من مظاهرات الجمعة قرب ادلب دعا المجلس الوطني السوري المعارض وفد المراقبين التابع للجامعة العربية والذي يصل سوريا الاثنين للتوجه على الفور الى ما وصفه بالاحياء المحاصرة بمدينة حمص. وقال المجلس ان الاف الجنود السوريين يفرضون حصارا مشددا على حي بابا عمرو بمدينة حمص. وكان احمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية، اكد في وقت سابق ان الوفد سيتوجه الى مدينة حمص لمعاينة الاوضاع فيها، وذلك استجابة لطلب من المجلس الوطني السوري . ومن المفترض ان يقوم وفد الجامعة العربية بمعاينة تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية والذي يهدف الى وضع حد لاعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل أكثر من تسعة اشهر. وافادت انباء بوصول الفريق محمد الدابي السوداني الجنسية الى دمشق الاحد لرئاسة بعثة الجامعة العربية التي ستراقب مدى التزام سوريا بخطة السلام الرامية الى وقف الحملة الامنية المستمرة منذ تسعة اشهر لقمع الاحتجاجات والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 5000 شخص. وتزامن وصول الدابي مع تجدد العنف في مدينة حمص بوسط البلاد وبعد تفجيرين وقعا في دمشق يوم الجمعة واسفرا عن سقوط 44 قتيلا. وعلى مدى اشهر شهدت سوريا اراقة دماء بصورة يومية حيث تحاول قوات الامن اخماد انتفاضة شعبية كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت تدريجيا الى العنف ضد الرئيس السوري بشار الاسد الذي تتولى عائلته حكم البلاد منذ اكثر من اربعة عقود. عنف وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، ان ثلاثة اشخاص اخرين قتلوا الاحد في حمص حيث يقوم جنود تدعمهم الدبابات والعربات المدرعة بحملة منذ اسابيع. واوضح المرصد ان مدنيا من هؤلاء قتل بالرصاص في حين توفي الاخران متأثرين بجراحهما. وقال المرصد ان 124 شخصا اصيبوا في القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو في حمص. واعرب معارضون للرئيس السوري عن تشككهم في جدوى البعثة العربية لمراقبة خطة السلام التي قالوا ان الاسد لن يحترمها في ظل تواصل القمع العنيف ضد المتظاهرين. وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على "ارهابيين" اسلاميين يتلقون دعما من الخارج وتقول انهم قتلوا 2000 من قوات الامن منذ اندلاع الاضطرابات في مارس/اذار. وقال الدابي انه التقى بنبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة قبل مغادرته الى دمشق ووضع "خارطة طريق" لعمل بعثة المراقبين والتي وعد ان تتمتع بالشفافية. وقال الدابي في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان البعثة ستلتقي بمختلف الجماعات في سوريا. ولم تعلن وسائل الاعلام السورية الرسمية وصول الدابي. وتتوقع الجامعة العربية ارسال نحو 150 مراقبا الى سوريا، وقال العربي ان الامر لن يستغرق اكثر من اسبوع لمعرفة مدى احترام السلطات لشروط اتفاق السلام. وبعد ستة اسابيع من المماطلة وقعت سوريا بروتوكول البعثة هذا الشهر مما يسمح بدخول مراقبين في اطار خطة السلام التي تدعو الى انهاء العنف وسحب القوات من الشوارع واطلاق سراح المسجونين السياسيين والبدء في حوار مع المعارضة. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان الجامعة التي فرضت عقوبات على سوريا وعلقت عضويتها يجب ان تزيد من ضغوطها على الاسد بدعوة مجلس الامن الى تبني المبادرة العربية. وقال غليون في خطاب مصور بالفيديو للسوريين بمناسبة عيد الميلاد ان المجلس يريد رحيل النظام السوري حتى يعيش الشعب السوري في سلام. وقال ان العالم يجب ألا يقف موقف المتفرج على جثث الرجال والنساء والاطفال. واضاف انه لا يعقل ان تراق دماء السوريين في حمص وادلب بينما لا يتحرك المجتمع الدولي لردع النظام السوري. وتحولت ادلب في الشمال الغربي على الحدود مع تركيا الى ميدان حرب بين قوات الامن والمتمردين. ووقع التفجيران الانتحاريان بعد يوم واحد من وصول فريق من الجامعة العربية الى دمشق للتمهيد لوصول فرق المراقبين. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن السلطات السورية اتهمت تنظيم القاعدة. ويقول معارضون للاسد انهم يشتبهون في قيام الحكومة نفسها بتدبير التفجيرين كي تثبت للعالم انها تواجه عنفا بلا تمييز من جانب مسلحين اسلاميين ولتخويف المراقبين التابعين للجامعة العربية. وادانت واشنطن الهجوم وقالت انه يجب عدم السماح لمثل هذه الهجمات بتعطيل الخطة العربية. كما عبرت الاممالمتحدة ايضا عن قلقها.