قال نشطاء في المعارضة أن قتالا اندلع اليوم الاثنين بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في منطقة رئيسية بدمشق في أعنف معارك في العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. والقتال الذي اندلع قرب مركز قاعدة سلطة الأسد هو محاولة فيما يبدو من جانب المعارضين الذين طردوا من حمص وأدلب وتعرضوا لهجمات في مدينة دير الزور بشرق البلاد يوم الاثنين لإظهار أنهم لا يزالون يشكلون تحديا خطيرا. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن القتال العنيف هز سكون الليل في حي المزة الذي توجد به مقار المخابرات وسفارات أجنبية واسفر عن مقتل "إرهابيين" اثنين واحد أفراد قوات الأمن. جاءت هذه المواجهة المسلحة بعد يومين فقط من تفجير سيارتين ملغومتين أسفر عن سقوط 27 شخصا على الأقل في قلب المدينة الأمر الذي زاد الخوف من احتمال انزلاق العاصمة إلى الفوضى. وقال رامي عبد الرحمن الذي يدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا أن هذه الاشتباكات هي الأعنف والأقرب إلى مقر قوات الأمن في دمشق منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وأضاف أن 18 من القوات الحكومية أصيبوا في القتال بينما تردد دوي نيران الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية قبل الفجر. ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من سوريا لمنع السلطات دخول الجماعات الحقوقية والصحفيين. وشنت قوات الأسد حملات ضارية في الأسابيع الماضية واستعادت كثيرا من الاراضي التي كانت فقدتها لكن العنف لم يهدأ ويحذر المحللون من أن الانتفاضة قد تتحول إلى حرب اهلية بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والسنة الذين يشكلون ثلاثة أرباع سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة. وقال شهود ان القوات الموالية للاسد اقتحمت مدينة دير الزور السنية في شرق البلاد يوم الاثنين لاستعادة السيطرة على مناطق من الجيش السوري الحر المسلح بأسلحة خفيفة. وقال ساكن يدعى طارق لرويترز بالهاتف من المدينة التي تقع على الطريق المؤدي الى العراق "سمعت صوت عدة انفجارات. قد تكون اصوات مدافع دبابات او ديناميت يستخدمه معارضون لمحاولة ابطاء تقدمها." وذكرت وكالة الانباء السورية ان 13 مدنيا قتلوا برصاص "ارهابيين" معارضين قرب مدينة حمص ثالث كبرى مدن البلاد يوم الاحد وقالت ان معارضين دمروا ايضا جسرا للسكك الحديدية يربط دمشق بمحافظة درعا في جنوب البلاد. وابلغ سكان في دمشق رويترز ان القتال في المزة شمل هجوما للمعارضين في منطقة الفيلات الغربية قرب منزل اصف شوكت صهر الاسد ونائب رئيس اركان القوات المسلحة. وقالت لجان التنسيق المحلية انه جرى تعزيز الامن في وقت لاحق حيث انتشرت ميليشيا الشبيحة في الشوارع. وسبق ان حاولت الحكومة الحفاظ على مظهر الحياة الطبيعية في المنطقة حيث تجنبت نشر حواجز الطرق والكتل الاسمنتية بها مثلما هو الحال في مناطق أخرى بالعاصمة. واستهدفت سيارتان ملغومتان يوم الاحد مقر الشرطة الجنائية ومركزا لمخابرات القوات الجوية مما اسفر عن مقتل 27 شخصا واصابة اكثر من 100. وانفجرت سيارة ملغومة أيضا في منطقة سكنية في حلب ثاني اكبر المدن السورية يوم الاحد مما أسفر عن مقتل شخصين. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة واضطر نحو230 ألفا على الفرار من منازلهم منهم 30 ألفا على الاقل فروا خارج البلاد. وتقول الحكومة ان نحو ألفين من أفراد الجيش والشرطة قتلوا أيضا على يد "مجموعات ارهابية مسلحة" ممولة من الخارج. واثارت تركيا احتمال اقامة "منطقة عازلة" في سوريا لحماية من يحاولون الفرار. وقالت مديرية ادارة الكوارث والطوارئ التركية يوم الاثنين ان 279 سوريا عبروا الحدود يومي 18 و 19 مارس اذار مما يرفع عدد اللاجئين السوريين في البلاد الى 16446 شخصا. وقال مصدر قريب من مهمة مشتركة لخبراء من الاممالمتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي وبقيادة الحكومة السورية ان الفريق بدأ مهمة لتقييم الاحتياجات الانسانية في انحاء البلاد. ومن المقرر أن تزور المجموعة مناطق تضررت خلال الانتفاضة بما في ذلك مدينة حمص التي شهدت حصارا وقصفا من الجيش استمر نحو شهر ودرعا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة قبل نحو عام. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر متحدثا في موسكو حيث التقى بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان الوضع الانساني في سوريا سيسوء على الارجح مؤكدا على الحاجة "لاجراءات عاجلة" لتخفيف الازمة. ويزور جاكوب كيلينبرجر روسيا لطلب مساعدتها في اقناع الاسد بالسماح بادخال مزيد من المساعدات الانسانية الى المناطق الاشد تضررا بسبب العنف. ومن المتوقع أن يوفد كوفي المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا فريقا من الخبراء لبحث اقتراح بارسال مراقبين دوليين الى سوريا في محاولة للقضاء على العنف. وشكك الاسد الذي تلقى مساندة حيوية من كل من روسيا والصين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في مدى جدوى مثل هذه المهمة. وذكر معهد أبحاث دولي بارز يوم الاثنين ان شحنات الاسلحة لسوريا زادت بنسبة 580 في المئة في الفترة من عام 2007 الى عام 2011 مقارنة مع السنوات الخمس السابقة وقامت روسيا بتوريد معظم هذه الاسلحة. وقال معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام ان روسيا زودت سوريا بنسبة 78 في المئة من واردتها من الاسلحة خلال تلك الفترة. وكان مسؤول روسي كبير اعلن الاسبوع الماضي انه لا يرى ضرورة لاي تغيير في اتفاقات التعاون العسكري مع دمشق. المصدر: رويترز