نفس العام حصلت علي جائزة أحسن ممثلة من دائرة النقاد السينمائيين بمدينة نيويورك وفي العام التالي 1967 حصلت علي عدة جوائز عن نفس الفيلم منها جائزة «بافتا» البريطانية وأحسن ممثلة من دائرة النقاد السينمائيين بمدينة كانساس وجائزة غصن الغار الذهبي بالإضافة إلي جائزة المجلس الوطني للاستعراض كأحسن ممثلة. وفي 1972 حصلت علي الدب الفضي من مهرجان برلين كأفضل ممثلة، كما حصلت في نفس العام علي جائزة ديفيد دي دوناتلو لأفضل ممثلة أجنبية إيطالية، كما فازت بجائزة من جامعة هارفارد عام 1977 وعادت عام 1985 لتفوز بجائزة الجولدن جلوب عن مجمل انجازاتها كما فازت بالتفاحة الذهبية كأفضل نجمة سينمائية للعام، وجائرة أخري من مؤسسة الفيلم الأمريكي عن مجمل أعمالها 1993، و كرمتها الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتليفزيون 1999، كما نالت ميدالية من الرئاسة الأمريكية 2001، وجائزة من مركز جون كيندي للفنون المسرحية عام 2002، وفي عام 2005 حصلت علي جائزة «بافتا» البريطانية للتميز الفني. كما نالت جائزة أوسكار خاصة عام 1993 لنشاطاتها في التصدي لمرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز». تكريم خاص تعد ليزا من الفنانات القلائل علي مستوي العالم اللاتي صنعت لهن دمي وتماثيل عن شخصيتها الإنسانية أو شخصياتها الفنية التي قدمتها، حيث قامت إحدي الشركات الأمريكية المتخصصة في صناعة العاب الأطفال بإنتاج دمية «عروس» لها. حيث قامت الشركة بتقديم مجموعة «دمي» للشخصيات التي مثلتها خلال مشوارها الفني والتي عمل المصممون لها علي ان تكون قريبة الشبه بملامح اليزا خاصة عينيها الجميلتين. أزواجها في الوقت الذي لمع فيه اسمها من خلال أفلامها كان التعثر هو السمة البارزة في حياتها الخاصة، حيث تزوجت ثماني مرات من سبعة رجال، إذ تزوجت مرتين من ريتشارد بيرتون. حيث تعتبر من أكثر نجمات هوليوود زواجاً، طلقت سبع مرات، وأصبحت أرملة مرة واحدة بعد وفاة زوجها المنتج المسرحي مايكل تود في حادث طائرة. جمالها الباهر جعلها محط انبهار الرجال في وقت مبكر من عمرها فلم تكن قد تجاوزت السابعة عشرة من عمرها عندما تعرفت علي المليونير هاورد هيوز. ثم كان زواجها الأول من مليونير الفنادق كونراد هليتون لمدة سبعة أشهر حيث تزوجته في 6 مايو 1950 حتي 29 يناير 1951، وانتهي هذا الزواج بالطلاق، وهو رجل أعمال ينتمي لأسرة هيلتون شديدة الثراء، إلا أنه كان مدمناً للكحوليات وكان يعتدي عليها بالضرب فكان يؤذيها جسديا ونفسياً فتم الطلاق. بعد طلاقها منه بعام تزوجت الممثل البريطاني مايكل وايلذنج في 21 فبراير 1952 واستمر زواجهما حتي 26 يناير 1957 ورزقا بولدين هما مايكل وكريستوفر، ولم يستمر طلاقها سوي شهر واحد تزوجت بعده من مايكل تود المنتج المسرحي الأمريكي الحائز علي جائزة الأوسكار عن فيلم «حول العالم في ثمانين يوما» واستمر زواجهما حتي 22 مارس 1958 حيث توفي في حادث طائرة.. وفي 21 مايو 1959 تزوجت المغني الأمريكي إيدي فيشر أحد أشهر مطربي الخمسينات من القرن الماضي وتم طلاقها منه في 6 مارس 1964، وبعدها تعرفت علي النجم ريتشارد بيرتون أثناء تصوير فيلم «كليوباترا» حيث ربط الحب بينهما وتزوجا في 15 مارس 1964 بعد تسعة أيام من رحيل زوجها وشاركت معه في عدة أفلام منها «ترويض النمرة»، «كليوباترا»، واستمر زواجهما عشرة أعوام حتي27 يونيو 1974 حيث تم الطلاق بينهما والذي استمر لمدة ستة عشر شهراً حيث تم الزواج الثاني بينهما في 10 أكتوبر 1975 ولكنه لم يستمر طويلاً حيث وقع الطلاق الثاني في 29 يوليو 1976، ثم تزوجت السياسي الأمريكي أحد أقطاب الحزب الجمهوري الذي كان