ابنة أول رئيس للتليفزيون: صفوت الشريف عرض علي والدي العمل مستشاراً له.. ولكنه اعتذر وتفرغ للقراءة تكريم عبدالحميد يونس أول رئيس للتليفزيون في احتفالات التليفزيون بالعيد الخمسين أزال آثار المرارة من حلق ابنته وأسرته التي كانت تعتب علي الإعلام نكرانه لأعلامه.. إلا أن التكريم أسعدهم. ومع السيدة دولت ابنة أول رئيس للتليفزيون تتحدث: نشأ والدي في أسرة متوسطة وبين خمسة أولاد مما علمه أن يكون فرداً في مجموعة، ثم دخل الكشافة وتعلم التعاون وكان يأمل أن يسافر حول العالم ولكن عند دخوله المرحلة الثانوية ارتدي نظارة طبية مما حرمه من أن يصبح طياراً أو ضابطاً بحرياً. فدخل كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وأثناء تخرجه تم افتتاح الإذاعة فتقدم إليها وأخذ يتدرج فيها حتي أصبح وكيلاً للإذاعة. إلي أن اختاره الرئيس جمال عبدالناصركأول رئيس للتليفزيون. هل تتذكرين الظروف التي مر بها أثناء الإعداد للافتتاح التليفزيون؟ -لم نكن نري والدي في بداية إنشاء التليفزيون وكان التليفزيون في بدايته عبارة عن مكتب في عمارة فينوس برمسيس وطلبت منه أن أذهب للتليفزيون يوم عيد ميلادي فوجدت العمل به وكأنه خلية نحل. وقد عٌرف بإدارته السلسة وفتح المجال أمام الآراء المختلفة انطلاقاً من اعتقاده بأن التليفزيون وسيلة اتصال جماهيرية يخطط لها المئات وقد تفوق علي نفسه في البرمجة بأبعادها المختلفة بحيث كان يتعامل مع كل شخص في المجتمع إلي جانب إدراكه لحجم التكلفة التي ينطوي عليها العمل التليفزيوني. وماذا عن تجربته في إنشاء بعض المحطات الإذاعية بالخارج؟ -كان يتابع كل جديد في الخارج، فأرسي دعائم التعاون مع التليفزيونات العربية والأفريقية وساهم في إنشاء الإذاعة السعودية كما أسس اتحاد إذاعات السنغال بأفريقيا ومكث بها ثلاث سنوات وقد ارتبط بالرئيس جمال عبدالناصر فكان يسافر معه دائماً لتغطية جولاته بالخارخ إلي أن أصبح رئيسا للتليفزيون. ما المواقف التي تتذكرينها عنه وما الذي تعلمتيه منه؟ -كان حريصاً علي أن يعلمنا الالتزام والمسئولية وأذكر أن والده توفي يوم افتتاح إحدي المحطات الإذاعية. فذهب للافتتاح المحطة وترك والده متوفياً بالمنزل إلي أن وجد بديلاً له يفتتح المحطة وهذا علمني أن الواجب لابد أن يسبق المشاعر، وأيضاً قبل حرب أكتوبر كان يذهب للتليفزيون مساء سيراً علي الأقدام وكانت هناك غارات والشوارع مظلمة فأصيب بكسر في ذراعه وكان يخجل عندما يقول أنه سقط عليه حيث قال كنت أتمني أن أصاب في الحرب وأفتخر بهذه الإصابة. هل يوجد علي الساحة من يذكرك بوالدك؟ -نعم هناك من يحمل صفات منه وأذكر الإذاعي فهمي عمر وطاهر أبو زيد ومن الجيل الحالي معتز الدمرداش وتامر أمين وأخرين. ما الفرق بين الجيل الإعلامي الحالي وجيل عبدالحميد يونس؟ -جيل والدي فرضت عليه الظروف عدم وجود معدين أومخرجين حيث كان المذيع يبحث عن الفكرة ويدرسها جيداً ويقوم بتقديمها وحده متولياً الإخراج والإلقاء وكذلك المؤثرات الصوتية. فقد كان جيلاً يتعامل بصدق ويؤمن برسالتة حتي مع وجود تنافس بينهم لصالح العمل. أما الجيل الحالي فحظه أوفر نتيجة التكنولوجيا الحديثة التي توفر له الكثير من وسائل البحث والعمل. من أهم أصدقائه الذين كنت ترينهم معه؟ -كان لدية العديد من الأصدقاء من مختلف المجالات أذكر منهم باباشارو وكروان الإذاعة محمد فتحي وصفية المهندس، كما كان يتواصل مع الجيل الذي يليه فكان له صداقات مع فهمي عمر وتماضر توفيق وسامية صادق وكذلك بعض الكتاب والمفكرين. هل تتذكرين أهم البرامج التي قُدمت في بداية التليفزيون؟ -كمشاهدة صغيرة في ذلك الوقت أذكر برنامج البيانو الأبيض للمخرج روبيرصايغ وكانت منوعات البرامج الكوميدية لمحمدسالم وبرامج الأطفال لسلوي حجازي والتوك شو ليلي رستم وأماني ناشد. لماذا لم يسلك أحد من أبنائه نفس طريقه الإعلامي؟ -لقد عملت بالفعل كمذيعة في البرنامج الموسيقي الألماني ولكني أخذت إعارة للخارج ولم تسمح الظروف بالعودة للإذاعة مرة أخري. أما عن أشقائي فعندما تفوقوا في دراستهم سافروا في منحة دراسية للخارج وبالتالي لم تتح لم فرصة الاحتكاك بالعمل الإعلامي. كيف كانت لحظة ابتعاده عن العمل الإعلامي؟ -خرج من دائرة العمل عام 1976 وكان يهيئ نفسه لذلك رغم أنه كان يمتلك طاقة كبيرة الا أنه رفض العمل وقد عرض عليه العمل في إذاعات عديدة سواء مصرية أوعربية ولكنه فضل التفرغ والهدوء فقد كان يعشق القراءة وعمل دراسات عن ابن عطاء السكندري ولم تتح الفرصة لذلك أثناء العمل فمارس هواياته بعد خروجه علي المعاش وعندما تولي صفوت الشريف وزارة الإعلام عرض عليه العمل كمستشار له ولكنه اعتذر لمرضه في تلك الفترة. هل تشعرين أن الإعلام يذكره؟ -للأسف الشديد الناس تحتاج دائماً لمن يذكرها كما أن أعماله الإذاعية اختفت وربما هذا يعد تقصيرًا منا كأبنائه لأننا لم نبحث عنها ولكن ماأسعده قبل وفاته كان تكريم الرئيس مبارك له في عيد الإعلاميين الأول.