واصلت وسائل الاعلام الإسرائيلية اهتمامها بحادث كنيسة "القديسين" بالاسكندرية، بمزيج من متابعة التفاصيل أولا بأول، وتأليب نيران الفتنة الداخلية في مصر، عبر توجيه اتهامات إلي جماعة "الاخوان المسلمين" بالوقوف وراء الحادث، فيما ذهب موقع إسرائيلي يوصف بأنه قريب من المخابرات الإسرائيلية إلي حد الجزم بأن مرتكب الحادث "انتحاري محلي عضو بتنظيم الجهاد الاسلامي، وكان يقيم بالاسكندرية". ووجه الدكتور مردخاي كيدر، الباحث بمركز "بيجين - السادات" للابحاث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان الإسرائيلية، اتهامات مباشرة إلي جماعة "الاخوان المسلمين" بارتكاب حادث الاسكندرية، بدعوي الانتقام من الحكومة، بعد وقائع التزوير التي شهدتها انتخابات مجلس الشعب الاخيرة، والتي اسفرت عن فوز كاسح للحزب الوطني، وغياب شامل لكل رموز المعارضة و"الاخوان" من البرلمان الجديد. وادعي كيدر في تقرير كتبه بمجلة "مرآة" الإسرائيلية ان اتهامه يتسق مع تخمينات كثير من المراقبين السياسيين الذين توقعوا لجوء "الاخوان" إلي العنف، بعد ان منعتهم الحكومة من العمل السياسي. وقال "كيدر" ان اقتراب المصريين من الاسلام جاء بعد ان ساءت سمعة "القومية العربية"، التي تلقت ضربة قاسية في حرب يونيو 1967، فضلا عن معاناة الشعوب من استغلال الانظمة الديكتاتورية حجة "القومية العربية" لتبرير قمع الحريات واعمال الفساد بحق الشعوب. ووصف "الاخوان المسلمين" بأنه التنظيم الاكثر شعبية في مصر، مشيرا إلي ان فوزه بمقعد واحد في البرلمان الجديد يمثل دليلا قاطعا علي تزوير الانتخابات الاخيرة. وادعي ان ثمة سبباً اضافياً يدفع "الاخوان" إلي اللجوء للعنف ضد الحكومة، بعد قمعهم ومنعهم من العمل السياسي، يتمثل في اقتراب الانتخابات الرئاسية التي تجري بعد عدة شهور هذا العام، وسط مخاوف من استمرار تهميش الجماعة ايضا. وقال ان اجهزة الامن المصرية تعلم ذلك جيدا، ولديها خطة للمواجهة، لكنها لا تعلم فقط "متي تصدر الاوامر؟". واتهم الباحث الإسرائيلي "الاخوان" بالتعامل مع المسيحيين باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، وان عليهم دفع "الجزية"، مشيرا ايضا إلي غضب المصريين من احتجاز الكنيسة لكل من وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، اللتين يقال انهما اسلمتا، بما لا يجعل مبررا لتحكم الكنيسة فيهما، فضلا عن التساؤل حول دور القانون ومكانته في مصر، حيث بدت الكنيسة كدولة موازية داخل البلاد، تحكم وتحبس كيفما تشاء! وطالب الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدر من إسرائيل متابعة ما يحدث في مصر عن كثب، لما قد يمثله ذلك من تأثير علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. الجهاد وذهب موقع إسرائيلي يوصف بأنه قريب من المخابرات الإسرائيلية إلي حد الجزم بأن مرتكب الحادث "انتحاري محلي عضو بتنظيم الجهاد الاسلامي، وكان يقيم بالاسكندرية". وادعي تقرير بثه الموقع ان السلطات المصرية حرصت علي عدم توجيه اصابع الاتهام إلي تنظيم القاعدة، والاكتفاء بوصفه "هجوما خارجيا" علي هدف مصري، "في محاولة لتجاهل الارهاب الداخلي"، وقال إن مصر تتجاهل تهديدات تواجهها من اربعة مراكز ارهابية، اوضحها التقرير كما يلي: أولا: تنظيم القاعدة، الذي يدعي التقرير ان له خلايا نائمة في عدد من مدن القناة، خاصة السويس والاسماعيلية، وعدد من