نجح عدد كبير من الكاتبات الإيرانيات في إحداث تطور كبير، علي صعيد مبيعات الكتب الأدبية، حيث تصدرت مؤلفاتهن قوائم أكثر الكتب مبيعًا في إيران، وأرجع بعض النقاد ذلك إلي تخطيهن قضايا محظورة في الحب والجنس..!! وفي تقرير لها من "طهران" ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عدد النساء اللاتي نشرن كتبًا في إيران وصل إلي أكثر من 370 امرأة، وأشار التقرير إلي أن هذا الرقم يشكلِّ 13 ضعفًا لعدد النساء الروائيات والمؤلفات منذ عقد من الزمان. ويرجع النقاد في إيران، تفوق الكاتبة الإيرانية في مبيعات كُتبها علي الرجل، إلي عوامل عديدة منها: اللغة والسرد الشخصي والتعمق في القضايا المحظورة مثل قضايا الحب والجنس، فنجد أن هناك بعض الأعمال الروائية النسائية التي وصلت مبيعاتها إلي أكثر من 100 ألف نسخة..!! تغيير نظرة المجتمع ويري "مجيد إسلامي" - ناقد أدبي ومحرر بمجلة «haft» في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أن المرأة الإيرانية لم تحقق مكانتها كأديبة معاصرة في الأدب الفارسي وحسب وإنما أيضًا تمكنت من تغيير نظرة المجتمع لها ككاتبة. إضافة إلي ذلك تقوم الروائية الإيرانية بحركات مناورة إبداعية، حتي تتمكن من الدخول إلي أفكار وقضايا محظورة من قبل المجتمع والحكومة، بعد أن كان غير مسموح للمرأة الإيرانية بالتعبير عن رأيها ومشاعرها عبر الكتابة. ومنذ ثلاثينات القرن الماضي وحتي الستينات من القرن نفسه، تواجدت نحو 12 امرأة علي ساحة الأدب والكتابة في إيران، والعديد منهن كتبن بأسماء مستعارة، وبعد ذلك راحت الأديبات الإيرانيات يركزن في كتاباتهن علي نيل حقوقهن مثل حق التصويت في الانتخابات. ونذكر هنا، من الأعمال الروائية البارزة، بأقلام نسائية، رواية "صباح سكير" للروائية الإيرانية "فطينة حاج سيد جفادي" والتي كانت من أكثر الكتب مبيعًا بعد نشرها في عام 1998، والرواية تدور أحداثها في أربعينات القرن الماضي/ العشرين، وتحكي قصة امرأة من عائلة ارستقراطية، تتحدي عائلتها وتتزوج من "نجَّار"، وعندما يتحول هذا النجار إلي شخص يسيء معاملتها ويضطهدها، تتركه وتذهب إلي شخص آخر، وهذا ما كان يعتبر عملاً بارزًا أو متطرفًا في ذلك الوقت. فابي .. الروائية المذهلة ومن الحالات اللافتة في عالم الروائيات الإيرانيات "فاريبا فابي" - 48 عامًا - صاحبة رواية "طيري"، ومع أن هذه الروائية لم تتمكن من إكمال تعليمها الجامعي، إلا أنها حققت شهرة ونجاحًا كبيرين، كما حازت روايتها هذه علي ثلاث جوائز إيرانية عام 2002م. ويذكر عن "فاريبا فابي" أنها قبل زواجها، كانت تسافر كل أسبوعين من بلدتها "تبريز" إلي "طهران" وذلك لشراء الكتب وعرض أعمالها الأدبية علي أحد أساتذة الأدب هناك، إلا أن زواجها وإنجاب الأطفال كانا وراء الحد من تقدمها في الأعمال الروائية. تقول "فابي": "أتشاجر مع زوجي الذي لا يعترف بأن كتابة الرواية صارت مهنة وحرفة.." تعابير بديلة وقد لجأت الروائية والكاتبة "فطينة حاج سيد جفادي" إلي استخدام تعابير بديلة عن كلمات جنسية، فنجدها في روايتها "صباح سكير" تقول مثلا: "شخصان يتحركان تحت الملاءة" وذلك للتعبير عن العلاقة الجنسية. والجدير بالذكر، أن بعض الروائيات الإيرانيات، قمن بالسفر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية للعيش والكتابة هناك، بعيدًا عن وطأة الرقابة في إيران. وتجدر الإشارة هنا إلي الكاتبة الإيرانية "أدار نفيسي" التي نشرت كتابًا في العام 2004، وكان من أكثر الكتب مبيعًا في أمريكا، وقد أطلقت "نفيسي" التي تحاضر في جامعة "جون هوبكنز" علي كتابها اسم nemoir a reading Lolita in Tehran. وهذا الكتاب يسَّلط الضوء علي الحياة والأدب في إيران، وذلك في ظل الحكومة الإسلامية. ومن أبرز فقرات هذا الكتاب تلك التي تناولت الحرس الثوري، الذي يعتقل الذكور والإناث إن خرجوا معًا في نزهة تودد وتعارف، كما يقوم باعتقال الإناث لإخضاعهن لاختبار "العذرية"..!! والحقيقة أن الرواية الإيرانية مازالت تعاني من الرقابة الصارمة، من قِبل وزارة الإرشاد والثقافة، حيث يتم حذف أي كلمة لها علاقة بالجنس وإزالة كلمات أو عبارات مثل "تعري" أو "صدر المرأة"، حتي لو تم استخدام هذه الكلمات أو العبارات في استعارات أدبية..!!