صورة من مظاهرة فى الإسماعيلية ضد غلاء الأسعار 2010 أعربت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر أمس الأول، عن مخاوفها من عدم وصول ثمار الإصلاحات الاقتصادية فى مصر لجميع المواطنين، معتبرة أن "هناك ضرورة حاليا لأن تصل ثمار هذه الإصلاحات إلى المواطنين الأكثر احتياجا، فى ظل ما شهدته البلاد خلال العام الماضى من موجات من التظاهرات الصغيرة والمنظمة". وما أثار قلق الفاينانشيال تايمز إزاء الأوضاع فى مصر "ما أظهره الشباب المصريون على الإنترنت من تضامن مع الأحداث التونسية، وقد اعتبروا هذا التضامن قناة يتمكنون من خلالها من توصيل رسالة مفادها أنهم غير راضين عن أوضاعهم المعيشية". ولم تقتصر هذه المخاوف على الفاينانشيال، فقد حذرت أيضا صحيفة الدايلي نيوز بشكل صريح من إمكانية انتقال موجة الاحتجاج الاجتماعي من تونس والجزائر إلى مصر فى ظل ارتفاع مستويات التضخم فى مصر خلال ديسمبر. وكان تقرير لبنك الاستثمار بلتون قد توقع أن يبلغ معدل التضخم السنوى بنهاية العام المالى الحالى 12.1%، وأن يرتفع فى العام المالى المقبل إلى 12.3% فى ظل التقديرات بارتفاع الأسعار العالمية للغذاء، ونقص المعروض من السلع الغذائية فى السوق المحلية، وقد أشار التقرير إلى أن معدلات التضخم فى أسعار الغذاء فى مصر تعد من الأعلى على مستوى العالم. وقد صرح مجدي صبحي نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، أن الحكومة قد سعت بالفعل لاحتواء أزمة ارتفاع أسعار الغذاء بزيادة الدعم الموجه للموازنة الذى ساعد على استقرار سعر رغيف الخبز المدعوم، ولكن هناك عناصر غذائية أخرى تدخل فى صميم حياة المواطنين شهدت ارتفاعا فى الفترة الأخيرة كالسكر والأرز شكلت ضغوطا على المواطنين, معتبرا أن حدوث احتجاجات اجتماعية بسبب البطالة وارتفاع أسعار الغذاء فى دول قريبة جغرافيا من مصر ودول عربية قد يخلق مناخا من التوتر فى مصر, كما أنه الرغم من أن ارتفاع أسعار الغذاء فى مصر يأتي متأثرا بموجة ارتفاع عالمية فى الأسعار، إلا أن "هناك احتكارات فى السوق المصرية تساهم أيضا فى هذا الارتفاع المحلى يجب مواجهتها مشيرا إلى أن أسعار الغذاء فى مصر لم تنخفض بدرجة مماثلة للانخفاض الذى حدث فى أسعار الغذاء مع حالة الكساد العالمى بعد الأزمة المالية العالمية فى نهاية عام 2008. والجدير بالذكر أن وكالة رويترز الإخبارية قد أشارت فى مطلع الأسبوع الحالى إلى أن منظمة الغذاء العالمية، الفاو، قدرت وصول أسعار الغذاء عالميا فى شهر ديسمبر الماضى لمستويات قياسية متخطية مستويات عام 2008 عندما كانت هناك تظاهرات بسبب أسعار الأغذية فى مصر ودول أخرى.