القري المحيطة بالاسكندرية. ثانيا: اتساع قاعدة الارهاب في جبال وسط سيناء، في ظل ما يصفه التقرير بفشل امني مصري في القضاء علي خلايا تنظيم القاعدة هناك، او الامساك بناشطي الجهاد الاسلامي المصري الذي هربوا من مطارديهم في مصر. وزاد الامر سوءا - بحسب التقرير الإسرائيلي - بانضمام عناصر من القبائل البدوية التي تعيش في المنطقة والتي تمثل القوة الاساسية القائمة علي تشغيل القنوات الرئيسية لتهريب الاسلحة والاتجار بالبشر في الشرق الاوسط! ثالثا: فشل اجهزة الامن المصرية في مواجهة قنوات التهريب هذه، حيث يجري الحديث ايضا عن القناة الاساسية لتهريب السلاح والمقاتلين لتنظيم القاعدة في الشرق الاوسط، والتي يدعي التقرير انها تبدأ من الصومال في القرن الافريقي، مرورا باريتريا، ثم السودان، فصعيد مصر، ثم عبور قناة السويس، ومنها إلي شبه جزيرة سيناء. وهناك يتفرع الطريق إلي اثنين: المسار الغربي باتجاه غزة والضفة الغربية، والمسار الشرقي باتجاه الاردن، ومن هناك إلي سوريا ولبنان والعراق. ويدعي التقرير الاستخباراتي الإسرائيلي ان إسرائيل ايضا لم تفعل شيئا لمواجهة التهريب عبر هذا المسار، مما جعل ايران تستخدمه لنقل الصواريخ وبقية الاسلحة إلي منظمات حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة. رابعا: واتهم التقرير مصر وإسرائيل بعدم فعل أي شيء ازاء مجموعات تنظيم القاعدة التي تزيد من انشطتها العسكرية بقطاع غزة في الاونة الاخيرة، فيما يمثل تحريضا دوليا علي الفلسطينيين في غزة، وتمهيدا لعدوان إسرائيلي وشيك علي القطاع، بحجة انه يستهدف مواجهة تنظيم القاعدة، وليس الاعتداء علي الفلسطينيين! وادعي التقرير ان اغلب الهجمات التي تتعرض لها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي علي الحدود مع قطاع غزة، يجري تنفيذها علي يد مجموعات القاعدة هذه، الامر الذي يتيح لها رفع المستوي العسكري لمقاتليها، في ظل انباء ان عددا من اعضاء الجهاد الاسلامي الذين هربوا من مصر وصلوا إلي غزة، ويتولون الاتصال والربط بين العناصر الارهابية في غزة ونظيرتها بمصر! وانتقل التقرير ذاته من الاشارة إلي الاتهام الذي وجهه حزب الله إلي إسرائيل بأنها تقف وراء الحادث الذي وقع بالاسكندرية، إلي الاشارة لتوقعات بتعرض مراكز ومنشآت دينية وعسكرية تابعة لحزب الله في لبنان لهجمات من جانب تنظيم القاعدة، أن زعيم حزب الله حسن نصر الله يدرك ان الامر مسألة وقت فقط، وأن هذه الهجمات واقعة لا محالة، سواء علي يد لبنانيين من الداخل، او عناصر تابعة للقاعدة قادمة من العراق عن طريق سوريا. تعليقات علق احد الإسرائيليين علي تقرير عن تداعيات حادث كنيسة القديسين بصحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية، متسائلا: "هل بامكاننا (نحن الإسرائيليون) ان نرسل اسلحة إلي الاقباط؟!"، وقال إن اغلب سكان العالم مسيحيون، ومع ذلك يبولون في سراويلهم خوفا من الاقلية المسلمة، واضاف: "اخشي ان ينقرض الاقباط". في حين اقترح آخر ان تعرض إسرائيل حق اللجوء السياسي علي المسيحيين المصريين. وذهب ثالث إلي حد بعيد حين قال ان الحل الوحيد هو اقامة دولتين لشعبين في مصر! (في اشارة ساخرة إلي الضغوط التي تمارسها مصر علي إسرائيل من اجل اقامة دولة فلسطينية إلي جانب إسرائيل)، وقال موشيه انه لا بد من تمكين الفرصة للمسيحيين من اجل اقامة دولتهم المستقلة في شبه جزيرة سيناء!