يعمل في البحرية الأمريكية وهو أحد محاربي الحرب العالمية الثانية وتزوجها في 4 ديسمبر 1976 بعد خمسة أشهر من طلاقها من بيرتون واستمر هذا الزواج حتي 7 نوفمبر 1982، ثم كان زواجها الثامن والأخير من عامل البناء لاري فروتنسكي في السادس من أكتوبر 1991 واستمر حتي 31 أكتوبر أيضاً عام 1996 ولم يعرف عنه سوي أنه ثامن أزواج ليزا. ولدت إليزابيث روزموند تايلور في السابع والعشرين من فبراير 1932 في العاصمة البريطانية لندن من عائلة ثرية هاجرت إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية فور نشوب الحرب العالمية الثانية وهي تملك الجنسية الإنجليزية والأمريكية فقد كان والدها إنجليزيا بينما كانت أمها أمريكية. وقد عاشت حياة متقلبة علي الرغم من نجاحها الفني وتصدرها لأغلفة المجلات وأخبار الصحف العالمية، وقد ورثت موهبة التمثيل عن والدتها التي كانت تعمل ممثلة مسرح وتلقت في طفولتها دروساً في الباليه، في وقت مبكر من حياتها. وعندما أتمت العاشرة من عمرها اكتشفها أحد العاملين في ستوديوهات هوليوود، وتم ترشيحها لتمثيل أول فيلم لها عام 1942 ثم توالت مشاركاتها في الأفلام ومنها «ناشيونال فيلفيت» وهي في الثانية عشرة ثم قدمت فيلم «سيزيتا» في الخامسة عشرة وبعدها أثارت انتباه الجميع بأدائها الرائع وأنوثتها. ثم فيلم «مكان تحت الشمس» في التاسعة عشرة.. بعده قدمت فيلم «كليوباترا» مع ريتشارد بيرتون ليفوق كل التوقعات حيث ارتفعت أسهمها إلي عنان السماء بعد النجاح الأسطوري للفيلم الذي تقاضت عنه مليون دولار. نشاط خيري ساهمت اليزا في وقت مبكر في الأنشطة الخيرية التي تهدف لمساعدة مرضي الإيدز فعملت علي إنشاء مؤسسة عالمية خيرية لمكافحة مرضي الإيدز بالإضافة إلي قيامها بحملة سنوية لجمع التبرعات التي وصلت إلي 50 مليون دولار.. من أجل أنشطة مكافحة مرض الإيدز بالإضافة إلي تخصيص جزء من التبرعات لإجراء البحوث والتجارب العلمية لمكافحة هذا المرض اللعين. كما قامت إليزا بالتبرع لأحد مستشفيات جنوب أفريقيا بمبلغ مالي ضخم من أجل شراء الدواء اللازم لعلاج المصابين بالإيدز، هذا المبلغ الذي قيل عنه ان سيوفر العلاج المجاني لمائة مريض طوال عام. اليزا قدمت العديد من المساهمات الخيرية الأخري فقدمت تبرعات لتوفير الأدوية للمرضي المحتاجين بلوس انجلوس. مع المرض ليزا كان لها تاريخ طويل مع المرض بدأ عام 2004 باكتشاف الأطباء إصابتها بضعف في عضلة القلب، وفي عام 2009 قامت باجراء عملية جراحية لاستبدال صمام في القلب إلا أنها في فبراير الماضي دخلت المستشفي مرة أخري بعد إصابتها بأعراض أزمة قلبية وظلت هناك حتي وفاتها في 23 مارس الحالي. وكانت شائعات قد انتشرت قبل دخولها المستشفي عن إصابتها بمرض الزهايمر وهو ما نفته تايلور مؤكدة انها لا تعاني الزهايمر أو أي مرض خطير، وانها تعاني بعض الألم في الظهر نظراً لكونها تعاني اعوجاجا في السلسلة الفقرية منذ صباها الأمر الذي جعلها تستخدم كرسيا متحركا في تحركاتها. وكانت اليزا قد خضعت للعلاج من آثار إدمانها الكحول وتمكنت من التخلص من السمنة التي تعرضت لها لتعود إلي رشاقتها مرة أخري، وان كان قد واجهت بعض المشاكل المرضية التي تمكنت من تخطيها، حتي وافتها المنية عن 79 عاماً بعد معاناة مع المرض حيث توفيت بمستشفي سيدارس سيناسي بلوس انجلوس وسط أولادها الأربعة. وقد أقيم لها قداس دفن خاص صغير في لوس انجلوس ووري جثمانها في جبانة «فروست لون» في جلينديل خارج لوس إنجلوس وهو المكان الصغير الذي دفن فيه صديقها مايكل جاكسون في عام 2009 الذي كانت ترتبط معه بعلاقة وثيقة بل انها دافعت عنه أثناء محاكمته بتهمة التحرش بالأطفال.